قفزت أسعار الذهب العالمية إلي مستوي يقترب الآن من الالف دولار للاوقية أو الاونصة, وفيما يعلي أهم المحطات التاريخية المهمة في مسيرة المعدن الأصفر في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. وهي المحطات التي أثرت بشكل مباشر وغير مباشر علي أسعار هذا المعدن النفيس في الأسواق العالمية بوصفه مخزنا للقيمة وأحد أهم الملاذات الاستثمارية الآمنة إبان الأزمات إن لم يكن أهمها علي الاطلاق. شهر أغسطس من عام1971 أعلن الرئيس الأمريكي الأسبق الراحل ريتشارد نيكسون فك ارتباط الدولار الأمريكي بالذهب, وهو ما كان يعني تخلي الولاياتالمتحدة عما يعرف لدي خبراء النقد بقاعدة الذهب أي أن الدولار كان مغطي باحتياطات ذهبية في الاساس أي كان غطاؤه الاستراتيجي ذهبا وبمعني أنه قبل هذا التاريخ كان من حق أي شخص أو جهة في العالم استبدال ما لديه من دولارات بذهب من البنك المركزي الأمريكي وكان كل من معه35 دولارا يكون في وسعه ابدالها بأوقية ذهب. شهر أغسطس من عام1972 خفضت الولاياتالمتحدةالأمريكية قيمة الدولار مقارنة بالذهب إذ اصبحت أوقية الذهب تعادل ثمانية وثلاثين دولارا فقط بدلا من خمسة وثلاثين دولارا. شهر مارس من عام1973 سارت الأغلبية الكاسحة من دول العالم علي نفس النهج الأمريكي وعمدت إلي تعويم أسعار صرف عملاتها ليتخلي العالم فعلا عن سياسة أسعار الصرف الثابتة مقابل الدولار وهو النظام الذي جري إقراره فيما يعرف باتفاقية بيرتون وودز في عام1944 وهي الاتفاقية التي حددت أسس النظام النقدي والعالمي خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الأولي. شهر مايو من عام1973 خفضت الولاياتالمتحدة قيمة الدولار في مواجهة الذهب إذ رفعت سعر أوقية الذهب إلي42.22 دولار للأوقية. في شهر يناير من عام1980 قفزت أسعار الذهب إلي مستوي قياسي بلغ850 دولارا للأوقية جراء صعود معدلات التضخم العالمية مع ارتفاع أسعار النفط الدولية, والتدخل السوفيتي في أفغانستان, واندلاع الثورة الإيرانية مما دفع الناس في شتي ارجاء العالم للإقبال علي شراء الذهب بوصفه ملاذا استثماريا آمنا. شهر أغسطس من عام1999 هوت أسعار الذهب العالمية إلي مستوي متدن للغاية مقارنة بصعوده القياسي السابق إذ هبطت إلي مستوي252 دولارا وذلك جراء المخاوف بشأن قيام البنوك المركزية بالتخلص من احتياطياتها من هذا المعدن النفيس وزيادة مبيعات شركات تعدين الذهب من هذا المعدن في الأسواق الآجلة رغبة منها في التحوط من تقلبات الأسعار. شهر أكتوبر من عام1999 قفزت أسعار الذهب العالمية إلي أعلي مستوي لها في عامين لتصل إلي مستوي338 دولارا بعد أن توصل15 مصرفا مركزيا أوروبيا إلي اتفاق مهم يقضي بالحد من بيع احتياطيات الذهب الاستراتيجية بصورة أدت في نهاية المطاف إلي تحسن معنويات أسواق الذهب العالمية بشكل هائل وأصبح اتجاه المستثمرين إزاء الذهب ايجابيا للغاية. شهر فبراير من عام2003 وصلت أسعار الذهب العالمية إلي أعلي مستوي لها في أربع سنوات بفضل مشتريات واسعة النطاق بوصفه ملاذا استثماريا آمنا بعد الغزو الأمريكي للعراق. خلال الفترة ما بين شهر ديسمبر من عام2003 ويناير من عام.2004 كسرت أسعار الذهب العالمية مستوي400 دولار للأوقية ليصل إلي المستويات التي كان يحوم حولها في عام1988 وسط إقبال المستثمرين علي شرائه كضمان استثماري في مواجهة المخاطر المتعلقة بالاستثمار في الأسهم. شهر نوفمبر من عام2005 قفزت أسعر الذهب الفورية بشدة لتكسر حاجز500 دولار وذلك للمرة الأولي منذ عام1987 وهو العام الذي وصلت فيه أسعار الذهب إلي مستوي502.97 دولار للأوقية. 11 ابريل من عام2006 كسرت أسعار الذهب العالمية مستوي600 دولار لتسجل أعلي مستوي لها منذ شهر ديسمبر من عام1980 مع اقدام الصناديق الاستثمارية والمستثمرين الأفراد علي ضخ أموالهم في أسواق السلع النفيسة وسط تراجع لافت في سعر صرف الدولار الأمريكي وصعود كبير في أسعار النفط واضطراب المشهد السياسي العالمي. 