أثارت فكرة إنشاء قناة فضائية بالاكتتاب الشعبي ردود فعل متباينة حول ما ستقدمه من مضامين إعلامية والأجندة السلوكية التي ستتبعها في تغطية الأحداث وهل ستعبر عن وجهة نظر المصريين باعتبارهم المساهمين الحقيقيين فيها أم ستكون مجرد رقم في عدد القنوات التي تم إطلاقها بعد الثورة, وكانت مجرد أبواق لأصحابها, وهل طرح قناة بهذا الأسلوب سينهي احتكار رأس المال والتضارب بين القائمين عليها وبين مالكيها حول هذه الاسئلة وغيرها دار هذا التحقيق من جانبها قالت الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد ان تجربة ممارسة الشعب لأن يكون صاحب رأس المال دون احتكار أو سيطرة من أحد هي تجربة متميزة, أتمني ألا يقتصر تنفيذها علي القنوات الفضائية فقط, وأن تكون في أغلب المشروعات القومية, لأنه ليس من المعقول أن يمارس أصحاب رأس المال كل شيء بينما الشعب لا حول له ولا قوة. وأضافت قائلة انه في حالة نجاح هذه التجربة, سيصبح تكتل الشعب قوة ومثلما سيكون رأس المال قادرا علي فعل أي شيء سيكون أيضا الاكتتاب الشعبي هو الحل لمواجهته, خاصة في المجال الإعلامي والقنوات الفضائية التي لا أعتقد أنها مبرأة من سيطرة مؤسسيها. وأكد د. سامي الشريف أن الإعلام في الوقت الحالي يقف بين ملكية الدولة لوسائل الإعلام, وملكية القطاع الخاص التي تتبع شركات وأشخاصا بعضها لا نعلم مصدر تمويلها, والطريق الثالث الذي يستخدم في بعض الدول وهو ملكية الأفراد للقنوات. وأضاف انه من المفترض أن تكون قنوات التليفزيون ملكا للشعب المصري حيث لا يفرق بين حاكم ومحكوم أو كبير وصغير, ولكن الملموس هو أنها لا تعبر عن الشعب, وفي نفس الوقت تعبر القنوات الخاصة علي طموحات الناس لتحقق أرباحا فقط. وأوضح الشريف انه إذا خلصت النوايا لتقديم قناة فضائية باكتتاب شعبي ستحقق النجاح المطلوب وتتفوق علي الاعلام الخاص الذي يسعي للربح والاعلام الحكومي الذي لا يرضي طموح المشاهد ولكن الخوف ان يسعي القائمون علي الاكتتاب لمصالحهم الشخصية ويظل المشاهد مشاهدا فقط. ويري المخرج مجدي لاشين رئيس القناة الأولي ان الوضع الحالي الذي تعيشه مصر لا يتطلب قناة ممولة من الشعب, خاصة وان التليفزيون المصري يقوم بهذا الدور, والجميع يتحدثون فيه بحرية كبيرة دون أي محاذير وقال ان التجربة لن تجد اقبالا جماهيريا علي المساهمة في الاكتتاب. وتري الإعلامية مني الحسيني أن الفكرة جيدة, ولكن هناك محطات حرة ولا تعمل بتوجيهات أو أجندات, وهناك أيضا إعلاميون لا يقبلون الإملاء, وأهم شيء أن يكون صاحب القناة لا يقبل التوجيهات, ولا يعمل وفق أجندة محددة. وأضافت أن هناك برامج يقدمها اعلاميون تعتبر ملكا للشعب. وتتناسب مع ضميرنا الإعلامي, وأنا أري أن حظ هؤلاء وضعهم في مثل هذه الظروف, خاصة وأنه إذا كانت هناك وصاية مفروضة فستكون علي الجميع, ولا أعتقد أن المجلس العسكري سيترك البلد ويلتف لمراقبة الإعلام. وقال الإعلامي محمود الورواري ان الفكرة رائعة وتلائم أفكار ثورة25 يناير, ولكن يجب أن يتم تنفيذها في اطار استراتيجية تضمن نجاحها دون تسرع وبعد دراسة مستفيضة وقالت هالة فهمي أحد المؤسسين ان مشروع الاكتتاب غير متوقف علي قناة فضائية فقط, ولكنها عدة مشاريع تبدأ بالقناة, والتي ستكون عبارة عن أسهم مطروحة ببنك مصر قيمة السهم عشرة جنيهات وهناك حد أقصي لامتلاك الفرد بحيث لا يتعدي1%, ولم يحدد حتي الآن فريق عمل القناة, ولكن سيكون لها مجلس أمناء يحددون البرامج والمذيعين.