يترقب المصريون اليوم مع العالم كله لحظة فارقة في تاريخهم حيث تعقد أول محاكمة في تاريخ مصر لرئيس سابق ونجليه ووزير الداخلية الأسبق وكبار مساعديه في قصاص لدماء الثوار والمتظاهرين الذين اخترقت رصاصات النظام رءوسهم وصدورهم إضافة إلي تهم بالفساد والقتل والتي تصل عقوبتها إلي الإعدام. ويقف المتهم محمد حسني مبارك مع باقي المتهمين خلف القفص الحديدي الذي تم تشييده بأكاديمية الشرطة وتكلف6 ملايين جنيه مع باقي تجهيزات القاعة التي تتضمن منصة للقضاة والمكان المخصص لفريق النيابة والشاشات التليفزيونية لنقل المحاكمة علي الهواء مباشرة. وقامت الأجهزة الأمنية بالتنسيق مع القوات المسلحة بوضع خطة أمنية موسعة لتأمين المحاكمة وتتضمن نشر أكثر من20 مدرعة ونحو3 آلاف من جنود وضباط الأمن المركزي, إضافة إلي كردون من جنود وضباط القوات المسلحة مع وضع خطة لمنع التكدسات المرورية بالمناطق المؤدية إلي الأكاديمية. ووفقا لما بثته بوابة الأهرام الالكترونية فإن خطة ترحيل الرئيس المخلوع تتضمن ترحيل مبارك من المستشفي حتي مطار شرم الشيخ مع فريق طبي ونقله من المطار في طائرة عناية مركزة لتهبط في مطار القاهرة ثم تنقله طائرة هليكوبتر حتي مقر أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس في السابعة, وعقب الوصول ينقل بكرسي متحرك إلي داخل قفص الاتهام قاطعا200 متر هي المسافة بين المهبط والقفص حيث تم تجهيزه بكرسي متحرك وسرير احتياطي للظروف الطارئة. وفور وصوله إلي القفص مع باقي المتهمين تبدأ مراسم الجلسة بالنداء علي المتهم الأول حسني مبارك وسيتم اثبات حضوره محبوسا ثم النداء علي علاء وجمال مبارك والهارب حسين سالم ثم يتم اثبات حضور حبيب العادلي وحسن عبد الرحمن وعدلي فايد وأحمد رمزي وإسماعيل الشاعر وأسامة المراسي وعمر الفرماوي, وبعد إتمام اثبات حضور المتهمين تقوم النيابة العامة بتلاوة قرار الاتهام في مواجهة المتهمين وسوف تقوم المحكمة برئاسة المستشار أحمد رفعت وعضوية المستشارين محمد عاصم بسيوني وهاني برهام بمواجهة الرئيس السابق بالتهم المنسوبة إليه وسوف يرد الرئيس السابق علي الاتهام المسند إليه بالايجاب أو بالنفي ويتم تدوين كل كلمة في محضر الجلسة ثم تواجه المحكمة كل متهم بالاتهامات المسندة إليه وتستمع إلي طلبات الدفاع الحاضر عن الرئيس السابق وسوف يتركز الدفاع حول تأجيل نظر الدعوي لحين استقرار الحالة الصحية للرئيس السابق, كما سيتم تقديم حافظة مستندات تفيد بأن الرئيس السابق يحتاج إلي رعاية صحية. ومن المقرر أن تقوم هيئة المحكمة بسؤال الفريق الطبي المرافق للرئيس السابق حول امكانية استمرار محاكمته وعقد الجلسات بما لايؤثر ذلك علي الحالة الصحية. ويدخل مراسلو وممثلو الإعلام من بوابة8 حيث سيكون الدخول بالتصريح ورصد الأهرام المسائي13 مدرعة عند بوابة8 مزودة بأجهزة للكشف عن المتفجرات والمعادن. وفي مفاجأة قال الدكتور هشام الشيحة وكيل وزارة الصحة للطب العلاجي إن الوزارة لم تتلق أي إخطارات حتي مساء أمس بتخصيص فريق طبي لمتابعة الحالة الصحية للرئيس السابق أو أي من المتهمين, وقال د.محمد فتح الله مدير مستشفي شرم الشيخ إن الحالة الصحية لمبارك مستقرة نسبيا وإن حالته النفسية سيئة جدا وتنتابه موجات من الاكتئاب علي فترات زمنية متلاحقة. وقد أولت الصحف العالمية اهتماما كبيرا بالمحاكمة, حيث ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية علي موقعها الالكتروني أمس أن الثورة المصرية ستصل إلي لحظة فارقة صباح اليوم لم تشهد لها مثيلا منذ الإطاحة بالرئيس السابق, بينما قالت صحيفة الواشنطن بوست إن محاكمة مبارك ستعيد للأذهان كيف تغيرت الأوضاع في مصر منذ تنحيه عن الحكم منذ6 أشهر وحيث إنها المرة الأولي التي سوف يشاهد المصريون رئيسهم المخلوع وهو يحاكم علي الهواء بعد عقود عديدة من ظهوره كزعيم تاريخي وبطل عسكري.
