تشهد أزمة الأسمدة الزراعية بالأقصر تفاقما حادا يوما بعد آخر, الأمر الذي يعرض المزارعين لأضرار كبيرة جراء ارتفاع أسعارها بشكل خيالي خاصة النترات لتصل إلي130 جنيها بدلا من75 جنيها واليوريا ليصل سعرها180 جنيها بدلا من77 جنيها مما يمثل خطرا كبيرا علي محصول القصب و الموز في الأقصر. رغم وعود المسئولين بتوفير كميات كافية لتلبية الاحتياجات فإن الأزمة مازالت قائمة, ويشكو الفلاحون من نقص الإمكانات والمستلزمات الزراعية وارتفاع أسعارها للضعف في هذه الفترة, فهل هي أزمة موسمية لارتفاع الطلب عليها أم نقص الأسمدة وغيرها, لذلك التقت الأهرام المسائي بالفلاحين والمسئولين لنتعرف منهم علي أسباب الأزمة وكيفية علاجها. يقول صلاح محمود مزارع أن سعر شيكارة السماد ارتفع إلي140 جنيها في السوق السوداء, عددا من الفلاحين اضطروا لشرائها فيما تعذر ذلك علي الباقين لارتفاع ثمنها, ونعاني أشد المعاناة في الحصول علي الأسمدة و أضاف أن البنوك الزراعية تقوم بصرف الأسمدة بإجراءات روتينية كثيرة مما يدفع المزارعين إلي التوجه للقطاع الخاص لمرونة الإجراءات,و, لذا نطالب بالتدخل لحل المشكلة وإنقاذ الزراعات, ويضيف جمال عزب( مزارع) إلي أن بعض ملاك الأراضي يستغلون الحيازات الزراعية ويحصلون علي حصصهم من الأسمدة سواء من البنك أو من الجمعيات الزراعية ولا يعطونها للمستأجر ويطالب بتشديد الرقابة والتأكد من أن الكميات المنصرفة للمزارع يستخدمها في زراعة أرضه بالفعل, ويشير عبد المحسن أبو الحجاج مزارع إلي ضرورة ندب عدد من الموظفين للجمعيات الزراعية ليقومون بعملية الصرف لعدم مقدرة موظف واحد من صرف الأسمدة الخاصة بأكثر من14 ألف حيازة في القرية, وطالب بمراجعة الحيازات المضروبة والتي يحصل أصحابها علي الأسمدة بدون وجه حق كما طالب بعمل حملات منتظمة علي التجار الذين يبيعون الأسمدة في السوق السوداء استغلالا للازمة الحالية. من ناحية أخري أكد الدكتور أحمد الكتاتني, وكيل وزارة الزراعة بالأقصر, أن هناك بالفعل نقصا شديدا في السماد الكيماوي و ذلك يرجع إلي نقص حصص المحافظة من السماد, حيث أنه من المفترض ان تكون حصة المحافظة في شهر ابريل10 آلاف طن و في شهر مايو15 الف طن و ما وصل فقط من بنك التنمية و الائتمان الزراعي11 ألف طن للشهرين أما عن شهر يوليو الحالي كان من المقرر صرف10 ألاف طن إلا أنه لم يصرف إلا3 آلاف طن فقط مما يمثل خطرا كبيرا علي محصولي القصب و الموز. وأضاف الكتاتني أنه قام بإرسال أكثر من خطاب لأكثر من هيئة زراعية لمحاولة صرف باقي الحصص و لكن بدون جدوي وأشار الكناتني أن المزارعين أنفسهم يسرفون بشكل مبالغ في استخدام الأسمدة, و عن الأسمدة التي تباع بالسوق السوداء قال الكتتاني, لم نعرف مصادر حصولها علي الأسمدة و نعلم جيدا تباع في السوق السوداء بأسعار خيالية. وأضاف الكتاتني أن الحل الأمثل للانتهاء من تلك الأزمة هو استخدام الأسمدة العضوية بدلا من الكيماوية و التي تصنع من مخلفات الزراعة تعتبر تلك عملية بسيطة و لا تكلف المزارع شيئا.