آن الأوان لأن تذهب مصطلحات وكلمات «معلش .. آخر مرة .. الموظف المسئول بيصلى .. السيستم واقع .. الموظف إللى معاه الختم غايب»، وغيرها من العبارات التى لا تسمن ولا تغنى من جوع، وتتسبب فى تعطيل مصالح المواطنين وتضيع وقتهم وجهدهم بسبب إهمال بعض الموظفين «إللى هما أصلاً ليس لديهم عمل حقيقى أو فعلي». ففى الوقت الذى يصل فيه الرئيس عبدالفتاح السيسى الليل بالنهار لتفقد المشروعات التنموية التى يتم تشييدها فى كل ربوع مصر من توشكى إلى هضبة الجلالة إلى العلمين الجديدة وغيرها، نجد أن المنظومة البيروقراطية المتعفنة الموجودة فى دواوين المحافظات وأروقة المصالح الحكومية والوزارات ترجع بنا إلى عصور ما قبل التاريخ، بسبب غياب مبدأ الثواب والعقاب، وانتشار الشللية والمصالح والمجاملات، حيث تكاثرت وترعرعت شبكات المصالح داخل أروقة العمل الحكومى، وآن الأوان لنسف هذه المنظومة الفاسدة، أو على الأقل خلخلتها وضخ دماء جديدة فى شرايين العمل الحكومى، حتى لا تتكرر كارثة محطة مصر، وساعتها لن يفيد البكاء على اللبن المسكوت. وبصراحة أقول إذا كان الرئيس السيسى يبذل جهدا خارقا على كل المستويات، فهناك فى أجهزة الدولة من يزال يسير بسرعة السلحفاة، ويرفض ويقاوم بكل ما أوتى من تخلف وجهل وروتين وبيروقراطية أى محاولة للتطوير، كما أن هناك الكثيرين ممن يستفيدون من الوضع الحالى ويحاولون بشتى السبل الحفاظ على مكاسبهم ومصالحهم، ولتذهب مصالح المواطنين والمصلحة العليا للوطن إلى الجحيم. نريد فى المرحلة المقبلة أن نصحو من سباتنا العميق، وأن يقوم كل عامل وموظف سواء كان فى الجهاز الإدارى للدولة أو فى أى موقع آخر بعمله على أكمل وجه، بحيث نتحول إلى شعب عامل ومنتج، وأن نودع وإلى الأبد الأسباب الرئيسية للفشل والإخفاق والتدهور والإهمال والفوضى واللامبالاة، والتى تسببت مؤخرا فى موت 22 مواطنا مصريا فى محطة مصر . فمن غير المعقول على سبيل المثال لا الحصر أن تنفق الدولة 54 مليار جنيه لتطوير مرفق السكة الحديد ويأتى سائق مدمن، ليهيل التراب على كل الإنجازات التى شهدها هذا القطاع الحيوى، ويسيء لمصر أمام العالم أجمع بسبب رعونته وعدم إدراكه لحجم المسئولية الملقاة على عاتقه. ونحن بصدد تعظيم قيم العمل والإنجاز، لابد أن نضع معايير واضحة ومحددة لاختيار القيادات، فهناك مثلا فى شركات قطاع الأعمال شركات ناجحة وتحقق أرباحاً وأخرى خاسرة، والفارق الوحيد الإدارة الناجحة، كما أن هناك وزراء ومسئولين على قدر كبير من الكفاءة والمهنية، لا يصدرون مشكلات ولا يتسببون فى أزمات، وهناك من يختلقها، ويطيح بالكفاءات. ومن هنا أقول لأى مسئول سواء كان وزيراً أو محافظاً أو مسئولاً فى أى قطاع أو مؤسسة من مؤسسات الدولةإذا كنت تريد أن تنجح افتح بابك للجميع واستمع للجميع لا تجعل لك حاشية، لا تطح بأى شخص بسبب نميمة أو فتنة، وليكن العمل والإنجاز هو المعيار الوحيد، مع إعطاء الفرصة للجميع. وأعتقد أنه آن الأوان لوجود قوانين جديدة تعلى مبدأ الثواب والعقاب، بحيث يستطيع أى مسئول مكافأة المجتهد ومعاقبة الفاشل وقبل الختام لماذا لا نكون كلنا فى حب العمل والإنتاج تحت أمر الدولة المصرية لماذا لا نكون كلنا مثل الفريقين مهاب مميش وكامل الوزير إنهما مصريان ولم يتم استيرادهما من خارج الدولة المصرية وليت كل من مميش والوزير يستنسخان ليس فقط داخل أفضل وأهم مرفقين بالدولة قناة السويس والنقل بل نريد مثلهما المئات والآلاف فى مختلف مرافق وأجهزة الدولة، وليس فى الإنجاز وحده، ولكن أيضاً فى المتابعة الدقيقة والحقيقية على أرض الواقعلما يتم من إنجازات تم إنفاق مليارات الجنيهات عليها، ولولا المتابعة من مميش والوزير لما حققت المشروعات التى جرى ويجرى تشييدها هذا النجاح الكبير.