ذكرت صحيفة يديعوت آحرونوت الإسرائيلية ان هناك حربا دبلوماسية جارية في نيويورك, حيث تحاول إسرائيل اجهاض المبادرة الفلسطينية في الأممالمتحدة بشأن الاعتراف بدولتها. وأضافت الصحيفة ان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو توجه إلي نيويورك للمشاركة في الحملة الإسرائيلية التي تهدف إلي منع ثلثي الاعضاء من التصويت لصالح دولة فلسطينية حتي تتجنب الولاياتالمتحدة استخدام حق النقض الفيتو ضد هذا القرار. واشارت الصحيفة إلي ان المساعي الإسرائيلية تؤتي بالفعل ثمارها, حيث اعلنت نيجيريا, التي ذكرت مسبقا انها ستدعم المبادرة الفقلسطينية انها ستمتنع عن التصويت علي الطلب الفلسطيني في مجلس الامن. وأوضحت الصحيفة ان الاعلان النيجيري يأتي عقب الاجتماع الذي جمع بين وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك والرئيس النيجيري جودلوك جوناثان في نيويورك امس الاول. واكدت مصادر دبلوماسية في مقر الأممالمتحدة ل يديعوت آحرونوت ان الفلسطينيين سوف يحتاجون الي تأييد كل من الجابون والبوسنة بعد الاعلان النيجيري للحصول علي تأييد ثلثي الاعضاء في مجلس الامن وفي السياق ذاته, انضم الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ايضا إلي المجهود الإسرائيلي لإفشال الطلب الفلسطيني بشأن الاعتراف بالدولة, حيث اجري اتصالات هاتفية مع قادة جمهورية البوسنة ونيجيريا والجابون, لكون هذه الدول من اعضاء مجلس الامن. وجدد الشعب الفلسطيني تأييده ودعمه المطلق ل( أبومازن) في التوجه إلي الأممالمتحدة لنيل الاعتراف بعضوية فلسطين, عبر مهرجانات حاشدة انطلقت في كل محافظات الضفة الغربية. ففي محافظة رام الله والبيرة, شارك عشرات الآلاف من المواطنين أمس في مهرجان دعم توجه القيادة الفلسطينية للأمم المتحدة.. وانطلقت فعاليات الاحتفال من أمام ضريح الشهيد ياسر عرفات. وتعالت الهتافات والصيحات المشددة علي الحق في إعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وذلك خلال توجههم نحو ميدان الشهيد ياسر عرفات بمدينة رام الله, داعين للتمسك بالثوابت الوطنية, ومنددين بالسياسة الأمريكية والإسرائيلية الرامية إلي ثني القيادة عن التوجه إلي مجلس الأمن الدولي. وقالت محافظة رام الله والبيرة ليلي غنام في كلمة لها أمام المهرجان- إن الاعتراف بقيام دولة فلسطين يشكل وفاء من المجتمع الدولي بوعوده تجاه الشعب الفلسطيني, الذي يقف اليوم في نهاية النفق المظلم حاملا مصباح الحرية ليعلن للعالم بأن حلم إقامة دولته أصبح حقيقة وواقعا. وفي محافظ أريحا والأغوار, قال المحافظ ماجد الفتياني أمام المهرجان الجماهيري الحاشد الذي أقيم وسط أريحا- إن شعبنا خرج اليوم ليقول للعالم إنه آن الأوان لرحيل الاحتلال لنعيش بكرامة كسائر شعوب الأرض فيما طالب سياسيون اسرائيليون بالغاء اتفاقات أوسلو المبرمة مع السلطة الفلسطينية فضلا عن ضم الكتل الاستيطانية الكبري في الضفة الغربية ووقف تحويل العوائد الضريبية إلي السلطة الفلسطينية وذلك ردا علي التوجه الفلسطيني للامم المتحدة لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وذكر راديو صوت إسرائيل ان عددا من أعضاء الحكومة الاسرائيلية بينهم وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان ونائبه داني أيالون والنائب الأول لرئيس الوزراء سيلفان شالوم طالبوا وزير المالية يوفال شتاينتس باتخاذ إجراءات عقابية ضد السلطة الفلسطينية بسبب إجرائها الأحادي في الأممالمتحدة. وقال نائب وزير الخارجية داني أيالون إنه يتعين علي إسرائيل حال توجه الفلسطينيين رسميا إلي الأممالمتحدة اتخاذ سلسلة خطوات عقابية بحقهم, إلا انه توقع فشل سعي الفلسطينيين لنيل اعتراف مجلس الأمن بدولتهم. واقترح نائب وزير الخارجية الاسرائيلي ضم الكتل الاستيطانية وإلغاء اتفاقات أوسلو المبرمة مع الجانب الفلسطيني, كرد فعل علي التوجه الفلسطيني. وبدوره, رأي النائب الأول لرئيس الوزراء سيلفان شالوم وجوب الرد علي الإجراء الفلسطيني الأحادي في الأممالمتحدة كونه يشكل انتهاكا سافرا للاتفاقات المبرمة بين الجانبين, لكنه رفض النهج الذي وصفه ب( إطلاق الأبواق) والإسراع إلي إعلان الخطوات الإسرائيلية. وأبلغ الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأممالمتحدة بأن الفلسطينيين يستحقون دولة لكن هذا الأمر لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال المحادثات مع إسرائيل. وقال أوباما في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أنا مقتنع بأنه لا يوجد طريق مختصر لإنهاء صراع مستمر منذ عقود. السلام لا يمكن أن يتحقق من خلال البيانات والقرارات في الأممالمتحدة. وجاء في نص خطابه في نهاية المطاف سيكون الإسرائيليون والفلسطينيون- وليس نحن- من يتعين عليهم التوصل لاتفاق بشأن القضايا محل الخلاف بينهم مثل الحدود والأمن واللاجئين والقدس.