عاش كريم الفتي المدلل حياة الفجر والمجون بعد أن شعر بأن كل عقبات الحياة تم تذليلها علي أيدي والدته التي كانت تبرر له أخطاءه الكبير منها قبل الصغير وتدعوه باسم الدلع وكثيرا ماتردد كلمات تستفز والده. الذي عاش حياته رجلا عصاميا صنع نفسه بنفسه حيث كانت تقول ريري ميقصدش ده طيب وعلي نياته وأحيانا تقول خللي الولد يتدلع ويعيش يومين. كانت معاملة الأم هي كلمة السر في انحراف كريم وفشله المبكر في الدراسة حيث كان دائما يتسبب في اختلاق المشاجرات في مدرسته الاعدادية والثانوية التي فشل فيها وخيب آمال والده في أن يحصل علي وظيفة مرموقة تضمن له مستقبلا باهرا بين أقرانه وبدلا من أن يلتحق بالجامعة التحق بأحد المعاهد الفنية التي لاتسمن ولاتغني من جوع بل لم يستطع أن يستكمل دراسته وخرج من المعهد وأصبح فقط حاصلا علي الثانوية العامة ويحمل صفة عاطل بل وأصبح صديقا للأشقياء بالمنطقة التي يقطنها. وفي صبيحة أحد الأيام استيقظ كريم من نومه فجأة وبلا مقدمات صاح في والدته قائلا قولي للراجل اللي بره يجيب الفلوس بدل ماأصور قتيل وكان يقصد بذلك تهديدا ووعيدا لوالده الذي كان دائم المعايرة له ولوالدته بأن ابنها فاشل وعاطل ولايأتي من ورائه الا اجترار المشاكل له ولأقاربه. وتوسلت الأم للأب أن يعطي ابنها مبلغا من المال لحين عثوره علي العمل المناسب بعد أن تقطعت به السبل في الحصول علي أي وظيفة ولكن ربما ولأن القدر يخفي شيئا ما للأسرة تمسك الأب برأيه وبدأ في سب الأم وابنها ورفض اعطاءها أو ابنها أي نقود الأمر الذي دفع الابن الي الصياح في وجه ابيه وأعمي عينيه الغضب واستمرت الكلمات اللاذعة تندفع من فمه بلا حساب وانتصر عليه الشيطان وسولت له نفسه التطاول علي سبب وجوده في الدنيا بالضرب بل وقتله للتخلص من معايرته له وتشابك الاثنان بالأيدي وكانت الغلبة للأب الذي صفعه علي وجهه ولكمه في جبهته مما جعل الابن يهرول مسرعا الي المطبخ ليستل سكينا وينهال به علي والده مسددا له9 طعنات في مناطق متفرقة بالبطن والصدر سقط علي أثرها غارقا في دمائه وسط ذهول الأم والجيران ولفظ أنفاسه الأخيرة قبل أن تصل اليه سيارة الاسعاف. وخوفا علي الابن من السجن حاولت الأم اخفاء معالم جريمة طفلها المدلل الذي لم تحسن تربيته فحصدت هي وزوجها مازرعته فيه من اخلاق وأخفت ملابسه الملطخة بالدماء في المطبخ وتخلص ابنها من اداة الجريمة في أقرب مقلب قمامه وبعد ابلاغ الأهالي للشرطة. حضر فريق من مباحث قسم شرطة شبرا بقيادة المقدم علاء خلف الله الذي تمكن من ضبط المتهم ووالدته وباخطار اللواء محسن مراد مدير أمن القاهرة أمر بتحرير محضر للأم وابنها واحالهما الي النيابة التي أمرت بحبسهما وتولت التحقيق.