تعاني36 قرية بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية من الموت عطشا نتيجة افتقادهما لقطرة مياه نظيفة, حيث لم تدخل المياه إلي قراهم حتي الآن بسبب إهمال المسئولين, وتضارب الاختصاصات, وتبادل الاتهامات بين مسئولي المحافظة وشركات مياه الشرب والوزارات المعنية عن ضياع المبالغ المخصصة لتمويل مشروعات هذه القري, والنتيجة هي استمرار معاناة المواطن البسيط بحثا عن مياه الشرب, وغرق منازل هذه القري داخل برك الصرف الصحي, وهو ما يعني بالطبع انهيار الطرق بالقري والعزب المؤدية إلي قري الحسينية التي أهدرت ملايين الجنيهات عليها دون رقيب أو حسيب. يقول السيد رحمو: إننا كمواطنين من هذه القري نعاني رحلة عذاب يومية علي طرق القرية التي لا تصلح للسير عليها برغم الكثافة المرورية العالية من العمال والفلاحين والطلاب, ناهيك عن الحوادث التي تقع نتيجة سوء هذه الطرق التي تاهت بين الاعتمادات المالية الغائبة وتصريحات المسئولون الوهمية, وعلي سبيل المثال طريق الحسينية ثان الذي يمر بعدة قري وطوله لا يزيد علي7 كيلومترات عجز المسئولين عن رصفه أو إنارته, وكذلك طريق بحر البقر سعود, وطريق الحسينية سعود, التي تمت تغطيتها بطبقة زلطية منذ سنوات ولم يتم رصفها حتي الآن, كما أن هناك طريقا رئيسيا يربط الشرقية بثلاث محافظات ومازال طريقا ترابيا من اتجاه المحافظة. ويضيف جمال أبوالريش أن مشكلة مياه الشرب أصبحت مزمنة وليس هناك بارقة أمل في حلها, خاصة أنها مشكلة أكثر من36 قرية بمركز الحسينية, وهو ما يضطرنا إلي شراء المياه من السيارات الفنطاس, وهو الأمر الذي أدي إلي أن مركز الحسينية سجل أعلي نسبة إصابة بالفشل الكلوي والكبدي, وازدحمت بهم مستشفيات الحسينية وفاقوس والمنزلة, ومعظم المصابين من الشباب. ويوضح كمال المليجي أن المياه الواصلة إلينا من محطة شعفورة مأخذها غير صالح, وهي خاضعة للمناوبات, لذلك فإن المياه تكون مالحة دائما ومحملة بالطحالب ومنذ عام صدر قرار بتعديل مأخذ هذه المحطة إلي ترعة أبوكبير ولم يتم تنفيذ ذلك حتي الآن. أما منال السيد فأكدت أنه لا يوجد بمعظم قري الحسينية مشروع للصرف الصحي, لذلك فالقري عائمة علي بركة من الطرنشات التي يمكن أن تؤدي إلي انهيار منازلهم, ويقوم الأهالي يوميا بإزالة المخلفات والكسح من الطرنشات, بينما يضطر باقي المواطنين إلي إلقاء المخلفات بالترع أو الأراضي الزراعية وذلك في غياب المسئولين, وعلي الرغم من بدء العمل منذ15 عاما في محطة الصرف الصحي إلا أن المشروع مازال في طي النسيان, وأصبحت قري الحسينية بعيدة عن خريطة مسئولي محافظة الشرقية.