تعمقت أزمة مطار بورسعيد الجديد والذي لم يمر علي افتتاحه وتدشين خطه الجوي الوحيد( بورسعيد القاهرة) سوي شهرين فقط, وبات يواجه شبح التوقف منذ أسابيع. نظرا للخسائر التي تلاحقه في ظل مقاطعة الجميع له وتعثر جميع محاولات تسويقه ومساعي المحافظ لانقاذه, ويئس مجلس امنائه من امكانية انتشاله من المصير السئ الذي ينتظره. وقد تصاعدت حدة الأزمة بسبب مأساة عدم وجود حجوزات لأي من المسافرين علي الخط الوحيد المتاح( بورسعيد القاهرة) والذي عكسه وصول طائرات لبورسعيد وعلي متنها عدد قليل من المسافرين لا يزيد علي5 ركاب فقط ونفس الحال يتكرر في معظم الاحيان مع رحلات بورسعيد إلي القاهرة( رحلتان فقط يومي الثلاثاء والخميس). وجاء الوضع المأساوي المبكر لمطار بورسعيد والذي يماثل نفس الوضع الذي حدث بالمحاولة الأولي لتشغيله بالثمانينات ليطرح عدة اسئلة جوهرية تتعلق بتحديد المسئول عما حدث؟ وعن جدوي تشغيل المطار بخط القاهرة والذي كان محكوما عليه بالفشل المؤكد نظرا لعدم واقعية استخدامه من جانب أي من رجال الأعمال والمستثمرين وحتي المواطنين العاديين الذين يصلون للقاهرة ويعودون منها بسياراتهم بسهولة وفي وقت يماثل وقت السفر بالطائرة مع احتساب زمن الوصول لمطاري بورسعيد والقاهرة قبل الموعد بساعة علي الأقل وانتظار الحقائب ودخول قلب القاهرة من موقع مطارها, وكان السؤال الأهم عن اسباب افتتاح المطار في الوقت الذي تنتظره بعد عدة شهور المرحلة الثانية للتطوير. ومن جانبه اعترف محافظ بورسعيد أحمد عبدالله بحاجة المطار لوقفة جادة من جانب الجميع في بورسعيد لدعمه ودفعه للنجاح المستمر, وقال في مؤتمر موسع دعا إليه شركات السياحة العاملة في بورسعيد ومجلس أمناء المطار إن المطار ينتظره مستقبل طيب للغاية ولكنه يحتاج في المرحلة الحالية لمن يدعم رحلاته بالترويج له خاصة بالمحافظات المجاورة مثل دمياط والدقهلية والإسماعيلية والتي تتمتع بكثافة سكانية عالية ينبغي الاستفادة منها في تشغيل المطار. وأضاف أن المطار كان علي موعد مع الرواج والازدهار خلال موسم الحج الحالي ولكن السلطات السعودية اعتذرت عن عدم امكانية استقبال طائراته لصغر حجمها وقصر تعاملها علي الطائرات الكبيرة فقط ولكنها وعدت بالتعامل معه اعتبارا من فبراير المقبل وبدءا من رحلات العمرة بالموسم التالي للحج. وقال يحيي الجباس موظف بالتوكيلات الملاحية إن انتعاش المطار وازدهاره يحقق في النهاية المصلحة العامة لبورسعيد ومواطنيها ولن يتحقق ذلك سوي بربطه بالمجال السياحي في الأساس فالمطار بوضعه الحالي ملائم لتدشين خطوط طويلة إلي الأقصر وأسوان( داخليا) وإلي اسطنبول والمدن الأوروبية والعربية الأخري( دوليا), وكنا نتمني ان يبدأ المطار كما كان مخططا له مسبقا بخط بورسعيد اسطنبول والذي يترقبه الآلاف من ابناء بورسعيد لأغراض التجارة والسياحة ولكننا فوجئنا بتدشين الخط السيئ المعتاد بورسعيد القاهرة و الكفيل بإجهاض أي محاولة حالية للاستفادة من المطار. وأضاف أحمد الجمال ان قضية المطار برمتها تحتاج لإعادة نظر بسرعة وإذا كان هناك من يتحمل جزءا من الخسارة الفادحة لخط القاهرة داخل مجلس الأمناء الخاص بالمطار سواء من جانب الشركة الوطنية أو رجال الأعمال والمستثمرين, فالمؤكد أن هذا الوضع لن يستمر طويلا وسنصحو يوما علي القرار الصدمة بإيقاف رحلات مطار بورسعيد وتعليق تشغيله لأجل غير مسمي, وأضاف: اعتقد أن هذا القرار في الطريق حتي لو جري تدشين الرحلات الطويلة للمدن السياحية الداخلية والخارجية نظرا لقصر الوقت المتبقي علي بدء مشروع التطوير منتصف العام المقبل. وتساءل هشام عوض موظف عن كيفية الخروج من مأزق المطار الحالي لضمان الحفاظ علي سمعته في الأساس ونفي ما صرح به الرئيس المخلوع في أحد خطاباته الرسمية بشأنه ووصفه له بكونه مطار موتوسيكلات ذلك الوصف الذي أطلقه عليه بعد إهدار84 مليون جنيه علي إعادة تشغيله أوائل الثمانينات.