سيطرت نار الانتقام علي بسمة ذات العقود الأربعة وتحولت من امرأة هادئة مطيعة تخشي المشكلات إلي كتلة لهب تحرق كل من يقترب منها عقب اكتشافها خيانة زوجها مع صديقتها ثم خيرته بين الاعتذار أو الطلاق. لم يعتذر عن خيانته لزوجته وقرر العناد بل والانتقام ولم يجد وسيلة ينتقم بها من أم أولاده أفضل من الارتباط بأقرب صديقاتها ثم توجه للإقامة لديها عقب إتمام الزواج ولم يتوقف عند ذلك بل أرسل يدعو زوجته لمباركة عرسه الجديد علي صديقتها المقربة, فقررت الزوجة طلب الطلاق خلعا وأكدت أمام المحكمة تنازلها عن جميع حقوقها مقابل الهروب من جحيمه. كشفت بسمة تفاصيل مأساتها أمام خبراء مكتب تسوية المنازعات الأسرية بزنانيري مؤكدة أنها تنتمي إلي أسرة ميسورة الحال ووالدها يمتلك شركة للاستيراد والتصدير وخلال دراستها الجامعية تقدم الكثير من أهالي المنطقة وأقاربها وأصدقاء أشقائها لخطبتها ولكنها كانت ترفض غير مبالية بسخط وغضب عائلتها من رفضها المتكرر حتي قابلت محمد وهو أحد الموظفين بشركة والدها وتوسمت فيه خيرا ويوما وراء الآخر توطدت علاقتهما. قالت بسمة إن محمد كان يعمل موظف بشركة والدها ونسج حولها شباكه وظل يطاردها حتي تعلقت به ووافقت علي الارتباط منه رغم الفارق الكبير بينهما بالإضافة إلي رفض أشقائها, وتكفل والدها بنفقات ومستلزمات الزواج لأنه كان يعلم ظروف الزوج المادية السيئة ووفر شقة لهما للإقامة فيها وسجلها باسم الزوج حتي لا يجرح مشاعره وأخبره انه سيقوم بتقسيطها له وخصم ثمنها من راتبه علي20 سنة وعقب الزواج رفض أن يقوم زوج ابنته بدفع ثمنها واعتبرها هدية الزواج. أكدت بسمة أن والدها ضاعف راتب زوجها وعاشت في سعادة عدة سنوات رزقهم الله فيها بطفلين ولكن مع الوقت فوجئت بتغير طباع الزوج وأهمل بيته وأسرته وأولاده وكان دائم السهر فتحملت وصبرت والتمست له الأعذار, ثم انشغلت بمرض والدها ثم وفاته لتستيقظ علي صدمتها الكبري وهي اكتشافها علاقات زوجها النسائية المتعددة كان آخرها علاقته مع إحدي صديقاتها التي تعرف عليها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي. قامت بسمة بمواجهة الزوج بالحقيقة فأنكر واقسم بشرفه أنه لا يعرف امرأة أخري فواجهته بعقد زواجه العرفي الذي يحمل توقيعه وأرسلته لها زوجته الجديدة فتراجع واعترف به فحزنت علي كرامتها وحدثت بينهما مشادة كلامية قام علي أثرها بالاعتداء عليها بالضرب والإهانة وطردها من شقة الزوجية. عادت بسمة إلي منزل أسرتها ومعها ابناها وانتظرت توجه الزوج لصلحها ولكنه رفض وعاند وهددها فلم تجد أمامها سوي الشكوي لأشقائها الذين لم يعجبهم الوضع وقرروا الرد وقاموا باستدعائه وفوجئوا برفضه الصلح خلال الجلسة العرفية حيث اعترف بزواجه عليها فطلبوا منه التنازل عن الشقة والسيارة لزوجته وعندما رفض أجبروه علي ذلك ثم تركوه بعد أن طلبوا منه تطليقها. أكدت الزوجة أنها عقب ذلك قامت بتغيير مفتاح الشقة وأقامت عند أشقائها وركزت في دراسة أولادها لتفاجأ بعد4 أشهر تقريبا برسالة من زوجها يخبرها بزواجه ثم رسالة أخري يدعوها لزيارته بمنزل زوجته لمباركة عرسه لتكتشف أنه تزوج إحدي صديقاتها. لم تتوقف أفعال الزوج عند ذلك بل امتدت إلي قيامه بإرسال صوره مع زوجته الجديدة إليها ثم أرسل لها رسائل تهديد يطالبها بالتراجع عن قرارها بالانفصال فلم تجد أمامها إلا طريق محكمة الأسرة وتقدمت بدعوي خلع طالبت فيها الحكم بتطليقها من زوجها وتنازلت عن جميع حقوقها للهروب من جحيمه وقام خبراء مكتب التسوية باستدعاء الزوج الذي رفض الحضور وتقدم بدعوي طاعة.