أشرنا في العدد الماضي..يوم إعلان جوائز الأوسكار الأحد الماضي..عن مفاجآت غير متوقعة هذا العام..وقد كان..ووراء كل جائزة أسباب وأسرار ولنا معها رحلة سريعة مفاجأة فيلم الضجة..بثلاثية الأبعاد. ولم يحصل آفاتار إلا علي ثلاث جوائز أحسن مؤثرات بصرية,تصوير, إخراج فني..فقط من9 ترشيحات. ما السر وراء عدم حصول آفاتار علي الجوائز التي رشح لها..السياسة هي السر فالفيلم يتعرض لقضية التدخل في حياة الشعوب وأن الأقوي هو الذي يمثل الحضارة..وكيف يحدث غزو لهذا الكوكب لما فيه من كنوز..وأكد جيمس كاميرون أن لكل شعب حضارته يدافع عنها حتي لو كان شعبا له ذيول..ويعاني من الفقر..ويختلف في الأشكال الإنسانية..هنا جاء رفض السياسة لأن توصف أمريكا بهذا الشكل والتدخل في حياة الشعوب..وحرم آفاتار, من الجوائز..الا ماخص بالتقنيات الفنية..والتي كما يبدو هي التي أضفت إبداع الإنسان أو الفنان..وبقيت التقنيات هي الأصل. * فيلم قلب مجنون وجائزة أفضل ممثل للنجم جيف بريد جي..هذا النجم الذي يبتعد عن أدوار البطولة المطلقة طوال مشواره الفني..ولكن بقدراته الإبداعية.. في قصة الفيلم..التي يقدم فيها دور مغن لقرية..فاشل..مدمن علي الكحول.. وفقد قدراته للسيطرة علي الإدمان..واصراره علي أن يغني أغاني قريته..وشعره ويلتقي بصحفية شابة..تنتشله من قاع الفشل الي قمة النجاح إبداع المثل جيف..وهو في سن الستين يحب فتاة في سن العشرين..وروعة الأداء المقنع بلا افتعال بكل بساطة جعل الأوسكار يذهب اليه بموافقة كل أعضاء أكاديمية السينما..وبرهن علي أن النجم الساطع لاتهزمه السنون..وهنا كان الفن والإبداع وراء الجائزة ولم تستطع السياسة منع الحب من تأدية رسالته..وصنع المعجزات وملحوظة..لدينا نحن في مصرنا نجوم وصلوا الي سن الستين..وهم نجوم ساطعة تخنقهم جملة ضيوف شرف في أفلام هذه الأيام..ويجب أن يأخذ كل منهم حقه في إظهار ابداعه في أفلام تحكي أحداث النجوم الساطعة وإبداعهم.. والإفراج عنهم فنيا!! * فيلم خزانة الألم وهو فيلم الضجة في مواجهة آفاتار ومخرجه وزوجته السابقة كاترين بيجلو التي حصلت..علي جائزة أحسن مخرجة.. وأصبحت أول أمرأة تفوز بجائزة أحسن مخرجة في تاريخ الأوسكار..الي جانب5 جوائز أخري..والفيلم تدور أحداثه حول تفكيك الألغام في العراق ويقوم بهذه المهمة بعض جنود الجيش الأمريكي.. ويتعرضون للموت في سبيل إنقاذ الآخرين..هنا أيضا السياسة تقبل الجوائز..حيث أن أفراد الجيش الأمريكي يقدمون خدمة انسانية للبشر..ويتعرضون للموت في سبيل انقاذ الآخرين..ولم يظهر الفيلم طبعا مايقوم به رجال الجيش من أعمال منذ العدوان علي العراق مثلا.. ملحوظة: وهنا ايضا لنا ملحوظة..تم تصوير الفيلم في الأردن.. واستمر التصوير لمدة8 أسابيع..وفي مؤتمر صحفي أشادت المخرجة كاترين بالإمكانيات التي قدمها المسئولون الأردنيون والتسهيلات الكثيرة لتصوير الفيلم..وناشدت المخرجين والمنتجين أن يصوروا أفلامهم.. في الأردن..وأنفقت إدارة إنتاج الفيلم8 ملايين دولار في أيام تصوير الفيلم. ونحن هنا نصرخ لنفتح الباب لتصوير الأفلام الأجنبية في مصر..وبها كل الأماكن والمناظر..والجو..المساعد علي تصوير نوعيات كثيرة من الأفلام..ولكن الروتين..ومشاكل التصاريح.. والمعوقات الادارية.. تقف بالمرصاد لتعطيل هذا المشروع الذي يحقق دخلا ماديا.. وأدبيا وتعاونا وثقافيا يحسب لنا..هذه بعض الأسرار التي خلف جوائز الأسكار..ودرس نخرج به من مهرجان الأوسكار..وباقي الجوائز والأحداث تم نشرها في المسائي..واليومي.. ولاتعليق!!