أدان أهالي منطقة الدرب الأحمر الحادث الإرهابي الذي وقع أمس الأول بشارع االكحكيين, بالقرب من الغورية, واستنكروا وتبرأوا من الفعلة الخسيسة الغادرة لإرهابي جهول, جنده من لا دين لهم, فطمسوا عقله وقتلوا وعيه, مشيدين بتضحيات رجال الشرطة ودورهم في حفظ الأمن والتصدي للإرهاب, وأعلنوا استمرارهم في تحدي الإرهاب وكسره, فرحين بدور أمين الشرطة الشهيد البطل الذي أنقذ المنطقة من كارثة. زيارة االأهرام المسائيب لمكان الحادث كشفت عدة مفاجآت, منها أن الشهيد اتصل بأهله قبل الحادث بساعة, ليطمئن عليهم, وبين كلمات الرثاء والحزن التي توالت علي لسان والدته وزوجته, أعلنتا اعتزازهما برجولته وشهامته, وأكدتا أن أبو اليزيد مات بطلا, وكان يستشرف شهادته, حيث كان يعد ليعتمر مع والدته, وزملاء أبو اليزيد بقسم الدرب الأحمر بدورهم لم يتمالكوا أنفسهم, فاختلط إصرارهم وتمسكهم بدحر الإرهاب مع دموع الحزن وأمنيات الشهادة. وكشف شهود العيان وأهالي المنطقة زوايا أخري من المشهد, فسامح أحمد ا35 سنةب موظف بحي وسط القاهرة, أكد أنه كان متواجدا في موقع الحادث أثناء الانفجار, ويقوم بإصلاح دراجته البخارية, وفجأة سمع صوت الانفجار ثم النيران والدخان, فتوجه بصحبة جيرانه إلي مكان الانفجار, وقاموا بنقل المصابين إلي مستشفي الحسين, ثم قاموا بمساعدة رجال الشرطة في إغلاق المكان, حتي وصلت قوات الشرطة وخبراء المفرقعات. وقال محمد شعبان, من سكان المنطقة وأحد شهود العيان: إن الانفجار وقع الساعة التاسعة وربع بشارع الكحكيين, وخلف خسائر كبيرة في واجهات وشرفات المنازل المجاورة, بالإضافة إلي الشهداء والمصابين, وقال: إن الشهيد محمود أبو اليزيد كان يجهز لأداء العمرة, وعن تفاصيل الانفجار قال: إن الشهيد توجه مع قوة أمنية لضبط الإرهابي, وأثناء سيطرتهم عليه قام بتفجير نفسه, مما أسفر عن استشهاد أبو اليزيد وإصابة آخرين, وأشار إلي أن الإرهابي من أهالي المنطقة, وكان منعزلا علي نفسه وليس له أصدقاء أو أصحاب من أهالي المنطقة. وقال أحد أهالي منطقة الغورية: إن الإرهابي الحسن عبد الله, ينتمي إلي أسره إخوانية ووالده مختف منذ فترة والبعض برر اختفاء والده الدكتور عبد الله بسفره إلي إحدي الدول الأجنبية, والبعض الآخر قال إنه توفي منذ فترة, وأشار إلي أن الإرهابي كان لا يختلط بجيرانه ولا يتحدث معهم وخلال الفترة الأخيرة كان يختفي لفترات ويعود ليمارس حياته ويستخدم دراجته في الخروج والدخول للمنطقة وكان يضع اتوكةب في شعره وسماعة في أذنه وينعزل عن الآخرين. وقال عادل عبد الحميد(55 سنة) عامل زوج حلاوتهم زينهم إبراهيم(44 سنة) من المصابين, والتي تصادف مرورها وهي تحمل أكياسا بلاستيكية أثناء الانفجار, إن حالتها مستقرة وتعاني من كسور متفرقة ومحجوزة بمستشفي الحسين, وعن تفاصيل الحادث قال: إن زوجته توجهت الساعة الثامنة مساء لشراء االفينوب حتي تقوم بتجهيز سندوتشات لابنتهما الصغيرة في الصباح, بالإضافة إلي شراء بعض المستلزمات الأخري. وأوضح أن زوجته أثناء عودتها اتصلت به وبعدها بدقائق سمع دوي الانفجار فتوجه لاستطلاع الأمر ومساعدة المصابين, ففوجئ بزوجته ضمن المصابين, وأكد أن الأهالي قاموا بالاتصال بالإسعاف التي حضرت خلال دقائق لموقع الانفجار, وقاموا بنقل المصابين ومنهم زوجته إلي مستشفي الحسين, وأشار إلي أن الشهيد محمود أبو اليزيد أنقذ زوجته وضحي بنفسه من أجل أهالي المنطقة. وانتهي خبراء المعمل الجنائي الساعة الرابعة ونصف فجر أمس من رفع الأدلة الجنائية وتجميعها من موقع الانفجار, كما تحفظوا علي عينات من العبوة الناسفة التي كانت بحوزة الإرهابي أثناء ضبطه, تمهيدا لفحصها ونقلت سيارات الإسعاف الساعة الخامسة صباحا جثامين شهداء الشرطة وأشلاء الإرهابي إلي المشرحة لبيان سبب الوفاة وإعداد تقرير بالصفة التشريحية ويعكفون علي فحصها لإعداد التقرير الفني والكشف عن سبب الانفجار كما قام فريق من النيابة العامة بمعاينة موقع الانفجار والاستماع إلي شهود العيان.