مازالت الأراضي الزراعية في سوهاج تواجه خطر الاندثار بعد تفاقم ظاهرة التعديات من قبل المواطنين الذين يقدمون علي بناء وتبوير الأرض حيث استغل عدد كبير من ابناء المحافظة في كل القري والمدن الفراغ الأمني وقاموا بالبناء علي نطاق واسع. بالمخالفة لكردون البناء والتخطيط العمراني, حتي تحولت تلك المباني إلي أمر واقع ويصعب علي المسئولين إزالتها في ظل الظروف الحالية التي تعيشها البلاد. يقول عبدالرحيم محمد من ابناء مركز المراغة في الوقت الذي شغلت فيه كل أجهزة الدولة بثورة52 يناير والتف جميع المواطنين حولها لاصلاح البلاد ومحاربة الفساد استغل بعض المواطنين الفرصة وشرعوا في التعدي علي الأراضي الزراعية واقاموا المنازل بالأعمدة الخرسانية ففي المراغة تحولت معظم الأراضي الزراعية إلي عمارات سكنية. وأضاف محمد هاشم ان التعديات مستمرة بمعظم قري محافظة سوهاج حيث تسببت أعمال البناء العشوائي في ظهور عشوائيات جديدة بعد أن أصبح قانون البناء الموحد حبرا علي ورق في ظل غياب دور مجالس المدن وعدم تمكنها من ردع المخالفين. وأوضح أن المشكلة خطيرة للغاية وتتطلب نشر الوعي بين المواطنين وتضافر كل الجهود لمنع التعديات حيث أن المواطن في أمس الحاجة إلي كل سنبلة قمح للحد من الاستيراد وسد الفجوة الغذائية مطالبا بسرعة إزالة جميع التعديات علي الأراضي الزراعية للحفاظ عليها قبل اندثارها وتحولها إلي كتل أسمنتية وقال خالد أبوحجازي من مركز المنشأة: نفس الحال يتكرر في مركز المنشأة وقراه من حيث حجم التعديات علي الأراضي الزراعية ونوعية البناء فالبعض يتجه لبناء حظائر ماشية بالطوب الحجري علي مساحات واسعة والبعض الآخر اقام منازل متعددة الطوابق وأصحاب هذه المباني يجلسون فيها باستمرار لحراستها لمواجهة أي مسئول يشرع في هدمها أو تحرير أي مخالفات لها. فيما قال عزت رجب من أهالي قرية سفلاق: ان الأهالي من حقهم البناء لأنه ليس من المعقول علي حد قوله أن يتملكوا أراضي وتتوافر معهم الأموال ولا يستطيعون البناء ويظل ابناؤهم حتي سن الأربعين بدون زواج بسبب عدم توافر مسكن لهم, وإذا كانت الثورة قد قامت للقضاء علي الفساد وإعادة الحقوق لأصحابها فمن الأولي السماح للمواطنين لهم بالبناء في جزء من الأراضي التي يمتلكونها يتناسب مع مساحة الأراضي التي يمتلكها, هكذا قال. ويقول الضبع أبوعثمان موظف: لا يختلف الامر كثيرا في مراكز جرجا ودار السلام والبلينا فالمباني المخالفة تنتشر بنفس الحجم تقريبا وان اختلفت في الشكل فهناك من قام بانشائها وسط الزراعات حتي يصعب علي المسئولين إزالتها, وآخرون قاموا بتشييدها علي الطريق في تحد صارخ للقانون.