مدينة طما هي البوابة الشمالية لمحافظة سوهاج والمفترض ان تكون واجهة حضارية مشرفة للمحافظة ولكن الإهمال الحكومي اصاب المدينة بالفشل وأصبحت المشكلات تحاصرها من كل جانب فشوارعها يختلط فيها الحابل بالنابل والاشغالات تملأ شوارعها والمياه ملوثة, والإدارة التعليمية مشتتة, والملح الفاسد يغزو الأسواق وسيارات الكسح تلقي بمخلفاتها في الترع, والمستشفي مجرد لافتة, ورغيف الخبز غير آدمي, والتوك توك وسيارات الأجرة تسيطر علي الشوارع, وباختصار شديد المشكلات في كل شبر علي أرض طما, لذا يطلق عليها الأهالي مدينة الألف مشكلة. في البداية يقول يحيي لطفي عبدالعزيز مدرس ان مياه الشرب بطما وبعض القري غير صالحة للاستهلاك الآدمي ونسبة المنجنيز عالية وتنبعث منها رائحة كريهة ومحملة بالشوائب وبرغم شكاوي الأهالي العديدة لجميع المسئولين بتلوث مياه الشرب التي ادت إلي اصابة العديد من المواطنين البسطاء بمرض الفشل الكلوي ورغم تعاقب رؤساء المدن وتعهداتهم بحل المشكلة فإن الواقع يؤكد غير ذلك والضحية هو المواطن الطماوي. ويقول مصطفي محمد ظريف من أهالي المدينة ان شباب قري السكساكة والشوكة وجزيرة طما وسبع قري أخري يعانون اشد المعاناة بسبب عدم وجود مراكز الخدمة الشبابية لممارسة الانشطة الرياضية المختلفة, بالإضافة إلي الاطلاع مما جعل الشباب يلهو في الطرقات والشوارع والجلوس علي المقاهي والغرز وسبب ذلك لأولياء الأمور مشكلات عديدة وطالب بإقامة مراكز شباب للقري المحرومة حرصا علي شبابها من الانحراف والاختلاط باصدقاء السوء. ويشيرعلي عبد العال مدرس إلي معاناة المواطنين وأولياء الأمور والمترددين علي الإدارة التعليمية فالمواطن يدور كعب داير لينهي مصلحته بسبب توزيع الإدارات والأقسام التعليمية في العديد من المدارس والمساكن الشعبية, كل منها في مكان بعيد عن الآخر وبالطبع أصبحت تحتاج إلي مبني مستقل يضم جميع التخصصات لراحة أولياء الأمور والمترددين علي الإدارة التعليمية. ويقول ناصر محمود موظف ان مستشفي طما المركزي يحتاج إلي وقفة من جميع المسئولين حيث إنه لايقدم علاجا ولا دواء ويقتصر دوره علي تحويل المرضي إلي المستشفيات الجامعية بأسيوطوسوهاج, حيث سبق ان اصيب نجله في حادث في رأسه فتم تحويله فور دخوله المستشفي إلي مستشفي أسيوط الجامعي بحجة ان المصاب يحتاج إلي عملية جراحية عاجلة واستشاري بالإضافة إلي ان المستشفي لاتتوافر فيه الأدوية وأكياس الدم والعديد من التخصصات وهو يتساءل: أين الدعم الحكومي لمصلحة المريض؟ وتقول شادية محمود مديرة معهد أزهري ان شوارع مدينة طما محاصرة بشتي انواع الملوثات بسبب الاشغالات والتعديات واحتلال الباعة الجائلين لأماكن متحركة وثابتة في جميع شوارع المدينة خاصة الرئيسية منها حتي ان بعض الباعة الجائلين افترشوا قضبان السكك الحديدية لبيع بضاعتهم وبعد انصراف الباعة نجد شوارع المدينة مليئة بجميع انواع الفضلات والقاذورات في غياب اجهزة المرافق والمتابعة لمجلس المدينة التي اكتفت بمتابعة حالة الانهيار التي تعيشها المدينة رغم الشكاوي المتكررة من المواطنين الذين بحت اصواتهم لاتخاذ اللازم وليتحرك المسئولون لازالة الاشغالات والقضاء علي هذه الظاهرة لحمايتهم وأولادهم من خطر التلوث والفوضي العارمة التي اصابت المدينة والتي ترتبط بهم ولكن لم يتحرك احد ومازال الوضع قائما. ويشير أشرف حسنين موظف إلي أن شبكة الكهرباء بطرق طما متهالكة ولم يتم تجديدها منذ فترة طويلة بالإضافة إلي ان شوارع القري معظمها مظلم وأسلاك الكهرباء مكشوفة وتسبب العديد من حوادث الصعق الكهربائي بالإضافة إلي الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي, حيث سبق أن انقطعت الكهرباء عن قرية الحما لمدة24 ساعة متواصلة بحجة عمل صيانة لبعض المحولات الكهربائية. وطالب بسرعة إحلال وتجديد شبكة الكهرباء حرصا علي سلامة المواطنين من الصعق الكهربائي وإنارة الشوارع للحد من السرقة في ظل الانفلات الأمني. وتقول صباح إبراهيم مدرسة إن عدم توصيل مشروع الصرف الصحي بالقري ادي إلي تصدع منازل القري بمياه الصرف الصحي بالإضافة إلي قيام اصحاب عربات الكسح باستغلال المواطنين برفع سعر الحمولة الواحدة إلي35 جنيها ويضطر المواطنون للدفع خوفا من تصدع منازلهم والغريب في الأمر ان اصحاب هذه الجرارات يقومون بإلقاء مخلفات الصرف بالترع والأراضي الزراعية مما يسبب التلوث البيئي والأمراض المزمنة للمواطنين. ويقول أحمد مصطفي موظف بالترية والتعليم ان معظم شوارع مدينة طما تعاني الاهمال بالإضافة إلي الانتشار السرطاني لعربات التوك توك التي سيطرت علي الشارع دون رابط ولارقيب علي تصرفات الصبية الذين يقودون التوك توك ولايعنيهم سلامة المواطنين وهذا شيء طبيعي في غياب الرقابة علي هؤلاء الصبية الصغار الذين يهددون كل شيء برعونتهم واستهتارهم.