3 أفلام فقط استولت علي 25 ترشيحاً للأوسكار من بين مجموعة كبيرة من الترشيحات، وهو مؤشر للأفلام التي ستحظي بحظ أوفر للجائزة الكبري وهي جائزة أفضل فيلم، تلك الأفلام الثلاثة تتناول الحرب والغزو وتمثل المعارك الحربية وطلقات الرصاص والانفجارات والموت جزء من تفاصيلها، الفيلم الأول هو فيلم الخيال العلمي «القرين» «Avatar» الذي يمثل نقلة سحرية في السينما العالمية من ناحية التكنولوجيا البصرية ولكنه يخلو من سحر الموضوع، ويتناول عملية غزو مستقبلية للجيش الأمريكي لكوكب فضائي خيالي، وحصل الفيلم بسهولة علي 9 ترشيحات، أهمها أفضل فيلم ومخرج وتركزت باقي الترشيحات علي العناصر الفنية للصورة والصوت والمؤثرات وهي جوائز تبدو مضمونة تماماً، والفيلم الثاني الذي يتناول الحروب هو فيلم «خزانة الألم» «The Hurt Locker» الذي حصل أيضاً علي 9 ترشيحات أهمها أفضل فيلم وأفضل سيناريو وأفضل مخرجة وهي المخرجة «كاثرين بيجلو» وهي رابع امرأة ترشح لأوسكار الإخراج التي لم تحصل عليها امرأة سابقاً، والطريف أيضاً أنها طليقة المخرج «جيمس كاميرون» منافسها عن فئة أفضل إخراج، ولم يكن هذا الفيلم الذي يتناول عمل فرقة أبطال المتفجرات في حرب العراق من الأفلام المتوقع منافستها علي الأوسكار، ولكن فوزه بجائزتي النقاد ونقابة الممثلين مؤخراً دفع به منافساً كبيراً لأفاتار، أما الفيلم الثالث الذي يتناول الحروب فهو فيلم المخرج «تارانتينو» الأخير «أوغاد مجهولون» «Inglourious Basterds » الذي تدور أحداثه في فرنسا أثناء الاحتلال النازي لها، وقد رشح لعدد 8 جوائز، أهمها أفضل فيلم بالإضافة إلي ترشيح تارنتينو لجائزتي أفضل اخراج وأفضل سيناريو مكتوب خصيصاً للشاشة، وإذا بقينا في فئة أفضل فيلم، فمؤسسة الأوسكار تأتي هذا العام بتعديل جعل عدد الأفلام المرشحة يزيد من خمسة إلي عشرة أفلام، وهو أمر جعل عددًا من الأفلام المتميزة تنال شرف الترشح للأوسكار، ويحصل فيلم «عالياً في السماء» «Up in the Air » علي ستة ترشيحات نصفها عن التمثيل بالإضافة للسيناريو والإخراج وأفضل فيلم، ويحصل فيلم «ثمينة» «Precious» علي ستة ترشيحات أهمها جائزتا التمثيل لبطلتي الفيلم بالإضافة إلي الإخراج والسيناريو والمونتاج وأفضل فيلم، ومن مفاجآت قائمة أفضل فيلم احتواؤها علي فيلم الأنيمشن الرائع «Up» الذي ينافس علي خمس جوائز هي أفضل فيلم وأفضل فيلم أنيميشن وأفضل سيناريو وأفضل موسيقي وأفضل إعداد صوتي، وتلك هي المرة الثانية في تاريخ المسابقة التي يُرشح فيها فيلم أنيميشن لجائزة أفضل فيلم، وكانت المرة الأولي عام 1992 حيث رشح فيلم ديزني «الجميلة والوحش» Beauty and the Beast لفئة أفضل فيلم من بين 6 ترشيحات حصل منها علي جائزتي أفضل موسيقي وأفضل أغنية، ويحصل فيلم الخيال العلمي «قطاع رقم 9» «District 9» علي أربعة ترشيحات أهمها المؤثرات البصرية والسيناريو، أما الفيلم البريطاني «التعليم» » «An Education فيحصل علي 3 ترشيحات منها أفضل ممثلة «كاري موليجان» بالإضافة إلي أفضل فيلم وأفضل إخراج، ويحصل الأخوان كوين علي ترشيحين لأفضل فيلم وأفضل سيناريو عن الكوميديا السوداء المركبة «رجل جاد» «A Serious Man ، أما فيلم «الجانب المعتم» «The Blind Side فيحصل علي ترشيحين لأفضل فيلم ولأفضل ممثلة «ساندرا بولوك»، وقد وصل إجمالي إيرادات الأفلام العشرة المرشحة لفئة أفضل فيلم 3.5 مليار دولار، منها 2 مليار لفيلم أفاتار وحده، وتلك الإيرادات الضخمة مؤشر إلي أن تلك الأفلام لم تكن ناجحة نظرياً من الناحية الفنية فقط، بل كان معظمها ناجحاً في تحقيق نجاح جماهيري أيضاً. ترشيحات جوائز التمثيل تشهد منافسة قوية يصعب معها التكهن بالنتيجة النهائية، وقد ذهبت أغلب الترشيحات إلي النجوم الكبار سناً وموهبة، وباقي الجوائز ذهب إلي الوجوه الجديدة والتي يمثل بعضها للمرة الأولي، ففي حين تحصل «ساندرا بولوك» علي ترشيحها الأول لأوسكار أفضل ممثلة عن دورها في «الجانب المعتم» تحصل «ميريل ستريب» علي الترشيح رقم 16 عن فيلم «جولي وجوليا» لتصبح أكثر ممثل ترشح للجائزة في التاريخ، ولن تكون فئة أفضل ممثلة سهلة علي الإطلاق فبالإضافة إلي ساندرا وستريب تدخل الممثلة «هيلين ميرن» بثقلها بترشيح عن فيلمها «المحطة الأخيرة» «The Last Station الذي تقوم فيه بدور زوجة الأديب الروسي «ليو تولستوي»، ومع هؤلاء هناك فرصة كبيرة للوجه الجديد «كاري موليجان» التي تقوم بدور البطولة للمرة الأولي في فيلم «تعليم»، والممثلة «جادبوري سيديبيه» التي تمثل لأول مرة. أما جوائز الرجال فهي تدور بين الكبار «مورجان فريمان» عن تجسيده شخصية «نيلسون مانديلا» في فيلم «Invictus » و«جيف بريدجز» عن دوره في فيلم «قلب مجنون» و«جورج كلوني» عن «عالياً في السماء»، ومعهما «كولين فيرث» عن فيلم «رجل أعزب» و«جيريمي رينر» عن فيلم «خزانة الألم». تنافس إسرائيل بقوة فرنسا علي جائزة أفضل فيلم أجنبي، واللافت أن كلا الفيلمين المرشحين تناولا مشاكل الشخصية العربية في داخل المجتمع الإسرائيلي والفرنسي، ففي حين يتناول الفيلم الإسرائيلي «عجمي» «Ajami» علاقة مجموعة من الشباب من عرب 48 بالمجتمع اليهودي، يتناول فيلم «نبي» «A Prophet» قصة شاب عربي يدخل السجن بتهمة الاعتداء علي شرطي ويخرج منه رجل عصابات خطير، وقد رشحت أفلام ألمانيا والأرجنتين وبيرو أيضاً لجائزة أفضل فيلم أجنبي.