مرضي القسم المجاني: نعيش مع القطط في العنابر ونتلقي الطعام من عاملات النظافة صيدلية المستشفي تخلو من الأدوية الأساسية ومن لايملك شراء الدواء من الخارج ينتظر مصيرا مجهولا وزارة الصحة لديها خطة لإزالة المباني الأرضية لعدم مطابقتها للمعايير الهندسية والطبية في مستشفي حميات إمبابة حلقة جديدة من حلقات الإهمال والفساد, حيث لم يختلف المشهد كثيرا عن المشاهد القاتمة التي ألقينا عليها الضوء, ورغم أن مستشفي حميات إمبابة يبدو للوهلة الأولي جميلا, إلا أنه بمجرد الدخول إليه تتضح الصورة السيئة شيئا فشيئا.. حيث لا مكان لشيء إسمه النظافة أو التعقيم.. ومرضي مكدسون يتحاملون علي آلامهم أملا في شفاء لا يأتي وصيدلية خاوية من الأدوية, مما يجعل المرضي يشترون العلاج من الخارج وعلي نفقتهم. يقول محمود عدلي والد الطفل بشار محمود من أبوالنمرس: يوم وقفة العيد شعر إبني بارتفاع شديد في درجة حرارته فتوجهت به إلي حميات إمبابة وقابلت أحد الأطباء الذي طلب إجراء تحليل لتحديد نوع الحالة ثم أفادني بأن التحليل يؤكد أنه يعاني من حمي تيفود, وقام بتدوين روشتة العلاج وذهبت لصرفه من صيدلية المستشفي لكنني فوجئت بأنه غير متوفر فاضطررت إلي شرائه من الخارج علي الرغم من تكلفته العالية, حيث تصل قيمته إلي500 جنيه, وبعد ثلاثة أيام فوجئت بأن حالة إبني غير مستقرة مع استمرار إرتفاع درجات الحرارة, وعندما أبلغت الطبيب بسوء الحالة طلب مني مضاعفة جرعات الحقن, إلا أن الطفل أصيب بعدم القدرة علي الحركة, وعندما سألت الطبيب لم يفدني بشيء وإنتابتني حالة من الصراخ لإنقاذ طفلي, ولم يكن أمامي سوي اللجوء إلي القسم الاقتصادي رغم أن تكلفة الغرفة في الأسبوع الواحد تتراوح بين350 و700 جنيه, الأمر الذي يفوق طاقتي المادية, وبدأت في رحلة علاج جديدة إلي أن كشف لي طبيب آخر أن طفلي يعاني من حمي مالطية وليست تيفودا. ويضيف قائلا: غرف المرضي عبارة عن حديقة حيوانات حيث تتسلل القطط إلي الغرف أثناء فترة الليل, إضافة إلي أن الحمامات لاتصلح للاستخدام الآدمي لافتقارها إلي النظافة. وتقول إحدي المريضات من إمبابة اعاني من حمي وعند دخولي المستشفي اكتشفت عدم الأهتمام بنظافة غرف المرضي علي عكس الأقسام الاقتصادية المجاورة للأقسام المجانية اضافة لعدم وجود مطهرات وأدوات نظافة حتي ملاءات الأسرة نقوم بإحضارها من منازلنا لعدم نظافة الملاءات الموجودة, كل هذا ناهيك عن ان مشرفات الحمام هن اللاتي يقمن بتقديم الوجبات الغذائية للمرضي, الأمر الذي يؤدي إلي إنتشار الفيروسات. وتضيف الحاجة سعاد شحاتة مريضة قائلة كل حاجة في المستشفي حلوة ماعدا مستوي النظافة, فالقطط في كل مكان وتجري داخل غرف المرضي, كما أن أي شخص لايستطيع أن يعبر أمام دورات المياه بسبب انبعاث الروائح الكريهة منها. ويقول أحمد منتصر من الفيوم ان هذا المستشفي به شكاوي كثيرة, خاصة الأطباء الذين يتعاملون مع المرضي بطريقة سيئة, والويل لمن يجرؤ علي الاستفتسار عن مرضه, كذلك ليس هناك عدد كاف من الأطباء في تخصصات كثيرة. ويشير زكريا جمعة إلي أن الصيدلية الخاصة بالمستشفي ليس بها إلا أنواع بسيطة جدا من العلاج, وأحيانا يفيدنا المسئول عنها بأن العلاج المطلوب غير متوفر, مما نضطر إلي شرائه من الخارج بتكلفة أعلي تفوق ظروفنا المادية, متسائلا أين المجانية داخل المستشفيات الحكومية. ويقول محمد راشد أحد أبناء المرضي: عندما أحضرت والدي للمستشفي جلس في الاستقبال أكثر من ساعة ونصف إلي أن حضر إليه الطبيب ليقوم بتوقيع الكشف عليه, موضحا أن الأطباء يتعاملون مع المرضي بإهمال ويهتمون بفئات علي حساب فئات أخري, خاصة المرضي الذين يحملون توصيات أو كروت تزكية, رغم أن كثيرا من المرضي لا يملكون في جيوبهم تكلفة علاجهم. وتقول مريم الجمل مريضة ان المستشفي مليء بالقطط خاصة تحت الأشجار وبجوار غرف عزل المرضي, موضحة أنها رأت ذات يوم قطة واقفة علي سرير احد المرضي بغرف العزل, وعندما اشتكت للممرضة المسئولة عن العنبر أفادتها قائلة: إحنا تعبنا خلاص ومش عارفين نعمل إيه تاني. ويشكو حسين ابراهيم أحد المرضي من وجود محرقة النفايات الخطرة داخل المستشفي, حيث يقول ان الدخان المتصاعد منها نتيجة حرق النفايات التي يؤثر علي صدورهم, خاصة المرضي الذين يعانون من حساسية الصدر