ما أن يطل شهر رمضان حتي تنشط معه الكثير من المهن المرتبطة بالشهر الكريم فمن بيع الفوانيس والياميش والسبح ومحلات الكنافة والقطايف والمخللات ومحلات وعربات الفول. كلها مهن تجد رواجا مع قدوم الشهر الكريم, ويعد الخير الوفير لهم ولكن هذا العام شهدت حركة البيع والشراء انخفاضا ملحوظا, هذا ما أكده البائعون بعد مرور أول أسبوع من الشهر الكريم متوقعين أن يطول الركود العيد أيضا. قام الأهرام المسائي بجولة للتعرف علي آراء البائعين ورصد توقعاتهم في أيام العيد عرفة الكنفاني أشهر محال لبيع الكنافة والقطايف بالسيدة زينب وشهر رمضان يعد الموسم الحقيقي له عم عرفة أكد أن الاقبال لم يتأثر بالثورة وهناك اقبال علي الكنافة والقطايف كما كان في الأعوام السابقة مؤكد أن هذا يعد جزءا من عادات المصريين والعادات الرمضانية التي لا تتأثر مع أي ظروف لأنها تعد ضيفا مميزا علي المائدة ولا يمكن الاستغناء عنها وبدأ الاقبال منذ أول يوم رمضان ولكن مع ارتفاع أسعار الدقيق والمسلي والزيت فتراوح الارتفاع بين100 و160 جنيها للطن حيث وصل سعر طن الدقيق إلي3 آلاف جنيه في هذه الأيام, أما بعد انتهاء الموسم فالمتوقع عودة السعر إلي معدلاته الطبيعية ليصل إلي ما بين2700 و2800 جنيه للطن ويتم اختيار أفضل وأجود أنواع الدقيق للحفاظ علي تماسك القطايف وأنواع من الكنافة منها كنافة باللبن يطلق عليها إسم يورما وأخري العادية يطلق عليها شعر بسبب طولها وكثافتها أما القطايف فمنها كبيرة إسمها عادة والصغيرة تسمي عصافير ومن المتوقع أن ارتفاع الدقيق يؤدي إلي انخفاض حركة البيع والشراء بالعيد أيضا. أما أصحاب المخابز فكشفوا عن انخفاض حركة البيع والشراء هذا العام فيقول عم محمد صاحب أحد المحال أن حركة البيع تأثرت هذا العام بعد الثورة ومن المتوقع أن هذا يؤثر علي خبز الكحك ومستلزمات العيد ومن المفترض أن المخبز يبدأ في خبزها من الآن لكن مع تأثر حركة البيع قرر تأجيل الخبز بعد مرور عشرة أيام من رمضان حتي تتضح حركة البيع وسيتم تخفيض الكميات خاصة مع ارتفاع أسعار الدقيق. أما الياميش والذي شهد ارتفاعا بنسبة20% في الأسعار هذا العام فتشهد المحال انخفاضا ملحوظا هذا العام فيقول وائل علي بائع بأحد المحال أن الاقبال انخفض هذا العام عن العام السابق وأثر الانفلات الامني علي حركة الاستيراد ومع تزامن شهر رمضان مع موسم الصيف لم تقبل الأسر علي شراء كميات كبيرة من الياميش واشتروا كميات قليلة بل إن الكثير من الأسر اقتصر شراؤها علي بعض أنواع الياميش ذات الأسعار المنخفضة مثل قمر الدين والزبيب وجوز الهند والتمور الجافة والمشمشية, وتستبعد شراء الأنواع الأخري ذات الأسعار المرتفعة مثل البندق واللوز وعين الجمل والفستق والكاجو ونتيجة ارتفاع درجة الحرارة فهناك اقبال علي العصائر والأعشاب الطبيعية مثل العرقسوس والتمر الهندي والخروب والدوم واليانسون والكركدية وغيرها. ويضيف أن أجود أنواع البلح هو بلح الثورة, ويصل سعره في الجملة إلي8,5 جنيه للكيلو, يليه بلح علم مصر ب8 جنيهات للكيلو وهو الشبح الأسواني, يليه السكوتي والبرتمودة والشامية, مؤكدا أن أسعار البلح تبدأ من3 جنيهات للكيلو بحد أقصي8.5 جنيه. ومن المهن التي تلاقي رواجا بالشهر الكريم ايضا بيع الفوانيس ويفترش الباعة في جميع الميادين فيقول عم صلاح أحد بائعي الفوانيس في هذا العام هناك ارتفاع كبير في أسعار المواد الخام لتصنيع الفوانيس ولكن مع الغياب الأمني ينتشر الباعة بشكل كبير وهو ما أثر علي حركة البيع والشراء هذا العام موضحا ان الفانوس النحاس عاد من جديد هذا العام رغم تأثره السنوات الماضية بالفانوس الصيني. وأمام المساجد ينتشر باعةالسبح الذين يجدوا زبائنهم مع قدوم الشهر الكريم هذا ما اكده أحد الباعة ان المهنة تلاقي رواجا مع قدوم شهر رمضان خاصة امام الجوامع الشهيرة مثل السيدة زينب وعمرو بن العاص وجامع الفتح وهوما يجعل الموسم الحقيقي للمهنة خاصة مع قدوم الكثير من المصلين من جميع الانحاء ويقومون بشرائها هدية للأقارب موضحا أنه بعد انتهاء رمضان يستبدلون البضائع بأخري مناسبة للعيد. ولأن مائدة السحور لا يمكن أن تخلو من طبق الفول فيجد بدلا من الزبون الفا وتمتليء مطاعم الفول بزبائنها من بعد الافطار رغم توقف نشاطها طيلة ساعات الصيام وكذلك عربات الفول المنتشرة بالميادين والشوارع الشعبية فيقول عم محمد انه يبدأ في استقبال الزبائن عقب صلاة القيام وحتي وقت السحور وقبل آذان الفجر بفترة قصيرة, حيث يأتي الزبون ومعه الوعاء يأخذ فيه الفول بالكمية التي يريدها موضحا انه يكفي الفول باتنين جنيه أسرة مكونة من أربعة اشخاص وبحسبة بسيطة تجد الأسرة تدفع شهريا60 جنيها شهريا. ويشكو من ارتفاع سعر الفول أخيرا الذي وصل لثماني جنيهات لكيلو الفول البلدي وأربعة للفول الإنجليزي والاسترالي ولكن في الأيام الأولي من العيد تتوقف حركة البيع تماما. ومن أهم المهن التي تجد زبونها في رمضان هو بيع المخللات بشارع السد بمنطقة ابوالريش تجد أشهر محلات المخللات التي تلاقي رواجا كبيرا قبل وقت الافطار فيقول عم فوزي إن المهنة تزدهر بشكل كبير في رمضان, ولكن بعد الثورة تم تسريح عدد من العمالة رغم اتقانهم المهنة ولكن مع تعطل حركةالبيع والشراء تم توفير العمالة موضحا ان المهنة تحتاج إلي حرفية في صناعتها, حيث الزبائن تأتي له خصيصا من عدة أماكن وتنشط ايضا في العيد الكبير. وفي النهاية فرمضان شهر لا يبخل برزقه علي أحد ويسترزق من خلاله العديد من أصحاب المهن التي تجد الرزق الوفير في هذا الشهر.