تشهد دار الكتب والوثائق بعض التغييرات القيادية إذ أصدر الدكتور شاكر عبدالحميد, وزير الثقافة, قررا بندب الدكتور عبدالواحد النبوي, الأستاذ المساعد بقسم التاريخ والحضارة بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر, للعمل مديرا عاما لدار الكتب والوثائق القومية. بالإضافة إلي عمله رئيسا للإدارة المركزية لدار الوثائق بالهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية, وذلك خلفا للدكتور زين عبدالهادي الذي تم ندبه رئيسا لمجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية, خلفا للدكتور محمد صابر عرب الذي بلغ السن القانونية.هذا يحدث في ظل إنشغال دار الوثائق بترميم وحصر الكتب والوثائق الناجية من حريق المجمع العلمي بقصر العيني, وللوقف علي أخر المستجدات بالنسبة لتلك الوثائق وخطة دار الكتب في الفترة المقبلة بعد تلك التغييرات, كان حوار الأهرام المسائي مع د. عبدالواحد النبوي وهذا أول حوار معه بعد توليه منصبه الجديد. * هل تواجه دار الكتب مشاكل في ترميم وثائق المجمع العلمي؟ ** تواجه عملية تجفيف الكتب والوثائق التي انقذت من حريق المجمع العلمي ازمة كبيرة بسبب عجز الإمكانات وقلة أجهزة التجفيف والتعقيم وأفران التجفيف, لذا انعقدت اللجنة العليا للترميم بدار الوثائق علي الفور وأصدرت بعض التوصيات لوضع خطة عمل يجب تنفيذها. * وما الذي انطوت عليه هذه التوصيات؟ ** تقوم الخطة علي انقاذ المحترق والمبلل من الكتب ثم فهرسته, وجمع الأجزاء المنفصلة لكل كتاب ومراجعتها ووضعها مع بعضها, وان كان يحتاج إلي ترميم نقوم بذلك وإن كان لا يحتاج للترميم يذهب لمرحلة التجليد فورا. * وكيف تتم عملية الترميم لتلك الكتب؟ ** هناك بروتوكول للترميم قائم علي المعالجة البيولوجية والمعالجة الكيميائية, وترميم آلي ويدوي, وهذا يكون بالتوازي مع فهرسة وتصنيف الكتب والوثائق التي تم انقاذها, من خلال مراجعة قاعدة البيانات التي تم انقاذها من حريق المجمع, لكن ستأخذ عملية الحصر الدقيقة للكتب وقتا كبيرا, لكن الأخطر هو ان هناك جزءا كبيرا من الكتب والوثائق مازال تحت انقاض المجمع المحترق, بخلاف اننا سمعنا ولدينا ادلة ان هناك عددا من الكتب تمت سرقتها اثناء الحريق, وتباع بالشوارع وهناك عدد من الاشخاص قاموا بشراء هذه الكتب وسلموها لدار الكتب. * وكيف ستتصدي دار الكتب للبيع أو التهريب؟ ** تم الاتفاق بين أمن وزارة الثقافة ورئيس مباحث الجيزة ومباحث القاهرة, لإتخاذ الإجراءات اللازمة لضبط من سرقوا الكتب من المجمع أثناء الحريق, كما قام مدير أمن الوزارة هشام فرج بمخاطبة المسئولين عن شئون المواني لعدم خروج أي كتاب من هذه الكتب, والتي تمثل جزءا كبيرا من الذاكرة المصرية والتي تتمثل في ضمان حقوق البلد الوطنية لأنه ليس مجرد تراث. * وما الهدف الرئيسي الذي تسعي إلي تحقيقه بعد توليك منصبك؟ ** الدار من أهم المؤسسات الثقافية في مصر, وكل مسئول بيكمل ما بدأه سابقوه, ولدينا خطة واضحة نسير عليها, فالدار مسئولة عن الحفاظ علي التراث الثقافي المصري واتاحته. * اذن ما طرق المحافظة علي هذا التراث؟ ** نحافظ عليه بعدة مراحل منها توفير البيئة اللازمة لهذا التراث, فتحفظ الوثائق في درجة حرارة22 درجة, ودرجة الرطوبة55, ولدينا مشاريع مستمرة لتوفير هذه البيئة, وأيضا من ضمن طرق الحفاظ علي الوثائق عمل نسخ رقمية من هذا التراث, ولدينا معملان إسكان أو صور ضوئية لعمل تلك النسخ وتبلغ عدد الصور التي تنسخ في السنة3 ملايين صورة, والحفاظ علي الوثائق يتم ايضا عن طريق الترميم الدائم لها لتظل لأطول فترة في افضل حال. * وماذا عن المنشآت الجديدة؟ ** نوفر منشآت جديدة لحفظ التراث الوثائقي منها المبني الذي يقام بالفسطاط بتكلفة مقدارها مليونا جنيه ويتكفل ببنائه الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة, وسوف يفتتح في شهر يونيو2012, بخلاف مبني دار الوثائق الحالي. * وكيف تتم عملية إتاحة تلك الوثائق للباحثين وغيرهم؟ ** عملية الإتاحة تتم بناء علي قاعدة بيانات ضرورية بالدار, والتي سجلت ما يفوق علي25 مليون تسجيل, بخلاف قاعدة بيانات للدوريات التي تضمها دار الكتب والوثائق, وقاعدة بيانات للمخطوطات, هذا لعمل قاعدة بيانات كبيرة ومتعددة حديثة وراقية متوافقة مع العصر تتاح للباحثين. * ما حدث للمجمع العلمي أقلق الكثيرين علي التراث المصري فما هي سبل التأمين بالدار؟ ** دار الكتب من المؤسسات النادرة في مصر التي تمتلك نظام تأمين وإطفاء قويا, فالدار مزودة ب160 كاميرا للمراقبة, وجهاز إنذار لإكتشاف أي بوادر حريق, وإطفاء آلي مبني علي أحدث النظم تكلف25 مليون جنيه قامت به هيئة الأمن القومي المخابرات المصرية وهي من تقوم بمتابعته, ونقوم كل شهرين بعمل تجربة إنذار حريق لكي ندرب الموظفين علي كيفية التعامل مع الحريق. * هل تقوم الدار بتنظيم دورات تدريبية للمختصين في الوثائق؟ ** نقوم بعمل دورات تدريبية علي مستوي العالم العربي وغيره من الدول الأخري, وندرب علي فنون الترميم ومن الدول التي قمنا بتدريب كوادر لها السودان والجزائر وعمان والكويت وغيرها, كما أننا نقوم بعمليات ترميم لوثائق بعض المؤسسات الخارجية مثل بنك الكويت, كما أننا نقيم دورات تدريبية داخل مصر للعاملين في الوثائق, والمسئولين عن الأرشيف القديم بالمؤسسات القومية في مصر, بمعدل دورتين كل6 أشهر ويشارك بهما ما يقرب من200 متدرب.