احترس من الموت.. شعار يرفعه رواد مستشفي إهناسيا المركزي بمحافظة بني سويف بسبب الاهمال الشديد الذي يعاني منه المستشفي, حيث تحولت الغرف إلي قبور تسكنها القطط والفئران.. ومياه الصرف الصحي والأسلاك الكهربائية المكشوفة في كل مكان بالاستقبال والعيادات الخارجية فضلا عن غرفة العناية المركزة التي تحتاج إلي التعقيم.. شبح الموت تراه في كل ركن بالمستشفي. تقول عبير أحمد ربة منزل من قرية النويرة انه منذ دخولي المستشفي لعلاج طفلي من نزلة معوية حادة وهو محجوز داخل غرفة مليئة بالقطط التي تتغذي علي مخلفات الأهالي والتي تجتذب كل انواع الحشرات داخل الغرفة, لذلك أخشي علي الطفل من أن يصاب بمرض آخر. وتضيف أميرة محمد ربة منزل من قرية البسامون الغرفة لا يتعدي محيط مساحتها9 أمتار مربعة وبها ثلاثة أسرة لاستقبال المرضي بالمستشفي ولا تخلو الغرفة من الزائرين الذين يصلون في فترة الصباح إلي20 زائرا في المرة الواحدة يتكدسون معا داخل غرف المرضي منهم من يدخن ومنهم من يجلس علي أطراف سرير المريض الذي يستسلم للوضع المؤلم الذي فرضته عليه إدارة المستشفي من عدم تنظيم مواعيد الزيارة و تقنين اعداد الزائرين. وتعترض عائشة عبدالسلام ربة منزل دخلت لتضع حملها بذلك المستشفي من قرية قلها علي غرفة استقبال حالات الولادة فالأسرة مليئة بالدم والمياه المحيطة بالطفل والحشرات تعلوها وصناديق القمامة توضع بالقرب من غرف التعقيم التي لا يغلق بابها. وقالت إنها طلبت من أسرتها وهي تصرخ من ألم الوضع أن يذهبوا بها إلي المنزل واستدعاء الداية أفضل من الموت والاستسلام للولادة داخل هذه الغرف غير الآدمية. ويستطرد حسام سيد زكي طالب جامعي من مركز اهناسيا زوجة شقيقي تتألم منذ أكثر من ساعة و الأطباء غير موجودين والمعاملة سيئة ولا نستطيع أن نذهب لمستشفي آخر بسبب بعد المسافة وحالتها الخطرة. ويقول سيد علي فلاح إن مدخل المستشفي الخاص باستقبال العلاج علي نفقة الدولة تغمره مياه الصرف الصحي والعديد من اسلاك الكهرباء المكشوفة والبلاعات التي لا تعلوها أغطية ومعظم المترددين علي هذا القسم من كبار السن والأطفال ونخشي الصعق أو أن ننزلق بسبب برك المياه وتتهشم عظامنا التي لم يبق فيها ما يتحمل أخطار ذلك المستشفي.