أعلن ثوار ليبيا أمس أنهم تمكنوا من الاقتراب أكثر نحو مسقط رأس العقيد معمر القذافي في مدينة سرت وسط البلاد, وذلك بعدما نجحت وحدات تابعة لهم بالسيطرة علي بلدة بن جواد الواقعة إلي الشرق منها, بعد معارك قاسية خاضوها في طريق تقدمهم باتجاه المناطق الواقعة غربي رأس لانوف. جاءت تأكيدات دخول بن جواد علي لسان الناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي, شمس الدين بن علي بأن البلدة الواقعة علي بعد160 كيلومترا من سرت قد باتت في قبضة الثوار.وذكرت قناة العربية أمس أن الثوار الليبيين باتوا علي بعد30 كيلومترا من مدينة سرت الواقعة في وسط ليبيا علي ساحل البحر المتوسط. وقالت مصادر الثوار إن كتائب القذافي قد انسحبت من المنطقة إلي الغرب باتجاه مدينة سرت التي تبعد150 كم تقريبا. من جهته, قال حلف شمال الأطلسي ناتو إنه واصل غاراته فوق ليبيا, فوجه ضربات جوية إلي أهداف وآليات عائدة لقوات القذافي في العاصمة طرابلس, وكذلك في معاقله المتبقية بمدينة سرت وميناء رأس لانوف النفطي. يأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه متحدث باسم العقيد معمر القذافي أنه يرغب في الوقت الحالي في التفاوض من أجل تسليم السلطة في ليبيا. قال علي الترهوني المسئول الكبير بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض, لرويترز أمس إن حكومة المعارضة الليبية لن تتفاوض مع العقيد معمر القذافي إلي أن يستسلم مضيفا أن سلطات المعارضة لا تعلم مكان وجود القذافي. وتابع الترهوني المسئول عن الشئون النفطية والمالية إنه لا تجري مفاوضات مع القذافي مضيفا أنه إذا أراد أن يستسلم فستتفاوض معه المعارضة وستعتقله. وكانت وكالة أسوشييتد برس ذكرت في وقت سابق أن موسي إبراهيم المتحدث باسم القذافي, صرح بأن القذافي عرض التفاوض من أجل تشكيل حكومة انتقالية مع المعارضة وأشار إلي أن القذافي ما زال في ليبيا. وأكد موسي أن القذافي يزال موجودا داخل ليبيا, إلا أنه بالطبع لم يذكر موقعه بالتحديد, وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية( بي بي سي) أن إبراهيم أكد ذلك خلال اتصال أجراه مع إحدي وكالات الأنباء الأمريكية, وأشار فيه إلي رغبة القذافي في التفاوض من أجل نقل السلطة. كما قال المتحدث إن الساعدي نجل القذافي سيقود هذه المفاوضات, وكانت تقارير قد أفادت الأسبوع الماضي أن الساعدي أعرب في رسالة إلكترونية بعث بها إلي شبكة سي إن إن الأمريكية عن أمله في التفاوض لوقف إطلاق النار.من جانبه طلب محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي الليبي, والذي مثل بلاده للمرة الأولي في اجتماع وزراء الخارجية العرب مساء أمس الأول من الدول العربية مساعدة طرابلس عبر الدعم المالي والإنساني والإفراج عن الأموال المجمدة, وكشف عن إمكانية طلب العون العربي في ضبط الأمن. وقال أحمد باني المتحدث باسم المعارضة المسلحة الليبية في مؤتمر صحفي أمس إن المعارضة الليبية تسيطر علي طريق بين طرابلس وسبها وهي معقل دعم للعقيد الليبي معمر القذافي في الصحراء الجنوبية