يشهد ميدان التحرير مليونية جديدة ردا علي استخدام العنف ضد المعتصمين وخاصة الفتيات خلال فتنة مجلس الوزراء وترفع مليونية اليوم شعار: رد الشرف أو رد الاعتبار ل حرائر مصر. وكانت الجمعية الوطنية للتغيير قد دعت إلي الخروج اليوم في مسيرات سلمية للتأكيد علي حرية وكرامة المصريين وحقوقهم الأساسية التي ثاروا من أجلها في25 يناير وهو ما أيدته قرابة60 حركة وائتلافا ثوريا وحزبا سياسيا فيما تغيب التيارات والأحزاب ذات المرجعية الدينية. ففي الوقت الذي أعلن فيه ائتلاف شباب الثورة واتحاد شباب الثورة وحركة كفاية وحزب الوسط وحزب الوعي والاشتراكيون الثوريون وحزب غد الثورة وحركة6 إبريل مشاركتها في مليونية اليوم, رفضت القوي الاسلامية ممثلة في الدعوة السلفية والجماعة الإسلامية والهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح والجبهة السلفية وجماعة الاخوان المسلمين المشاركة في مليونية رد الشرف حيث اعتبروا أن الهدف منها الاحتكاك بالجيش كمقدمة لدفع البلاد نحو الانهيار بما يحقق أهداف القوي المعادية لمصر. وقال أحمد طه النقر المتحدث الاعلامي باسم الجمعية الوطنية للتغيير إننا ستخرج اليوم في مسيرات سلمية صوب ميدان التحرير وجميع ميادين المحافظات للمطالبة بمحاسبة كل من تورط في قمع الاحتجاجات السلمية باستخدام العنف والقوة, مشيرا إلي أن ماحدث لإحدي الفتيات من ضرب وسحل علي أيدي الشرطة العسكرية جريمة تجب محاسبة مرتكبيها. وأضاف سندعو جميع المصريين خاصة الرجال الذين يخشون أن تحدث هذه الجريمة لذويهم إلي الخروج اليوم للتأكيد علي شرعية التظاهر السلمي وحقوق المرأة التي لم تلق انصافا حتي من التيارات الإسلامية. وأكد أيمن نور زعيم حزب غد الثورة أن الثورة المصرية في خطر بعد اعتداء قوات الجيش علي المتظاهرين وهو مايجعلنا نزداد قلقا ونضغط في اتجاه استكمال باقي مطالب الثورة خاصة سرعة نقل السلطة من المجلس العسكري والقصاص من قتلة شهداء الأحداث الأخيرة. ونفي أن يكون هناك اتفاق حول الاعتصام في التحرير وقال هذا الأمر لم يطرح من قبل القوي المشاركة خلال اجتماعها الأخير ولكن حزب غد الثورة سيلتزم بما يتفق عليه المتظاهرون اليوم. وأكد حازم أبو إسماعيل المرشح المحتمل للرئاسة أنه يؤيد تماما مليونية اليوم بميدان التحرير تحت شعار حرائر مصر قائلا: أطالبكم أيها المصريون بحماية المرحلة الانتقالية واستمروا في حماية المرحلة الديمقراطية لمدة20 حتي تنتهي الانتخابات ولو وقع أي اعتداء علي الأرواح أو الأعراض أو المسار الدستوري فلابد أن يتصدي الشعب كله إلي السلطة القاتلة والاعتصام في جميع شوارع مصر. وقال إن إعلان المجلس الأعلي للقوات المسلحة مؤخرا أن الجلسة الأولي لمجلس الشعب تنعقد في23 يناير المقبل ماهو إلا تأجيل لانعقاد المجلس خاصة وأن المجلس العسكري سبق وأن قال إن أولي الجلسات تعقد في17 يناير المقبل. وأضاف أنه يتوقع تكرار سيناريو أحداث مجلس الوزراء في المرحلة الثالثة من الانتخابات خاصة وأنها ستكون قريبة جدا في موعدها من موعد انعقاد أولي الجلسات. وأكد محمود عفيفي المتحدث الرسمي لحركة6 أبريل أن الحركة قررت المشاركة لتأكيد رفضها الاعتداء علي كرامة السيدات في مصر وادانتها لسحل الفتيات, مشيرا إلي أن الحركة ستنظم عدة مسيرات سلمية تنطلق صوب ميدان التحرير لأداء صلاة الغائب علي أرواح شهداء يليها كورال قبطي تأبينا للشهداء. من جانبه قال عصام الشريف المتحدث باسم الجبهة الحرة للتغيير السلمي: سنطالب خلال مليونية اليوم برحيل المجلس العسكري وتسلم السلطة لأنه فقد ثقة الثوار فيه علي حد قوله بسبب استخدامه آلة القمع ضد المتظاهرين. وقال محمد الأشقر المنسق العام لحركة كفاية: إن التيارات والأحزاب الإسلامية فقدت جزءا كبيرا من رصيدها لدي الشارع ومن شرعيتها الشعبية والثورية برفضها المشاركة في مليونية اليوم علي حد قوله مؤكدا أن ذلك الرفض أضاف الكثير من رصيد القوي الثورية الأخري لدي الشعب. وقال طارق الملط المتحدث باسم حزب الوسط: إن قرار مشاركة الوسط في هذه المليونية يأتي بهدف رد الاعتبار للمرأة المصرية بعدما تعرضت له من تجاوزات. وأكد شادي الغزالي حرب مؤسس حزب الوعي أن أعضاء الحزب يشاركون في المسيرة التي تخرج من الجامع الأزهر متجهة إلي ميدان التحرير. وأكدت الجماعة الإسلامية في بيان أمس رفض استخدام القوة المفرطة سواء كانت من رجال الجيش أو الشرطة ولكنها تدين ايضا تجاوزات المتظاهرين التي وصلت إلي حد البلطجة وكان أولها منع رئيس الوزراء من دخول مقر المجلس ثم حرق المباني العامة. فيما طالبت الدعوة السلفية القوات المسلحة بوجود آلية للتعامل مع المخربين دون أن تخلف قتلي, مؤكدة أنها لن تشارك في أي مليونية حتي تنتهي المرحلة الانتقالية بسلام وفقا لخريطة الطريق التي حددتها الإرادة الشعبية. وقد طالبت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح المصريين بعدم النزول والمشاركة في مليونية الفوضي التي دعت إليها بعض القوي السياسية مؤكدة أن الخسائر المتوقعة لهذه المليونية ستكون أكبر من مكاسبها. وشددت الهيئة الشرعية علي أن اسقاط المجلس العسكري سيدخل البلاد في فوضي عارمة وهو ما لا نريده. وأكدت جماعة الإخوان المسلمين أنها لن تشارك في المليونية مؤكدة أنها مع التهدئة والإسراع في المسيرة الديمقراطية باعتباره الطريق الوحيد السليم والمأمون لنقل السلطة من المجلس العسكري إلي السلطة المدنية المنتخبة وتحقيق الاستقرار في البلد. وأكد طارق زيدان رئيس حزب الثورة المصرية أن هناك نوايا داخل الحركات المشاركة للاعتصام في التحرير وهو ماقد يؤدي في النهاية إلي صدام مع رجال الجيش أو الشرطة خاصة وأن الوضع الحالي لايحتمل مزيدا من التصعيد بل يحتاج إلي الهدوء والحوار, مشيرا إلي أن حزبه لن يشارك في المليونية.