لمتتخيل عائلة «مروان» التى حلمت باليوم الذى يشهدون فيه عرس ابنهمبأن يكون هذا اليوم نهاية وجوده فى الدنيا، وأن يوم فرحهسيتحول إلى حزنهمبعد رحلة كفاح قضاها خلال فترة عمل هفى تجميع الأموال التى ستعينه على تدبير نفقات الزواج قبل أن يتجاوز عقده الثالث. على غير عادته طلب الشاب من أسرته مساعدته فى البحث عن بنت الحلال خاصة وأنه أصبح فى مقدوره دفع المهر ومصاريف الزواج مما شجع والديه على الاستجابة لرغبته وهما لا يعلمان ما خبأه القدر لابنهما الشاب من حياة زوجية قصيرة تنتهى نهاية تدمى القلوب. وبعد رحلة بحث استغرقت عدة أسابيع تقدم مروان لخطبة العروس التى رشحتها له أسرته والتى رأى فيها الزوجة الصالحة التى يستأمنها على ماله وعرضه، وفى وقت قصير جهز عش الزوجية وكأن الأقدار تسوقه إلى مصيره المحتوم. وفى اليوم الموعود وتحديدايوم زفافه لم يلحظ أهلالعريس وأصدقاؤه وجيرانه أنه منذ صبيحة يوم الحادث يحرص على القرب منهم ويبادلهم الأحاديث التى تحمل فى طياتها عبارات الوداع والفراق الأخير وكأنه سيرحل إلى عالم بعيد وليس إلى عش الزوجية الذى أعده. فعقب انتهاء مراسم الزفاف وسط حضور الأهل والأقارب المقامبمدينة طهطااستقل العروسان سيارة مزينة بالورد تحيطهم دقات الطبول وأصوات الموسيقىالصاخبة والزعاريد وخلفهم موكب كبير من السيارات متجهين إلى عش الزوجيه بقريته بمدينة «جهينة»وأثناءسير الموكب على الطريق اختلت عجلة القيادة من يد السائق مما أدى إلى انقلاب السيارةعلى جانب الطريق وسقوطها داخل الترعة الملاصقة للطريق وسط ذهول الأهل والأقارب الذين تعالت صرخاتهم مستنجدين بالمارة وقوات الانقاذ النهرى لإنقاذ سيارة العروسين من مصيرهما المحتوم. ولكن بعد لحظات تم استخراج جثة العريس واثنين آخرين ونجاة العروس وصديقتها ليفارق العريس الحياة بعد أن جمعت الدنيا بينه وبين عروسهلساعات قليلة. كان اللواء هشام الشافعى مدير أمن سوهاج قد تلقى إخطارا من مأمورقسم شرطه طهطايفيد بانقلاب سيارة ووجود ضحايا ومصابين. انتقل العقيد ياسر صلاح رئيس فرع البحثللشمال والرائد محمد عبد الصبور رئيسمباحث البندر وقواتالحماية المدنية باشراف العميد عبد الحميد أبو موسىمديرإدارة البحثلمكانالبلاغ لكشفملابسات الواقعة. وتبين من التحريات أنه أثناءسير موكب العريس على الطريق اختلت عجلة القيادة من يد قائدها مما أدى إلى انقلابها على جانب الطريق وانقلابها بالترعه نتج عن الحادث المروع مصرع العريس «مروان» و»أحمد» و»جهاد» ونجاة «دنيا» و»ضحي» وتمكنتقوات الإنقاذ النهرى من انتشال الجثث والمصابين ونقلهم إلى المستشفى وأخطرت النيابة لتتولى التحقيق وسؤال المصابين وباشرت التحقيق بإشراف المستشار أحمد حلمى المحامى العاملنيابات شمالسوهاج.