أقام ائتلاف الثقافة المستقلة احتفاليته الشهرية الفن ميدان والتي تقام في السبت الأول من كل شهر بميدان عابدين, والتي تصادف أنه كان السبت الأول من شهر رمضان. ويتزامن الاحتفال بالفعالية في ميادين أخري بثماني محافظات بالتوازي مع القاهرة, في الإسكندرية, وأسيوط, الأقصر, الوادي الجديد, المنصورة, كفر الشيخ, دمياط, بورسعيد, العريش.وشهدت الاحتفالية حضور عدد من المثقفين والمفكرين, أبرزهم د. عماد أبو غازي وزير الثقافة والذي لم يحضر بصفته الرسمية. وجاءت أجواء الاحتفاليات مناسبة لشهر رمضان, وتحولت ساحة ميدان عابدين إلي مهرجان بدأ من بعد الإفطار بورش للأطفال للرسم وللعرائس, وشارك بها عدد من أطفال المنطقة والحاضرين, كما شهدت الاحتفالية رسم علي الأسفلت جرافيتي والذي لم يخرج مضمونه عن الواقع السياسي بعد الثورة, وعن أحداث العنف. وانقسم الميدان إلي جزأين شادر به مسرح صغير شهد بعض اللقاءات المفتوحة مع أدباء ومثقفين من بينهم الباحث السياسي والكاتب د. عمار علي حسن ليتفاعل مع الجمهور المشارك في حوار الأحداث الاخيرة. وقال الباحث السياسي إن الفصل الأول من الثورة انتهي, ومازال الفصل الثاني ينتظر اكتماله ويحتاج نضالا كبيرا, واستعادة روح التوحد التي هزمنا بها الطاغية في18 يوما من الاعتصام في ميدان التحرير, بإنشاء أحزاب قوية وليست كرتونية مثل التي كانت موجودة قبل الثورة, وأن نبني نقابات قوية, لأن مصر لن تقوم إلا بجهد جماعي. وأشار علي حسن إلي جهود جماعات فردية في مصر لم تنجح في تغيير التاريخ وقال الإخوان المسلمون والاشتراكيون حاولوا منفردين في الأربعينيات من القرن الماضي, والجمعيات الاسلامية رفعت السلاح في وجه الدولة في التسعينيات وسحقها الأمن, والليبراليون فشلوا مع سعد زغلول لأنهم عملوا بمفردهم, لذلك نحتاج لروح الجماعة لنستكمل الثورة, التي تحتاج إلي برلمان يعبر عن الإرادة الشعبية ودستور يتوافق عليه جميع المصريين لا أن يختطفه تيار واحد, لأن الدساتير تكتب بالتوافق وليس بالأغلبية. وشهد مسرح الشادر بعض العروض الفنية لفرقة ناس مكان, كما شهد ليلة من الإنشاد مع المنشد الهلباوي, وفقرة شعرية مع الشاعر ياسر الليثي. وكانت هناك بعض العروض الفنية بساحة الميدان منها فرق لمسرح العرائس والسيرك وفن المايم وورش فنية ومعارض تشكيلية, منها معرض للفنان نبيل السنباطي, وغيره من الفنانين. كما حضر الفنان التشكيلي محمد عبلة الذي يحرص علي المشاركة في احتفالية الفن ميدان كل شهر ومعه مجموعة من الإسكتشات وأقلام الرسم, وجلس يرسم بورتريهات بشكل كاريكاتيري لعدد من المشاركين معظمهم من الأطفال. وشهدت ساحة معرض للكتاب وشارك به بعض دور النشر, وجزء مخصص لرسم الكاريكاتير, وبعض الأماكن المخصصة لبيع المنتجات التي تعبر عن الهوية المصرية من شغل يدوي ونحاس وغيره. وشهد المسرح الكبير بالميدان مشاركة عدد من الفرق الموسيقية الشبابية التي بدأت بعد صلاة التراويح, وكان في فواصل إعداد المسرح يظهر بعض الشخصيات المحببة للجمهور للحديث معهم حول التطورات الاخيرة للبلاد منهم الإعلامية ريم ماجد وباسم يوسف. ومن أبرز الفرق المشاركة بالحفل فرقة وسط البلد والذي أظهر معهم الجمهور تفاعلا كبيرا خاصة في أغنية أنتيكا والتي طالب الجمهور اعادتها اكثر من مرة.