(صراع الديناصورات) هو الوصف الذي يطلق علي جولة الإعادة بالبحيرة علي مقاعد الفردي بالدوائر الخمس وأيضا علي القائمة بالدائرة الثانية, حيث يدور الصراع بين20 مرشحا في جولة الإعادة فردي بالدوائر الخمس للتنافس علي عشرة مقاعد فردية بين حزبي النور والحرية والعدالة بينما خرج من السباق كل مرشحي الفردي من المستقلين والأحزاب الأخري وذلك بخلاف المرشح الفردي عمال مستقل علاء نوفل الذي مازال يناضل حتي الرمق الأخير من خلال الطعن الذي تقدم به علي نتائج الدائرة الأولي فردي والذي قبل من حيث الشكل وفي الموضوع وحدت له جلسة نطق بالحكم غدا وتدور المعركة في استماتة شديدة بين الطرفين باعتبارها معركة يحاول كل طرف فيها اثبات ريادته للتيار الإسلامي بالمحافظة فيسعي جاهدا وبكل الطرق الي استقطاب رءوس العائلات والمرشحين الذين لم يحالفهم الحظ بالجولة الأولي وأنصارهم وقد وصل الاستقطاب لمداه ببذل الوعود للفائزين من قوائم الوفد والكتلة والمواطن المصري بالدائرة الأولي ومحتمل النجاح علي قوائم الدائرة الثانية بدعمهم لاعطائهم مواقع بلجان مجلس الشعب عند تشكيلها, كما استخدمت أشكال مبتكرة من الدعوة للناخبات السيدات للمشاركة اليوم وغدا للادلاء بأصواتهن بأعتباره واجبا دينيا ودنيويا, حيث لا يجب حجب الشهادة كواجب ديني أما الواجب الدنيوي فيتمثل في أعطاء الأسرة بونا للحصول علي أنبوبة غاز مدعم أو بطانية أو تيشيرت للأولاد تحصل عليه الناخبة عند خروجها من المقر الانتخابي وطبعا بعد أن تكون قد منحت صوتها للحزب المدون خلف( البون) وهذا النوع من الدعاية الكاسرة للصمت الانتخابي يمارسها كلا الحزبين الإسلاميين, فكسر الصمت الانتخابي( ممنوع من الصرف في محافظة البحيرة) و( علي عينك يا تاجر) حيث يمارس الحزبان كل أنواع الحروب بالدوائر الفردية ما بين تقطيع اللافتات الانتخابية وإطلاق الشائعات والترويج لها علي صفحات التواصل الاجتماعي حيث انتشرت مؤخرا شائعة انسحاب مرشحي حزب النور السلفي عن الدائرة الخامسة وهما( مروان خميس وعبدالسلام عتمان) أمام منافسيهما بحزب الحرية والعدالة( أحمد خاطر وسعد أبوطالب) وذلك رغم تفوق مرشحي النور بتلك الدائرة في الجولة الأولي, قابل تلك الأشاعة مرشحو النور بتنظيم مسيرة حاشدة بمدينة شبراخيت طافت شوارعها علي أنغام الأناشيد الدينية والدفوف لتأكيد استمرار مرشح النور في المعركة, أما في الدائرة الأولي ومقرها بندر ومركز دمنهور والمحمودية حيث تفوق مرشحو حزب الحرية والعدالة( أسامة سليمان وطارق صالح) علي مرشحي حزب النور( إبراهيم غلاب ومحمد الركايبي) يدور صراع الديناصورات والمنافسة بشكل آخر يعتمد علي استخدامات التكنولوجيا نظرا لطبيعة التكوين السكاني لتلك الدائرة حيث استخدمت المواقع الالكترونية والرسائل القصيرة علي الموبايل في أستقطاب الناخبين ونشر الشائعات والشائعات المضادة, أما الدائرة الثانية فردي وتشمل بندر ومركز كفر الدوار ورشيد وادكو تدور معركة الإعادة آلياتها بشكل مختلف نهائيا بين كل من( شريف الحلواني وممدوح هيبة) مرشحي النور وبين( ياسر عبدالرافع ومحمود عبدالجواد) مرشحي حزب الحرية والعدالة, حيث اتخذت اتجاها دينيا بحتا حيث رفع ممثلو حزب النور صور( الشيخ محمد حسان) في مسيراتهم وتجمعاتهم وروجوا بأنه يدعو للسلفيين, بينما واجه حزب الحرية والعدالة هذا الموقف بنشر رأي الشيخ حسان حول هذا الأمر وأقواله علي العديد من المواقع والذي أكد فيها( انه لم يأذن لأي مرشح من التيار الإسلامي باستخدام اسمه أو صورته في الدعاية الانتخابية لمجلس الشعب وقال إن استخدام صورته في الدعاية الانتخابية فيه انحراف عن الاسلام واكد أن جميع المشايخ اعلنوا تفرغهم للدعوة الي الله ونصح جميع التيارات وذكر أنصار الإخوان أن الشيخ طالب جميع التيارات الإسلامية بالانتباه الي عدم الانحراف عن الاسلام) وفي الدائرة الثالثة ومقرها أبوالمطامير وحوش عيسي وأبو حمص تختلف الصورة الدعائية فيسير الموقف برءوس العائلات والعشائر والقبائل وعلاقات المصاهرة والنسب وهذا الأمر يرجح كفة( كامل الديب وبشير أبوالخير) مرشحي حزب النور خاصة إذا أضفنا الكتلة التصويتية التقليدية السلفية الموجودة دائما في المناطق الريفية, ورغم ذلك فإن هذا التحليل وتلك القراءة لا تعطي الأفضلية المطلقة للنور السلفي لأن حزب الحرية والعدالة ومرشحية( أحمد زهير ومصري أبوكاشيك) يتمتعون أيضا ببنية تحتية منظمة قادرة علي استقطاب العديد من الناخبين, وفي الدائرة الرابعة ومقرها كوم حمادة والدلنجات وبدر ووادي النطرون وغرب النوبارية فالمعركة تبدو من حيث الشكل شبة محسومة لمرشحي النور( حامد الطحان وعبدالله سعد) علي منافسيهما من الحرية والعدالة( عادل مكرم وعبدالحميد شكر) ليس فقط لوجود عائلة الطحان بالبرلمان لأكثر من20 عاما وبأداء وطني متميز, لكن لأن مرشحي الحرية والعدالة أيضا يملكون بتلك الدائرة العديد من الأدوات والأساليب التي لم تجعل المعركة سهلة ومضمونة للنور لأن لكل مرحلة أساليب وأدوات, وحتي اللحظات الأخيرة يتسارع الحزبان في عمل جولات شكر في الدوائر الخمس مطالبين المواطنين بمنحهم الثقة في مرشحي أحزابهم ولعل ذلك جعل المواطن يشعر بأن جولة الإعادة ليست بين أفراد بل بين حزبين, كل يمني نفسه بحصد مزيد من المقاعد لضمها لمقاعد حزبه بل وشتت ذهن الناخب الذي صوت في الجولة الأولي تحت دافع الدين فلمن سيعطي صوته الآن؟.