مطالبا بضرورة نقل هذه المحارق حفاظا علي صحة المرضي الذين يحتاجون لطبيعة خاصة. واجهنا الدكتور فتحي شبانة مدير مستشفي حميات امبابة بهذه المشاهد المؤلمة لمعاناة المرضي فقال: مستشفي حميات امبابة من اقدم مستشفيات مصر منذ عام1943 تبرعت به الاميرة شويكار ابنة محمد علي وتبلغ مساحتها17 فدانا كما ان اغلب المباني ارضية وتصميمها علي النظام الانجليزي بحيث تباعد المسافات بين المرضي لعدم نقل العدوي ولكن بعد تطبيق منظومة مكافحة العدوي بالمستشفيات منذ اكثر من5 سنوات اصبح من الممكن البناء والتوسع الرأسي لزيادة عدد الاسرة ويضيف شبانة ان المستشفي به500 سرير ويستقبل مرضي الامراض المعدية. سواء كانت فيروسية او كبدية او غيرها مثل الالتهاب السحائي والحمي الشوكية والتهاب المخ والتيفود والحمي المالطية وحمي النفاس والايدز موضحا ان المستشفي مازال يستقبل حالات انفلونزا الطيور والخنازير. ويشير الدكتور فتحي الي وجود وحدات بالمستشفي مثل وحدة الغسيل الكلوي وتحتوي علي34 ماكينة غسيل تخدم150 مريضا جميعهم علاج علي نفقة الدولة ولا يتكلف المريض اي اعباء مادية بالاضافة الي وجود وحدة للرعاية المركزة سعة8 اسرة مجهزة كاملة وتخدم مرضي الحميات خاصة الحالات الحرجة كما تتوافر معامل مثل الفيروسات والبكتيريا والكيمياء ويعمل24 ساعة لحالات الطواريء ويوضح انه تم الاحلال والتجديد لبعض اقسام المستشفي خلال فترة السنوات الخمس الماضية خاصة وحدة الاستقبال والطواريء التي اصبحت من افضل الوحدات اللائقة لخدمة مرضي مصر. وحول اوجه القصور التي يعاني منها مستشفي حميات امبابة اكد الدكتور فتحي ان المستشفي ذو مساحة شاسعة تحيط بها الشوارع غير الممهدة التي يصعب معها الحركة وتعوق المرضي عن الوصول الي الاستقبال. وكشف الدكتور شبانة عن ان شبكة المياه والصرف الصحي الخاصة بالمستشفي لم تجدد منذ انشاء المستشفي موضحا ان الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة وعد بتطوير المستشفي عن طريق الاحلال والتجديد وبناء مستشفي جديد يتوافق مع المعايير الهندسية خلال هذا العام من ميزانية2010 2011 خاصة انه يقوم بخدمة9 محافظات مثل الجيزة و6 اكتوبر والفيوم وبني سويف وغيرها من المحافظات الاخري. ويؤكد ان وزارة الصحة تعد خطة حاليا لازالة المباني الارضية للمستشفي نظرا لعدم انطباق المعايير الهندسية الطبية الحديثة عليها كما ان هذه الخطة تشتمل علي بناء مستشفي جديدة بسعة300 سرير كامل الخدمات واستقبال وعيادات خارجية جديدة تليق بمستوي الخدمة والجودة وكذلك ايضا حميات العباسية. ويقول انه يوجد بالمستشفي محرقتان للنفايات الخطرة تقومان بحرق مخلفات مستشفيات محافظة الجيزة حيث لا يوجد به محارق وايضا مستشفي ام المصريين وبنك الدم وامبابة العام والرمد وبعض المستشفيات الخاصة المتعاقدة مع مديرية الصحة موضحا انه يتم نقل هذه النفايات الي المستشفي بسيارات خاصة تابعة لمديرية الصحة بالجيزة حيث تقوم بحرق ما لا يقل عن طن نفايات خطرة يوميا وتبلغ سعة المحرقة100 كيلو وهي كمية قليلة نحتاج الي محارق اكبر. وحول شكوي المرضي من عدم الاهتمام بنظافة الغرف والملاءات والحمامات قال الدكتور فتحي قائلا الجودة بالموجود وان الملاءات يتم تغييرها كل يومين لكن المرضي مهملون ويحتاجون تغييرها كل شوية موضحا اننا نحاول تحسين صورتنا مع المرضي قدر الامكان في توافر الميزانية الموجودة بالاضافة الي نقص العمالة داخل المستشفي بسبب تدني اجورهم حيث تصل الي6 جنيهات في اليوم. وعن شكوي المرضي من انبعاث روائح حرق النفايات الخطرة داخل المستشفي وعدم نقلها في مكان بعيد عن المستشفي قال ان محرقة النفايات لها ترخيص من وزارة البيئة ويتم اجراء متابعة لها وكتابة تقارير وفي حالة ثبوت ضرر علي المرضي سوف يتم ايقافها كما ان لها عقد صيانة وبها فلاتر خاصة. وعن المباني المتهالكة داخل المستشفي اكد الدكتور فتحي انها مغلقة منذ4 سنوات وسوف يتم هدمها اما بالنسبة للمبني المصمم علي مساحة2200 متر والمكون من احد عشر دورا ولم يتم تجهيزه حتي الان فافاد بان هذا المبني كان من المقرر استخدامه ليكون مستشفي حميات علي مستوي كبير لكن هذا المبي اكبر من ان يكون مستشفي حميات ويجب ان يستخدم لمصحلة البلد لافادتها ونحن في انتطار قرار وزير الصحة.