بالدماء البريئة والمخططات الشيطانية كانت البداية ولايزال النهر يجري في انتظار سلامة الوصول.. هكذا صار2011 عاما استثنائيا بحق منذ البداية فلم تكد تتجاوز عقارب الساعة الثانية عشرة منتصف ليل السبت الأول من يناير منه عشية احتفالات رأس السنة حتي وقع الخبر الصاعقة علي مسامع المصريين جميعا بحادثة تفجير استهدف كنيسة القديسين مار مرقص الرسول والبابا بطرس خاتم الشهداء بمنطقة سيدي بشر بمدينة الإسكندرية وأسفرت التفجيرات التي تسببت فيها سيارات مفخخة عن مقتل24 من المسيحيين والمسلمين واصابة قرابة مائة جريح جراء الحادث الغاشم الذي اعتبره الكثيرون فيما بعد أولي مقدمات ثورة25 يناير. ورغم أن الكثيرين اعتبروا الحادث وقتها نذير شؤم للعام الجديد علي المصريين فإن ما جري عقب الحادث بأقل من الشهر أثبت أن الشؤم كان علي النظام الحاكم لتكون المفارقة أن يتم الاعلان خلال الاحتفالات المبكرة بأعياد الشرطة وعلي لسان وزير الداخلية وقتها حبيب العادلي ما اعتبره مفاجأة بأن التفجيرات قامت بها عناصر تنظيم جيش الاسلام الفلسطيني المرتبط بتنظيم القاعدة غير أنه وبعد يومين فقط وفي الخامس والعشرين من يناير انطلقت شرارة الثورة التي أطاحت بالنظام لتنكشف بعدها الأكاذيب والتي جاء في مقدمتها الحديث عن مخطط وزارة داخلية العادلي لتفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية بتكليفه القيادة رقم77 في الثاني من ديسمبر2010 لبحث إمكان تكتيف الأقباط وإخماد احتجاجاتهم المتتالية وتهدئة نبرة البابا شنودة في خطابه مع النظام بأن يتم تنفيذ عمل تخريبي ضد إحدي الكنائس ثم القيام بإلصاق تلك التهمة أثناء التحقيقات لأحد القيادات الدينية المسيحية التابعة للكنيسة عن طريق أن تكون جميع تحريات المعمل الجنائي والنيابة العامة متجهة نحو القيادة القبطية التي وقع الاختيار عليها ثم يتم إطلاع البابا شنودة علي نتيجة التحقيقات السرية ومفاوضته لإخماد الاحتجاجات القبطية المتتالية وتخفيف حدة نبرات حديثه مع القيادة السياسية وعدم تحريض رعاياه الأقباط علي التظاهر والاحتجاج ودفعه نحو تهدئة الأقباط للتأقلم مع النظام العام بالدولة. وأوضحت تقارير اعلامية تم تداولها بهذا الشأن أن التفجير جري بالتعاون بين الداخلية وأحد المعتقلين النافذين في الجماعات المتطرفة, ويبدو أنه هو صاحب الجثة المجهولة التي أعلنت الداخلية وقتها عن أنها لمنفذ التفجير حيث عثر علي أشلائها بموقع الحادث وادعت أنه تمت الاستعانة بخبراء من أطباء التجميل لتحديد ملامحها التي شكلت صورة تم ترويجها أمام الرأي العام وقتها بادعاء توزيعها علي الموانئ والمطارات للتأكد مما إذا كان صاحب الصورة قد دخل البلاد قبل أيام من الحادث أم لا.. ولا تزال القضية قيد التحقيق حتي الآن. ولم يكن مستغربا بعد انقضاء ما يقارب العام علي الحادث وبعد أحداث امتلأت بها صفحات2011 لم تفرق أبدا بين مسلم ومسيحي ولم تلتفت لبذور الفتنة الطائفية التي كثيرا ما لعب بها أصحاب المخططات الشيطانية أن يقول القمص فيلوباتير جميل أحد رموز ائتلاف شباب ماسبيرو خلال الحفل التأبيني بمناسبة مرور عام معلقا علي أحداث القديسين: هذا العام بدأ بجريمة القديسين وانتهي بدماء أخي الشيخ الأزهري عماد عفت, ونظام مبارك وبقاياه هم المسئولون عن كل الدماء التي جرت خلال هذا العام.