صدق أو لا تصدق.. أن مواطني كفرالشيخ تناولوا بالهنا والشفا2602 طن و530 كيلوجراما من القمح الفاسد, فعلي الرغم من وجود سوس ودود حي بهذه الكمية التي تم ضبطها إلا أن اللجنة المشكلة اكتفت بتبخير القمح وقامت بتسليم الكمية بالكامل للمطاحن ليتم طحنها وتوزيعها علي المخابز البلدية ليتناولها المواطنون الأبرياء ولم تنتظر اللجنة حتي ترد نتائج المعامل المركزية بوزارة الصحة, والتي أكدت أن العينات غير صالحة للاستهلاك الآدمي, بعد أن التهمها المواطنون كاملة. وعن هذه الواقعة, يؤكد نصيف جرجس المفتش الأول بالرقابة التموينية بكفرالشيخ, أنه عندما علم بطحن القمح الفاسد, أعد وزميله المحاسب عاطف نصر رئيس الرقابة التجارية, ومدير مكافحة الغش التجاري بمديرية التموين مذكرة وتم تقديمها للمحامي العام الأول لنيابات كفرالشيخ المستشار أحمد مندور تتضمن القصة الكاملة لقضية القمح الفاسد التي تناولتها جميع وسائل الإعلام المسموعة والمرئية بعد نشرها بجريدة الأهرام المسائي في شهر نوفمبر الماضي. من جانبه تساءل المحاسب عاطف نصر مدير مكافحة الغش التجاري بكفرالشيخ, إلي متي ستظل صحة المواطن المصري رخيصة؟ مشيرا إلي أنه عندما قررت النيابة تشكيل هذه اللجنة كانت تتوسم فيها الأمانة والشرف والنزاهة إلا أن اللجنة قررت تبخير الكمية المضبوطة واستخدامها وكأن شيئا لم يكن واستطرد قائلا: لماذا لم تتم محاسبة المتسببين في تلك الكارثة خاصة أن المفتشين أنفسهم الذين قاموا بتمرير الكمية قبل ضبطها هم أنفسهم شركاء كارثة شونة أبوإسماعيل بدسوق ولم تتم محاسبتهم في تلك القضية التي تم ضبطهم فيها عام2003 ؟!! وأضاف, أن المعامل المركزية بوزارة الصحة هي الجهة رقم(1) في جمهورية مصر العربية وهي الجهة الأدق والموثوق بها ونتائجها لتحليل العينات الغذائية لما تضمه من أساتذة متخصصين في تحليل العينات, كما أنها جهة محايدة من خارج المحافظة وليس لها مصلحة في إدانة أو براءة أي جهة من الجهات. وأوضح أن اللجنة التي تم تشكيلها بعد ضبط القمح الفاسد من خلال وزارة التموين( التضامن سابقا) أكدت أن القمح غير صالح للاستهلاك الآدمي, وذلك عن طريق الفحص الظاهري ورفضت المعالجة تحت أي ظرف وكان من بين أعضاء اللجنة كبير مفتشي مكتب الوزير, ثم أن النيابة كانت قد قامت بتعيين القمح الفاسد وقررت فرض حراسة عليه والتحفظ عليه حتي لا يتم طحنه, ثم أوكلت لجنة البحوث الزراعية باتحاذ التدابير اللازمة, فما كان من الأخيرة إلا أن قررت تبخير القمح وطحنه ليتناوله المواطنون. ويعود المحاسب نصيف جرجس المفتش الأول بالرقابة التموينية للحديث فيقول: إنه أثناء سحب العينات كانت هناك أشياء مريبة تحدث بين رئيس قطاع التخزين وأحد أعضاء لجنة البحوث الزراعية, مما أثار شكوكي, ومارسنا أعمالنا في التموين إلي أن فوجئنا بأن الكمية تم طحنها, موضحا أن مهمتهم وقتها قد انتهت بتحرير محضر الضبط وتسليم الموضوع للنيابة إلا أنهما عندما علما بالكارثة قررا رفع الأمر إلي النيابة وتقديم مذكرة عاجلة إلي السيد المستشار أحمد مندور المحامي العام الأول لنيابات كفرالشيخ لفتح التحقيق في القضية ومحاسبة المخطيء, خاصة أن هذه القضية تهم مصر كلها. وتجدر الإشارة إلي أن إدارة مكافحة الغش التجاري والرقابة التجارية بمديرية تموين كفرالشيخ كانت قد تمكنت من ضبط2602,530 طن من القمح الفاسد غير الصالح للاستهلاك الآدمي بمطحن كفرالشيخ في منتصف نوفمبر الماضي وبعد معاينة الكمية المضبوطة عثر بها علي سوس ودود. وتم اخطار الدكتور جودة عبدالخالق وزير التموين الذي أرسل لجنة من القاهرة فور علمه وقامت اللجنة بفحص الكمية فحصا علميا للتأكد من صحة الواقعة, وتم تحرير محاضر بها ضد كل من أمين الشونة ورئيس قطاع مطاحن كفرالشيخ ومدير التخزين والتسويق. وأمر الوزير بإحالة جميع مفتشي التموين والمشرفين علي الشونة بكفر الشيخ إلي النيابة العامة. كفرالشيخ عمرو سعدة