أكد محمد حماد مؤلف ومخرج فيلم أخضر يابس أنه استلهم فكرة الفيلم عندما قرأ بحثا عن السمك الذي يحافظ علي وجوده بدون تزاوج وتساءلت هل الإنسان يستطيع أن يكمل الحياة معتمدا علي نفسه. جاء ذلك خلال الندوة التي أقيمت أمس للفيلم في إطار فاعليات مهرجان السينما الكاثوليكي في دورتة ال66, بحضور أبطال وصناع الفيلم وأدارها السيناريست عاطف بشاي. وأضاف أن ما شجعه علي كتابة الفيلم الطبقة تحت المتوسطة التي بدأت تتأكل وسط خشونة المدينة وأصابتهم بالعزلة والوحدة, وحول أن بطلة الفيلم تعاني من الصمت التام وسط كل ما تتعرض له من ألم قال حماد: أحيانا العنف المكتوم يصبح أكثر حدة من الصراخ العالي والأصعب من ذلك اعتياد القهر. فيما أكدت بطلة الفيلم هبة علي أنها كممثلة احترمت فكرة الصمت الذي يكون أحيانا أكثر تعبيرا من الكلام, مشيرة إلي أن المخرج لم يوجهها إلي شيء بعينه في هذا الدور وكان طلبه الوحيد ألا تمثل دور ايمان بقدر ما تتعايش معه, وأضافت أن نظرات إيمان جائت انعكاسا لكل معاناتها. واستكمل حماد قائلا: أريد أن أتوجه بالشكر للفنانين الذين أفادوني في هذه التجربة وبالمناسبة ليس جميعهم أقربائي كما تناول البعض مؤخرا, أما بالنسبة لإيمان وهبة بطلتي الفيلم فهما صديقتان شخصيتان وذلك مثل لي نقطة قوة مفادها الشغف الذي تحقق طول مدة ال9 أشهر هي عمر بروفات الفيلم, وعندما فوجئت بتفاصيل العمل سهل لي مأمورية الاستعانة بوجوه جديدة من أصدقائي وأقاربي. فيما أكد السيناريست عاطف بشاي أن هذا الفيلم شديد الجرأة ومخالف للأشكال التقليدية بالسينما المصرية, لكن يلقي ظلالا علي شرائح من الشباب الذين فقدوا كثيرا من حقوقهم مثل الزواج في ظل قسوة المجتمع, مشيرا إلي أن البطلة أفقدت عزريتها بنفسها بسبب الغربة الخانقة والإحساس بالرتابة والملل في إشارة لأبعاد نفسية وفلسفية. وقال جوني أكرامي المشارك في الفيلم وفي نفس الوقت عمل خلف الكاميرا كمساعد مخرج, إن السينما المصرية تعاني من عدم التنوع الذي تشهده السينما الإمريكية لذلك نجح أخضر يابس في أن يكسر القاعدة ويقدم فلما مختلفا خارج الصندوق, متوجها بالشكر إلي إدارة مهرجان السينما الكاثوليكي الذي تبني فكرة التنوع في اختيار الأفلام المشاركة. وقالت المنتجة خلود سعد إنها تحمست لهذا الفيلم منذ أن كان مجرد فكرة, مشيرة إلي أنها لم تتحمل عبء الإنتاج وحدها بل شاركها كل من محمد حفظي والمنتير محمد الشرقاوي والمخرج محمد حماد, واضافت أن مراحل الفيلم كانت صعبة جدا خاصة أن المخرج لا يرضي بأنصاف الحلول لذلك استمررنا في معاينة العديد من أماكن التصوير وكذلك اجراء كاستج ل66 شخصية لنختار من بينهم بطلتي الفيلم.