12 مايو من عام2006 وصلت أسعار الذهب العالمية إلي مستوي730 دولارا للأوقية مع إقدام صناديق الاستثمار الضخمة والمستثمرين الأفراد بضخ أموالهم في المشتريات الذهبية جراء تراجع سعر صرف الدولار الأمريكي وصعود أسعار النفط العالمية والتوترات السياسية العالمية جراء طموحات إيران النووية. 14 مايو من عام2006 هوت أسعار الذهب سريعا بنسبة26 في المائة لتصل إلي543 دولارا للاوقية بعد أن كانت قد قفزت إلي أعلي مستوي لها في26 عاما وذلك جراء إقدام المضاربين والمستثمرين علي البيع لجني الأرباح. 7 نوفمبر من عام2007 قفزت أسعار الذهب الفورية إلي أعلي مستوي لها في28 عاما لتبلغ845.40 دولار للأوقية. 2 يناير من عام2008 كسرت أسعار الذهب العالمية في التعاملات الفورية حاجز850 دولارا للأوقية. 13 مارس من عام2008 كسرت أسعار الذهب في التعاملات الآجلة القياسية حاجز الف دولار وذلك للمرة الأولي علي الاطلاق في سوق العقود الآجلة في الولاياتالمتحدة. 17 مارس من عام2008 قفزت الأسعار الفورية للذهب إلي أعلي مستوي لها علي الاطلاق اذ بلغت1030.80 دولار للأوقية كما لامست أسعار الذهب في السوق الفورية ذروة سعرية قياسية بلغت1034 دولارا للاوقية. 17 سبتمبر من عام2008 قفزت أسعار الذهب في التعاملات الفورية بمقدار90 دولارا دفعة واحدة مسجلة أكبر صعود يومي لها علي الاطلاق وسط اقبال هائل من المستثمرين علي شراء المعدن الأصفر وسط تفاقم الأزمة المالية العالمية وتهاوي أسعار الأسهم. خلال الفترة ما بين شهري يناير ومارس من عام2009 سجل الاستثمار في الذهب تدفقات قياسية مع ارتفاع حيازات الصندوق الذي يعد أكبر صندوق للاستثمار في الذهب في العالم بنسبة45 في المائة لتصل إلي1127.44 طن. 20 فبراير من عام2009 واصلت أسعار الذهب العالمية صعودها فوق مستوي الالف دولار للأوقية لتحوم حول مستوي1005 دولارات مع إقبال المستثمرين علي الشراء بوصف الذهب ملاذا استثماريا آمنا ومخزنا للقيمة وسط حالة الركود الحاد التي كانت تعصف بالاقتصادات الكبري في العالم واستمرار التقلب الحاد في أسعار الأسهم العالمية. 24 ابريل من عام2009 أعلنت الصين أنها زادت من احتياطياتها من الذهب بنسبة75 في المائة منذ عام2003 ليصل حجم احتياطياتها إلي1054 طنا من المعدن النفيس وهو الأمر الذي عزز التوقعات بأنه من الممكن أن يعمد التنين الأصفر إلي المزيد من شراء الذهب لزيادة احتياطياته من هذا المعدن النفيس. 7 أغسطس من عام2009 عمدت البنوك المركزية الأوروبية إلي تجديد اتفاقها بالحد من بيع احتياطياتها من الذهب لمدة خمس سنوات ووضع سقف محدد لهذه المبيعات يبلغ400 طن سنويا فقط. 8 سبتمبر من عام2009 كسرت أسعار الذهب مجددا حاجز الالف دولار للمرة الأولي منذ شهر فبراير من عام2009 جراء تراجع سعر صرف الدولار الأمريكي امام العملات الرئيسية والمخاوف من ركود الاقتصاد العالمي. الأول من ديسمبر من عام2009 قفزت أسعار الذهب إلي أكثر من1200 دولار للاوقية للمرة الأولي مع تراجع سعر صرف الدولار الأمريكي. 3 ديسمبر من عام2009 قفزت أسعار الذهب العالمية إلي مستوي1226 جراء تهاوي سعر صرف الدولار والتوقعات بان تعمد البنوك المركزية إلي تنويع احتياطياتها الاستراتيجية لتعتمد أكثر فأكثر علي الذهب بدلا من الدولار واليورو. 11 مايو من عام2010 قفزت أسعار الذهب العالمية إلي مستوي فاق حاجز1230 دولارا للاوقية جراء المخاوف من اتساع عدوي أزمة الديون السيادية التي تعصف بالاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدةالأمريكية. الأول من مارس من عام2011 سجلت أسعار الذهب العالمية مستوي قياسيا عند حاجز1435 للاوقية جراء التوقعات باتساع نطاق تداعيات الثورتين في مصر وتونس والتوقعات بصعود أسعار النفط العالمية وقيام الولاياتالمتحدة بطبع مئات المليارات من أوراق البنكنوت الدولاري. 18 يوليو من عام2011 الذهب يكسر حاجز1600 دولار للمرة الأولي علي الاطلاق بعد موجة صعود متتال بلغت11 يوما جراء المخاوف من تداعيات أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو والمخاوف من احتمال تخلف الولاياتالمتحدة عن سداد ديونها السيادية.