رغم ان ظاهرة اشغالات الرصيف في الشوارع المصرية والاعتداء علي حق المشاة في السير الآمن أثناء قضاء احتياجاتهم اليومية أمر قديم إلا أن زيادته بشكل كبير ولافت للنظر سواء مع الانفلات الذي ضرب كل مناحي السلوكيات العامة أو الاحتفاء الاستهلاكي بقدوم شهر رمضان المبارك فنجد أصحاب المحلات وقد وجدوا الفرصة لمزيد من العرض أمام حملاتهم في غفلة من المسئولين في الأحياء عن ذلك. ففي منطقة عين شمس كانت جولة الأهرام المسائي لرصد معاناة المواطنين في تحركاتهم وتحديدا من شوارع أحمد عرابي والحرية ومصطفي حافظ فكانت الشكاوي حقا موجعة البداية كانت مع ناهد محمد التي ما ان فتحنا معها الموضوع حتي وجدت الفرصة لتحكي قصة جارتها هاجر وابنها( محمد11 عاما) الذي ارسلته لشراء بعض احتياجات المنزل فما كان من الطفل الذي لم يجد رصيفا يسير عليه إلا وقد اضطر للنزول لأرض الشارع والسير داخله وكانت حادثة مروعة حيث وجد نفسه بين سيارتين إحداهما داست بالفعل علي قدمه مشيرة إلي أنه تم انقاذه بعملية جراحية تم خلالها تركيب مسامير وشريحة للطفل الذي لم يكن له ذنب في الأمر سوي أنه أطاع والدته في قضاء حاجاتها من الخارج. التقطت منها شقيقتها هناء طرف الحديث لتؤكد أن الصغار والكبار أصبحوا لاحق لهم في الرصيف الذي اعتبره أصحاب المحلات والقهاوي والسوبر ماركت ملكا خاصا لهم يعرضون عليه بضاعتهم ويروجون لها عليه. وأضافت هناء الأمر في رمضان يزداد بشكل كبير وخاصة ليلا حيث حرارة الجو تجعل الكثيرين يقضون أمورهم وتجولاتهم بعد الافطار فيكون الزحام الشديد خاصة في المناطق التجارية. نورهان أحمد طالبة في الثانوية العامة تقول يضايقني هذا الأمر كثيرا حيث نذهب للدروس أو نعود من المدرسة فنضطر للسير في الشارع لعدم وجود الرصيف ونتعرض لمضايقات قائدي السيارات الأجرة والملاكي وخاصة الشباب منهم الأمر الذي يتطلب التدخل لعودة الرصيف للمشاة مرة ثانية فهو حقهم وليس حق أصحاب المحلات. والدة نورهان من جانبها قالت والله فعلا دي مأساة ولابد من تدخل المسئولين فأصحاب المحلات تطور لديهم الأمر بعدم الاقتصار علي استغلال الرصيف بل تعدي ذلك لاستغلال الشارع وعدم السماح لأصحاب السيارات من الركن أمامهم معتبرين ذلك يمنع عنهم أكل عيشهم. مشيرة إلي أن الأمر يتجاوز الاعتداء علي حق المشاة في الرصيف الذين لايجدون أمامهم سوي الشارع فيكون بذلك اعتداء علي حق قائدي السيارات في السير بالسرعة الطبيعة في الشوارع التي من المفترض أنها مخصصة لهم لا للمشاة. سألنا أصحاب بعض المحلات التي تشغل الرصيف أمامها فلم يستجيبوا للرد ورفضوا الحديث غير أن أحدهم ونحن ننصرف قال هنعمل إيه المحلات صغيرة وإيجارها غالي ونضطر لعرض بضاعتنا للمارة للترويج لها في ظل الغلاء الشديد الذي نعيش فيه هذه الأيام نافيا تماما أن يكون معتديا علي حق المشاة في السير الآمن معتبرا الرصيف أمام محله من حقه.