تطل علينا كل فترة.. تشتعل ثم تهدأ ثم تعود مرة أخري لتتفاقم وتزداد ليست في العاصمة وحدها بل أزمة كل المحافظات هي مشكلة نقص البنزين بجميع أنواعه لتري المشهد نفسه يتكرر أمام معظم محطات البنزين حيث تقف السيارات في طوابير طويلة لاتجدي نفعا لأنها كانت تحصل علي نفس الجواب وهو مفيش بنزين النهاردة وتكون النتيجة إما مشاجرة بين صاحب السيارة وعمال المحطة وصاحبها أو يذهب صاحب السيارة ليستكمل رحلة البحث عن الكنز المفقود البنزين. الوضع تبدل بعد أسابيع من انفراج أزمة نقص البنزين لتبدأ الشكاوي من جديد ولكن من أزمة أخري داخل المحطات هي خلط البنزين بالمياه وهو الابتكار الجديد الذي توصلت إليه بعض المحطات لزيادة الكمية الموجودة من البنزين بها ومواجهة الكم الهائل من الطلبات لتفتح المحطات أبوابها من جديد بعدما ظلت أسابيع مغلقة أمام كل من يريد الحصول ولو علي لتر واحد من البنزين. في البداية تحدث سعود حسين عامل بمحطة بنزين بشارع عين شمس الرئيسي عن مسألة خلط البنزين بالمياه قائلا أزمة نقص البنزين لم تدم طويلا لزيادة الكميات التي تصل للمحطة ورغم ذلك يري أن ما حدث داخل المحطات من نقص شديد ليس للمحطات ذنب فيها لأن الكمية التي كانت تصل لم تكن تكفي بالمرة لذا كانت المحطة تغلق أبوابها أمام المواطنين. أما عن خلط البنزين بالمياه فنفي حسين أن تكون المحطة التي يعمل بها تفعل ذلك ودلل علي ذلك أنها أثناء أزمة نقص البنزين أو بالأصح اختفائه من المحطات أمر مدير المحطة بوضع سياج حديدي أمام المحطة وكان من الأولي اذا كنا نخلط البنزين بالمياه خلط الكمية المحدودة التي كانت تصل لنا بالمياه وفي ذلك الوقت لم تكن لتتفاقم الأزمة إلي هذا الحد, وأضاف أن خلط البنزين بالمياه قد يكتشفه السائق بسهولة لأنه يؤثر علي حركة السيارة بعد تموينها بفترة قصيرة. ولكنه اتهم بعض المحطات بأنها تقوم بخلط البنزين بالمياه ويحدث مع مختلف الأنواع وبشكل خاص مع بنزين80 الذي يكون عليه الإقبال كبيرا وأيضا قامت بعض المحطات بذلك مع بنزين90 عندما ازداد الضغط عليه في ظل أزمة نقص ال80 إلي جانب السولار الذي يستخدمه سائقو الميكروباصات ورغم أنه خارج نطاق أزمات البنزين علي حد قوله إلا أن بعض المحطات تقوم بخلطه لزيادة الاستفادة من خلال كميات أكبر من تمويل الميكروباصات والتي لاتتعرض لنفس الأذي الذي تتعرض له السيارات الملاكي. وعن قرار وزير التضامن الاجتماعي الدكتور جوده عبدالخالق بتجريم تخزين أي من المواد البترولية لدي محطات البنزين وتشديده علي ضرورة التبليغ عن أي مخالفات تحدث داخل المحطات أكد سعود عدم علمه بمثل هذه القرارات وقال اكيد الناس كمان مش عارفه مين اللي هيبلغ بقي. وحكي إسماعيل حسن عسل عن واقعة حدثت له أثناء عودته من إحدي قري الساحل الشمالي حيث ذهب لمدة أسبوع وأثناء العودة دخل احدي محطات البنزين لتموين السيارة ب13 لترا وبعد مغادرة المحطة وعند الوصول لبوابات الرسوم في الطريق الصحراوي بحوالي7 كيلو مترات فوجيء بتوقف السيارة أكثر من مرة ثم اهتزازها بشدة وذلك قبل أن تتوقف عن الحركة نهائيا. واستكمل حديثه قائلا: بعد رحلة معاناة استمرت ساعات علي الطريق الصحراوي توصلت إلي ميكانيكي سيارات أكد أن العطل بسبب البنزين حيث فتح تانك السيارة وبعد أن لامس البنزين بلسانه قال ان هذا البنزين مخلوط بكمية كبيرة من المياه وهو الذي تسبب في توقف السيارة لأكثر من21 ساعة. وقال أحمد السيد موظف أنه يستخدم لسيارته الملاكي بنزين90 لأنه يتأكد من نقائه الشديد لأنه إذا حدث خلط سيكون مع بنزين80 فقط لأنه الأرخص والطلب عليه أكثر. ومن جانبه نفي المهندس محمد شعيب نائب رئيس الهيئة العامة للبترول ماتردد حول السبب في انتهاء أزمة نقص البنزين في المحطات لخلط البنزين بالمياه مما تسبب في زيادة الكميات بشكل مفاجيء وقال هذا كلام غير صحيح بالمرة حيث ان المحطات لايمكنها القيام بهذا الخلط لأن صاحب السيارة سرعان ماسيكتشف لأن السيارة لن تتحرك إذا زادت نسبة المياه المضافة. وأضاف أن بعض المحطات قد تقوم بخلط البنزين ببعضه فمثلا يتم خلط بنزين80 ببنزين90 في ظل الإقبال الكبير علي بنزين80 لقلة تكلفته ولكن الخلط بالمياه قد تقوم به محطات محدودة بنسبة ضئيلة ولكنها تنكشف بسهولة لأن إضافة المياه تغير خواص البنزين نفسه. وطالب شعيب المواطنين بضرورة التبليغ عن أي مخالفات داخل محطات البنزين وأكد أنه يبحث وراء أي شكوي بخصوص بعض المحطات لإزالة أسباب الشكوي وتلبية احتياجاتهم في حالة حدوث أي نقص في الكميات الموجودة وذلك لضبط المحطات المخالفة والتعامل معها.