ضلت المروءة طريقها إلي قلب التاجر وتلفع بالنذالة واستغل مرض وبراءة صديق ابنه الذي لم يتجاوز ال14 ربيعا ووجهه للاستيلاء علي نقود ومجوهرات تقدر ب180 ألف جنيه من شقة سيدة أعمال بالمعادي. والتي كان والد الطفل يصلح لها الأعطال الكهربائية, ليقع الطفل ضحية جشع التاجر الذي تنصل من وعوده بحل المعضلة مع والد الطفل وإعادة المسروقات ليدفع بالطفل إلي الحبس الاحتياطي وينقطع مصدر رزق مهم عن والده بعد أن فقدت السيدة ثقتها في الكهربائي الذي لا حول له ولا قوة. تفاصيل القصة الحزينة سجلها محضر رقم1363 لسنة2011 جنح الطفل بالمعادي يسردها نصري زكي51 سنة كهربائي بمنطقة بولاق والذي يظهر علي ملامحه الشرود بعد قرار نيابة الطفل بحبس ابنه الأصغر عبده4 أيام علي ذمة التحقيق لاتهامه بالسرقة, حيث جلس الأب في هدوء شديد ليدرس تفاصيل الجريمة لعله يجد مخرجا ينقذ به نجله قبل فوات الأوان فيقول إنه معروف بسمعته الطيبة ككهربائي بالمنطقة والمناطق المجاورة لها حتي وصل صيته إلي سيدة الأعمال دينا إبراهيم24 سنة التي تقطن بالحي الراقي بمنطقة المعادي والتي طلبته للقيام بأعمال الكهرباء بشقتها وعندما توسمت فيه الأمانة والقناعة بدأت تروج له لدي أقاربها وجيرانها حتي ذاع صيته في العقار الذي تسكن به وأصبح وجها مألوفا لدي أهل المنطقة. ويضيف نصري وهو يحاول أن يرسم ابتسامة مصطنعة علي وجهه يخفي بها ما في قلبه أن لديه ولدين أحدهما ابتلاه القدر منذ الخامسة من عمره وهو عبدالرحمن بمرض الصرع واضطرابات سلوكية ونفسية توثر علي تصرفاته وهو ما يجعله عرضة لأهواء الآخرين, وهو ما دفع الأب ليكون حريصا عليه من أقرانه فكان يصطحبه في أعماله بمنازل الزبائن ويستذكر له دروسه ويحرص علي الذهاب به للطبيب لاجراء الكشف الدوري عليه وإعطائه بنفسه الأدوية التي ينصح بها الطبيب, ونتيجة لكثرة تردده والحديث علي لسان الكهربائي علي شقة سيدة الأعمال وبصحبته ابنه عبدالرحمن كانت عيناه تراقبان كل محتويات الشقة من نقود ومجوهرات كانت تتركها السيدة في أماكن متفرقة لثقتها العمياء في الكهربائي. ويشرح الأب كيفية وصول ابنه إلي الهاوية فيقول ان لابنه عبدالرحمن صديقا بمنطقة بولاق أبوالعلا يدعي جورج16 سنة وفي أثناء حديثهما ذات مرة استطاع جورج أن يستخلص من عبدالرحمن أنه وقع علي كنز يحتاج إلي مرشد كي يستولوا عليه فحكي جورج ما قاله صديقه إلي والده سمير50 سنة تاجر ملابس الذي لعب الطمع بعقله واستدرج صديق ابنه الذي كان يقص عليه كل ما وقعت عليه عيناه في شقة سيدة الأعمال فلم يكترث التاجر بمرض الصرع الذي تظهر آثاره علي تصرفات الطفل عبدالرحمن بل سخره لخدمته بعد أن زين له الشيطان سوء عمله. ويشيرالأب المكلوم إلي أنه بعد أن تعرف التاجر علي أوقات خروج السيدة من شقتها, بدأ يوجه عبدالرحمن وابنه جورج لكيفية دخول الشقة دون أن يشعر بهما سكان العقار. حيث يدلف عبدالرحمن إلي داخل العقار بحجة تحصيل بعض النقود حتي لا يتشكك فيه أحد ليدخل إلي الشقة عن طريق المنور ثم المطبخ بينما ينتظره جورج في الخارج. وفي هذه اللحظة يتلقي عبدالرحمن الاتصال من الهاتف المحمول من والد جورج الذي يوجهه فيما يراه ويرشده عما يسرقه ثم يهرع الطفل عبدالرحمن إلي الخارج بعد استيلائه علي حصيلة يخفيها بين طيات ملابسه ويعطيها إلي جورج ثم يتوجهان إلي التاجر الطماع الذي يجد أن المسروقات غالية الثمن تتنوع ما بين سبيكة ذهبية ونقود أجنبية دولارات واسترليني. ويضيف الأب أن التاجر استخدم مع ابنه سياسة العصا والجزرة فكان يغدق عليه ما يطلبه الطفل من نقود وهاتف محمول ودراجة نارية. بينما كان يهدد الطفل بالقتل والتهديد بالسجن إذا لم يستجب لطلباته. واستمر الوضع طيلة أربعة أشهر استولي فيها التاجر عن طريق الطفل علي180 ألف جنيه بينما تعيش صاحبة الشقة في حالة رعب وذعر تريد أن تعرف من يهدد حياتها ويقتحم خصوصيتها, إلي أن سرق الطفل مفتاح سيارتها الأوتوماتيك وهو ما لاحظه شقيقه الأكبر الذي حاول أن يتعرف من عبدالرحمن علي مصدر هذا المفتاح إلا أن تهديدات التاجر كانت تمنع الطفل من الاجابة, حتي أدرك عبدالرحمن أن مفتاح السيارة قد يكون خيطا يكشف عن جرائمه فتوجه منفردا إلي شقة سيدة الأعمال كي يعيد ما سرقه ليتسلل إلي الشقة وقت حضور صاحبتها من عملها لتفاجأ بالطفل يجلس علي أحد المقاعد ويحاول تشغيل جهاز اللاب توب فتستفسر منه عن كيفية دخوله فيخبرها بكل تفاصيل القصة لتتصل السيدة بقسم شرطة المعادي الذي تأتي قوة منه وتلقي القبض علي الطفل ليصبح هو الجاني والضحية في ذات الوقت وتتم إحالته إلي مصطفي عصام وكيل نيابة الطفل الذي يأمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق. ويختتم الكهربائي حديثه والأمل لا يزال يراوده بطلبه لرجال مباحث المعادي وبولاق أبوالعلا تنفيذ امر النيابة العامة بعمل التحريات الدقيقة بكل أمانة وشفافية وإدخال المتهم الحقيقي في الواقعة وتقديمه إلي العدالة لأن هذا بمثابة طوق النجاة الذي يتعلق به الأب المصدوم.