اهتز عرش الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بعنف، على وقع الأداء الضعيف لحزبه فى الانتخابات البلدية، التى وصفت نتائجها بأنها انتكاسة كبرى، قد تكون بداية النهاية لهذا التيار. للمرة الأولى إذن يهتز عرش أردوغان على هذا النحو، لعدة أسباب يأتى فى مقدمتها الوضع الاقتصادى الكارثى، بالإضافة إلى تكاتف قوى المعارضة فى مواجهة مساعى أردوغان للسلطة المطلقة وتكريس حكم الفرد. ومُنى أردوغان بانتكاسات صادمة فى الانتخابات المحلية بخسارة حزبه الحاكم «العدالة والتنمية» السيطرة على العاصمة أنقرة للمرة الأولى منذ تأسيس الحزب عام 2001، وهو الأمر الذى قد يعقد خططه لمعالجة الركود الاقتصادى، وأعلن كل من حزب العدالة والتنمية وحزب المعارضة الرئيسى «الشعب الجمهورى» فوزه بالانتخابات فى إسطنبول، أكبر مدن البلاد ومركزها الاقتصادي. «أردوغان» الذى هيمن على المشهد السياسى التركى منذ وصوله إلى السلطة قبل 16 عامًا، ويحكم البلاد بقبضة حديدية، نظم حملات انتخابية متواصلة على مدى شهرين قبل الانتخابات البلدية التى وصفها بأنها مسألة حياة أو موت، لكن لقاءاته الجماهيرية اليومية والتغطية الإعلامية الداعمة له فى معظمها لم تكسبه تأييد الناخبين فى المدينتين الرئيسيتين. هذه الانتخابات مثلت اختبارًا مهمًا وحاسمًا للرئيس التركى، بعد تسعة أشهر من توليه منصب الرئيس التنفيذى للبلاد بصلاحيات، حولته إلى ديكتاتور. وذكرت وكالة أنباء الأناضول الحكومية أن التحالف الحاكم بزعامة أردوغان، حصل على 51.7% من الأصوات على مستوى البلاد بعد فرز كل الأصوات تقريبا، وبرغم الحصول على أغلبية الأصوات فإن هزيمة حزب أردوغان، ذى الجذور الإسلامية فى أنقرة، تشكل ضربة كبيرة للرئيس، ومن شأن الخسارة فى إسطنبول، التى استهل فيها أردوغان مسيرته السياسية وكان رئيسًا لبلديتها فى التسعينيات، أن تكون صدمة أكبر. ومع أن النتائج غير النهائية لهذه الانتخابات تعطى حزب أردوغان أكثرية نسبية بسيطة على المستوى الوطنى، فإنها تكشف فى المقابل هزيمة فى إسطنبولوأنقرة، اللتين سيطر عليهما الحزب طوال ربع قرن. وقالت آيسى أياتا، أستاذة العلوم السياسية فى جامعة الشرق الأوسط التقنية فى أنقرة، فى تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية: إن هذه النتائج «بداية النهاية» للغالبية الحالية، كما أن هذه النتائج ستعطى المعارضة زخمًا أقوى فى المرات القادمة، لأنها خلقت سابقة لتحدى أردوغان وحزبه.