بين صرخة البسطاء الذين يعيشون تحت خطر شبكات الضغط العالي وبين صمت مسئولين يدركون حجم الكارثة ولايملكون آليات تفاديها تأخذ المشكلة كل يوم أبعادا أشد خطورة. هذا بخلاف المخاطر الناجمة عنها مثل سرطان المخ والدم وأمراض الجلد والعيون الأهرام المسائي التقت عددا ممن قادتهم أقدارهم للعيش تحت رحمة خطوط الضغط العالي. في البداية يقول محمود سليمان أحد أهالي مصر القديمة نعيش في قلق وخوف دائمين من ملامسة تيار الضغط العالي لمنازلنا وما يشكله من تهديد مباشر للجميع في حال سقوطه فجأة. وأضاف قائلا: حان الوقت لتغيير مسار الاسلاك التي أصبحت متهالكة وطالب شركة نقل الكهرباء وشركة مصر العليا لتوزيع الكهرباء بصيانة خطوط الضغط العالي تفاديا لوقوع كارثة. مستغربا في الوقت نفسه من ضعف جانب التوعية من قبل الشركات المعنية من خطورة الاقتراب من مصادر الضغط العالي التي أصبحت الطابع المميز لكل منطقة. ويوضح محمد اسماعيل أن الوقت قد حان لاعادة النظر من قبل شركات الكهرباء في خطوط الضغط العالي التي مضي عليها أكثر من30 سنة دون صيانة, مستشهدا بالواقع المؤلم للكثير من الاصابات والحرائق التي تسببت فيه سقوط اسلاك الكهرباء فوق البيوت وفوق المزارع اضافة إلي انفجار بعض محولات الكهرباء. فيما يقول جمال عدب من حلوان نتعرض يوميا لمخاطر مرور كابلات وخطوط الكهرباء الضغط العالي من فوق المنازل مما يعرض الأهالي إلي خطر الموت, مؤكدا أن هذا الوضع مستمر منذ عشرات السنين وبالرغم من طرق ابواب المسئولين لم نجد مغيثا للنكبة التي نعيشها يوميا, ويشير إلي أن أكثر من5 الاف مواطن يقطنون1000 منزل يطالبون بتعديل مسار الخط ليبتعد عن منازلهم. وتقول وداد زكي من فيصل إن الذي نعرفه أن معظم بلدان العالم لديها من الخطط الخمسية في مجالات التنمية ولا نعرف أن شركات الكهرباء في مصر مثلا لديها استراتيجية لمد كابل الضغط العالي أو كابل التيار الكهربائي للمنازل بالمواصفات العالمية رغم أنها الأقل تكلفة والأكثر أمانا, ويستكمل قائلة اننا إذا نظرنا لواقع الأمر الحاصل في وضع كابلات الكهرباء وخصوصا الوضع العشوائي فإننا نشاهد أن أغلب شوارع مصر أصبحت مثل شبكة العنكبوت حيث تتداخل الاسلاك مع بعضها البعض مرورا فوق أسطح المنازل وعلي جوانب الطرق. مطالبا شركة الكهرباء بتشكيل لجان لدراسة وحصر جميع المواقع القريبة من المنازل خاصة التي تخترقها خطوط تيار الضغط العالي منعا لحدوث الخطر. ويقول عبد الحميد ناصر من سكان عين شمس ان الأهالي يعيشون في قلق بسبب انتشار أسلاك وأعمدة الضغط العالي بين منازلهم خوفا علي حياتهم وحياة ابنائهم من تساقط أسلاك الضغط العالي عليهم مشيرا إلي أن هناك منازل لا تبتعد عن الأسلاك سوي5 أمتار وهو أقل حد مسموح به لمخاطر الأسلاك ومطالبا باستبدال كابلات الضغط العالي من فوق المنازل بكابلات أرضية قبل وقوع كارثة ويقول محمد عبد الهادي إن شركات الكهرباء بمصر بقيت في برجها العاجي ملتزمة الصمت تجاه كابلات الضغط العالي المنتشرة في المناطق ورغم جهودنا المبذولة في سبيل استنطاق مسئوليها عن الوضع الراهن وعن خططها المستقبلية لمعالجة المشكلة إلا اننا لم نوفق في الرد رغم المخاطر الكثيرة والاتصالات العديدة وكأنها رسالة مفادها اننا لا نملك تغيير الواقع وعلي المتضرر اللجوء للقضاء. ويقول فاروق طلعت طالبنا شركة نقل الكهرباء بتغيير مسار كابلات الضغط العالي, موضحا أن الأسلاك التي تمر فوق البيوت تمثل خطرا كبيرا لأنها حرمتني من تعلية المنزل وأضاعت علي الاستفادة من الأرض التي بجوار منزلي. ويطالب أحمد محفوظ محام من مصر الجديدة بسرعة تغيير الكابلات الهوائية التي تغطي المنازل, معتبرا أن وجود الكابلات فوق المنازل يصيب الاطفال بالموجات الكهرومغناطيسية وحدوث حرائق مؤكدا انه سيتقدم ببلاغ لحل المشكلة وأشار لتزايدها, وتساءل ماذا تنتظر شركات الكهرباء لو حرق شارع بأكمله وهل المواطن أصبح بالنسبة لهم أرخص شيء في مصر؟ ويقول الدكتور عبد الهادي مصباح أستاذ المناعة وزميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة لا شك أن المجال الكهربائي الذي ينتج من أسلاك الضغط العالي ما بين1000 إلي7000 فولت له تأثيرات خطيرة من الممكن أن تؤثر علي الحامض النووي للخلية البشرية, فضلا عن تسببها للكثير من الأمراض مثل سرطان المخ والدم والغدد الليمفاوية, بالاضافة إلي بعض الأعراض التي تؤثر علي أجهزة الجسم المختلفة ومنها الجهاز المناعي وأمراض المناعة الذاتية كاروماتيد والزئبة الحمراء وغيرها من الأمراض والاشعاع الكهرومغناطيسي غير المتأين الذي يصدر عنها إلي جانب بعض الأعراض الضارة التي تنتج علي المدي البعيد مثل الصرع ونقص كفاءة جهاز المناعة دون سبب وحدوث حالات من الاجهاد دون سبب واضطرابات المزاج العام والنوم. ويطالب الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من الكابلات أو أسفل خطوط الضغط العالي بالمتابعة الدورية في المستشفيات وتحليل عينات الدم لأن اصابة الاطفال أقل من3 سنوات بخطر الاصابة يؤدي إلي وفاتهم خاصة وأن عدد الجزيئات الناقلة لملوثات السرطان في الهواء تكون مكثفة في محيط قدره حوالي500 متر من كابلات الكهرباء وخطوط الضغط العالي, فضلا عن أن التلوث الكهرومغناطيسي الذي تسببه ابراج الضغط العالي يؤثر علي المواد البروتينية الموجودة في شبكة العين مما يسبب التهابات مزمنة ولها تأثيرات خطيرة علي صحة الأجنة والتشوهات الجنينية وتسبب سرطان الثدي وتدمر البناء الكيميائي للجسم وتعطل الخلايا وافراز الانزيمات وتسبب الاضطرابات الدماغية وطالب شركات الكهرباء بوضع الابراج خارج الكتل السكنية ووضع لوحات تحذيرية تحذر الأشخاص من الاقتراب منها وتحديد مستوي الأمان. ويشدد علي مسئولي البيئة بضرورة عدم السماح ببناء مساكن أو مدارس إلا علي بعد مناسب من هذه الأسلاك, كما ينبغي عدم التعرض لتلك الموجات لفترات طويلة خاصة الأطفال.