العفو الدولية: محاكمة مبارك يجب أن تكون نزيهة أعلنت منظمة العفو الدولية أن محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك يجب أن تكون محاكمة نزيهة شفافة وتكشف الحقيقة الكاملة بشأن عمليات القتل غير القانونية للمتظاهرين المناهضين للحكومة خلال الاحتجاجات الجماهيرية التي شهدتها مصر خلال ثورة25 يناير. جاء ذلك في بيان صادر امس عن منظمة العفو الدولية تلقت وكالة أنباء الشرق الأوسط نسخة منه قبيل مثول الرئيس السابق حسني مبارك ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وستة مسئولين آخرين أمام المحكمة اليوم الأربعاء بالقاهرة حيث يواجهون تهما تتعلق بالقتل العمد ومحاولة قتل المتظاهرين.. وأشار البيان الي أن المتهمين قد يواجهون- إذا أدينوا- عقوبة الاعدام. ونقل البيان عن مالكولم سمارت مدير منظمة العفو الدولية للشرق الأوسط وشمال افريقيا قوله: هذه المحاكمة تمثل فرصة تاريخية بالنسبة لمصر لمحاسبة الرئيس السابق وحاشيته المقربة علي الجرائم التي ارتكبت خلال فترة حكمه للبلاد. وأضاف لكي تكون هذه المحاكمة ذات مغزي في كسر سجل مصر في الإفلات من العقاب, فإنها يجب أن تكون نزيهة وشفافة ولا أقل من ذلك.. ويجب ألا تكون هذه المحاكمة عادلة فقط بل يجب أن يتم النظر اليها علي أنها عادلة من جانب أسر الضحايا الذين لقوا مصرعهم خلال الاحتجاجات.
معركة بالأسلحة النارية أمام مستشفي شرم الشيخ كتب محمد ربيع غزالة: عشية نقل الرئيس السابق مبارك للمحاكمة وقعت اشتباكات دامية أمام مستشفي شرم الشيخ الذي يرقد فيه مبارك, بين بدو وعمال وافدين من صعيد مصر, وأسفرت عن إصابة6 أشخاص بطلق ناري. وأكد الدكتور محمد فتح الله مدير مستشفي شرم الشيخ الدولي قبيل منتصف الليلة الماضية أن الرئيس السابق لا يزال في المستشفي حتي الآن ولم يتم نقله مشيرا الي أنه وصل إلي المستشفي الآن6 مصابين بطلق ناري وإصابات متفرقة بالقدم والصدر ومعظمهم حالتهم خطرة جراء الأحداث والاشتباكات الواقعة بين مجموعة من الصعايدة والبدو أمام مستشفي شرم الشيخ الدولي. وأشار الي أن3 من المصابين دخلوا غرفة العمليات وتم إجراء عمليات سريعة لهم لاستخراج الرصاصات الموجودة بأجسادهم. بدأت الأحداث أول أمس حينما قام عدد من البدو بإطلاق النار علي حي النور الذي يسكن فيه عدد من الصعايدة واستمر الضرب بكثافة حتي الفجر وعلي اثر ذلك قام عدد من الصعايدة أمس بإحضار رشاشات وقاموا بالاعتداء علي بعض البدو وتخريب ممتلكاتهم واستمرت الاشتباكات حتي مساء أمس ولا علاقة للموضوع بالرئيس المخلوع مبارك. وعلي صعيد آخر أكد شهود عيان أن مبارك لايزال في مستشفي شرم ولم يغادره حتي ساعة متأخرة من مساء أمس.