سبع سنوات مرت دون كلل او ملل بحثت خلالها أسرة الشاب محمد فتوح محمد(31 سنة) ابن قرية العجرمة التابعة لمركز المحلة الكبري عمن يخفف آلامهم ويكون سببا في عودة الحياة الي اطراف محمد الأربعة التي فقدت الحركة كما فقد النطق والقدرة علي التعبير بالكلام او الاشارة لما يعانيه, ومازال, منذ أن اصيب في حادث وهو يبحث عن لقمة العيش خارج وطنه, خاصة بعد ان باعوا كل غال ورخيص ولم يبق لهم من أمل سوي باب السماء الذي لايغلق ابدا كان محمد فتوح قد حصل علي دبلوم التجارة مثل العديد من أقرانه ولأنه وحيد أسرته لم يكن امامه سوي ان يبحث عن فرصة عمل او سفر يستطيع من خلالها ان يبني بيتا ويكون شابا صالحا نافعا لنفسه ومجتمعه خاصة انه ينتمي الي اسرة بسيطة ليس لها من حطام الدنيا الا الستر والأمل في ان تري ابنها الوحيد مثل كل شباب قريته حيث سافر محمد وعمل بقطاع البناء والمعمار وشعر بأن دعوات والديه قد استجيبت إلا أن الدنيا ضنت عليه بمجرد الحلم بتحقيق ما سافر من أجله فوقع من فوق( السقالة) وهو يبني ويعمر ليصاب بكسر في الفقرات العنقية وتهتك بالنخاع الشوكي العنقي ويعود ادراجه علي كرسي متحرك باحثا عن الأمل في العلاج والشفاء من شلل رباعي وتدهور في وظائف التنفس, بالاضافة الي فقد نعمة النطق. والد محمد يحكي عن رحلة البحث عن علاج فيقول: ذهبنا به الي مستشفي عين شمس التخصصي وتم اجراء العديد من العمليات الجراحية والتي تكلفت اكثر من170 ألف جنيه ساهمت وزارة الصحة بجزء وتحملنا الجزء الآخر بعد أن بعنا كل مالدينا من حطام الدنيا لنعالج زهرة الشباب واملنا في هذه الدنيا كلها, حيث تم اجراء جراحة ميكروسكوبية لاستئصال الفقرة العنقية المكسورة ورفع الضغط من الحبل الشوكي وتثبيت العمود الفقري بشريحتين احداهما عظمية والاخري معدنية ومسامير إلا أن محمد لم يزل قعيدا علي هذا الكرسي المتحرك ويضيف والدة: اخذنا نجري به من طبيب الي آخر ومن مستشفي الي اخر إلا أن الجميع اكدوا انه يحتاج الي عملية زرع نخاع شوكي ليعيد الحياة الي اطرافه الأربعة والنطق الي لسانه فلجأنا الي كل البرامج التليفزيونية والجمعيات الخيرية لتوفير قيمة هذه العملية التي تبلغ نحو300 الف جنيه ومازلنا بعد7 سنوات من البحث والانتظار في أمس الحاجة الي من يمد لنا يد العون حيث عجزت جهودنا من البحث خاصة بعد ان نهشت الامراض جسد كل من والدته ووالده واصيب كل منا بامراض العصر: الضغط والسكر وغيرهما من امراض الشيخوخة وفي كلمات متقطعة تحمل نبرات الحزن والألم مختلطة بدموع الدعوات تقول والدته: لم نعد قادرين انا ووالده علي ان نحمله حتي دورة المياه لقضاء حاجته كما لم يعد لدينا مانبيعه لكي نجري له عملية زرع النخاع الشوكي, وكلنا أمل في الله سبحانه وتعالي ان يرزقنا بمن يخفف عنا آلامنا ويكون سببا في شفاء فلذة كبدنا الذي خرجنا به من هذه الدنيا حتي يتم اجراء العملية له في احد المراكز او المستشفيات الطبية المتخصصة علي يد علماء واطباء مصر الذين نفخر بهم من أجل ان تدب الحركة في اوصال محمد من جديد, ويعود اليه الأمل في حياة جديدة مثل كل الشباب, خاصة انه لم يعد لدينا شيء ننفقة علي علاجه, إلا الصبر علي البلاء والدعاء لرب السماء الذي نسأله ان يكون فرجه قريبا.