حالة من الروحانيات يعيشها المسلمون مع بدء شهر رمضان، حيث يعيش العالم الاسلامى أجواء الشهر الفضيل ويتلقون المعلومة التى تغذى الروح قبل العقل، وبين الآداب النبوية فى استقبال الشهر الكريم وآيات كتاب الله العزيز كان للشيخ طه زيادة مدير أوقاف الدقهلية بعض الرؤى عن الشهر الفضيل، الذى أكد أن شهر رمضان له نفحات فخلاله تصفد الشياطين ويشعر المسلم الحق بنفحات الشهر الكريم منذ شهر رجب فرمضان شهر القرآن والرحمة والمغفرة والتوبة، وكان النبى صلى الله عليه وسلم يحتفى ويحتفل ويترقب قدومه من قبل مجيئه بشهرين ويسأل الله عز وجل أن يبلغه إياه كما جاء فى الحديث أنه صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول: اللهم بارك لنا فى رجب وشعبان وبلغنا رمضان ونحن حاليا نعمل على إحياء سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وتفسير القرآن الكريم لنستشعر روحانيات الشهر الكريم. وقال إنه يجب أن نستقبل شهر رمضان بفهم صحيح لمقصد هذا الشهر،فإذا كنا نفرح بهذا الشهر الكريم فيجب علينا أن نتأكد أيضًا أنهذا الشهر يفرحبنا،من خلال الاستعداد النفسى وصفاء الروح والإقبال على الله بصدق وإخلاص وتوبة صادقه يعود بها الإنسان من شباك الدنيا ومتابعة أداء العبادات فيه، فحين أقبل شهر رمضان خطب الرسول فى الناس من فطر صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق من النار وهوأيضًا شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة. وهو شهر المواساة وشهر يزداد فيه رزق المؤمن فيصبح فى رزقه بركة ومن فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتقًا من النار من غير أن ينقص منه شىء وأحذر أمتنا من الإسراف فى شهر رمضان سواء فىالطعام أو الشراب لأنه لا يتفق مع كمال الدين ونهى الله عنه «فإن المبذرين كانوا إخوان الشياطين»،«وكلوا واشربوا هنيئًا ولاتسرفوا»وتلك هى وسطية الإسلام والاعتدال يضمن صحة الإنسان طبيًا وصحيًا ولا ننجرف وراء الشيطان فى النميمة والغيبة والكذب لأنها مفسدات للصيام.. ومن يفطر عن عمد فهو تجرأ على الله. فيقول عز وجل: «فكل عمل ابن آدم له إلا الصوم فهو لى وأجزى به»لأن الصلاة والزكاة يعلم بهما الناس ويرونها وكذلك الحج ما عداالصيام لا يعلمه إلا الله فهو سر بين الإنسان وخالقه، فأى عمل يقوم به الإنسان فهو له إلا الصيام تحديدًا. وأوضح الشيخ طه زيادة أنه على المسلم الحقالتدبر فى تلك الأيام المباركات والتحلى بآداب الشهر الكريم، والعمل بأحكامه وتنفيذ وصاياه وتعليماته التى تحض على بر الوالدين وصلة الأرحام ومواساة الفقراء والمحتاجين وغير ذلك من الأعمال والفضائل التى يتضاعف أجرها وثوابها،وقديماًكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحث رفاقهعلى التوبة النصوح والاستغفار ورد المظالم إلى أهلها والتسامح مع الناس حتى يتهيئواللعبادة ويقبلوا على أدائها. وأشار إلى أنهناك من الخصال الواجب علينا المواظبة عليه فى شهرنا الفضيل، فلقد قال رسول الله إن شهر رمضان الكريم أوله راحة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، واستكثروا من أربع خصال: خصلتان ترضون بهما ربكم عز وجل وخصلتان لاغنى لكم عنهما، فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وأن تستغفروه وأما الخصلتان اللتان لا غنىلكم عنهما فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار، ومن سقى صائمًا سقاه الله من حوضه شربة هنيئة لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة، كما أوصى دائمًا بالاعتدال فى الإسلام، فالدين الإسلامى السمح يدعونا إلى ذلك فلا تفريط ولا إفراط والشهر الكريمهو فرصة جيدة للتعمق فى أصول الدين الوسطى الذى يتنباه الأزهر الشريف. وشهر رمضان تكثر فيه الفضائل فيجب أن نستغلهاويكفى أن ننظر إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «أتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمن ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء ينظر الله لتنافسكم فيه ويباهى بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرًا فإن الشقى من حرم فيه رحمة الله عز وجل»، فيكفى أن ننظر فى هذا الحديثلقول الرسول صلى الله عليه وسلم: يغشاكم الله فيه أى يأتيكم ويتنزل لكم فرب العزة هو الذى يأتينا ناظرًا منا صالح أعمالنا فيضاعف الجزاء فيه كما بين الرسول أن الفريضة فى الشهر الكريم أجرها سبعون درجة.