لاتزال الصحراء الشرقية في البحر الأحمر تبوح بأسرارها وخيراتها العديدة المتنوعة وتواصل عطاءها لمصر.. ومؤخرا نجحت اللجان التي شكلها المهندس مجدي القبيصي محافظ الإقليم من مسئولي مشروع المحاجر في اكتشاف العديد من المواقع الجديدة التي تحتضن المواد المحجرية الهائلة علي عكس ماكانت الأبحاث السابقة تورد في تقاريرها. وأعلنت اللجان أن الصحراء الشرقية تحتوي علي أكثر من3300 كيلو متر مربع من خامات الرخام ذات الجودة العالمية بالاضافة الي العديد من المواد المحجرية الأخري.. ويقول محمد مصطفي المشرف علي مشروع المحاجر بالبحر الأحمر إنه وخلال هذا الشهر تمكنت إحدي اللجان من إكتشاف5 مناطق جديدة تضم نوعين من الجرانيت هما جلد النمر وفيردي بمنطقة غرب طريق القصير مرسي علم وقال: إن لجنة أخري من المشروع كانت قد اكتشفت منطقة أخري تحتوي علي كميات هائلة من الرخام بوادي أسخر بطريق الكريمات رأس غارب وهو من نوعية الرخام الأبيض المتميز وأشار المشرف علي مشروع المحاجر إلي منطقة أخري تسمي خشم الرقبة بصحراء مدينة رأس غارب حيث وحسب قوله تعتبر منطقة خصبة لمجتمع صناعي كبير في ظل وجود العديد من المحاجر التي تقوم بإستخراج هذه الخامات المتميزة من الرخام الوردي والكريمي والأسود والأخضر وغيرهما. ويتطرق اللواء سعد الدين أمين رئيس الوحدة المحلية لمدينة رأس غارب للحديث عن الأسباب التي تعيق إنشاء منطقة صناعية لتتولي تصنيع هذه الخامات ويقول أن روتين وزارة الصناعة كان وراء عدم إنشاء هذه المنطقة بعد موافقة المهندس مجدي القبيصي علي تخصيص ثلاثة آلاف فدان بصحراء المدينة منذ أكثر من عام ولكن الي الآن يتم نقل خامات الجرانيت في شكل كتل صخرية من منطقة خشم الرقبة الي منطقة شق الثعبان بحلوان لتصنيعه وتصديره للخارج في الوقت الذي يتم فيه تصدير كميات كبيرة من الخامات الي الصين وإيطاليا ودول الخليج لاستخدامها في أغراض الزينة والتجميل وأرضيات المنازل والقصور ويوضح إن هذه المنطقة تحديدا تضم نحو160 محجرا للرخام والجرانيت و23 محجرا للرمال البيضاء و12 محجرا للجبس و5 محاجر لكسر الرخام بالاضافة إلي كميات هائلة من خامات ملح الطعام. ويقول محمد رفيع أحد أبناء مدينة رأس غارب إن إنشاء منطقة صناعية بنطاق المدينة مطلب يعود إلي عام1981 حيث تمت موافقة المحافظ السابق الفريق يوسف عفيفي عليها ثم تجدد هذا الطلب علي يدي المحافظ الحالي مجدي القبيصي الذي قام بتخصيص الأرض اللازمة كما أن هناك ميناءين بحريين من الممكن أن يخدما المنطقة لتصدير المنتجات ويقترح نقل منطقة شق التعبان الي هناك نظرا لوجود الخامات مطالبا الهيئة العامة للتنمية الصناعية بخطوات فاعلة لتحقيق الهدف من إقامتها وطرحها أمام المستثمرين ويحذر من وجود عدد من المحاجر غير المرخصة التي تمثل استنزافا غير شرعي للمواد المحجرية الموجودة مقترحا أيضا بتعديل قانون المناجم والمحاجر الذي يشمل مواد عفا عليها الزمان. وبعيدا عن هذه المميزات غير المسبوقة لمناطق صحراء البحر الأحمر الشرقية فإن وجود هذه المنطقة الصناعية سيؤدي الي توفير فرص عمل جديدة وتقضي علي احتكار نشاطي البترول والسياحة. علي الدخل القومي للمحافظة خاصة وأن كليهما يتعرض لأزمات تجعلنا نفكر في ايجاد نشاط اقتصادي جديد بإستغلال الثروات المحجرية والمنجمية الموجودة بدائرة المحافظة.