توقفت خلال الأيام القليلة الماضية أمام عدد من المشاهد الرائعة, التي أقل ما يمكن أن توصف به, أنها مواقف عظيمة, شجاعة, مؤثرة, شامخة, أولها: توجه كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بالشكر إلي مصر ورئيسها, والدبلوماسية المصرية التي وقفت ضد القرار الأمريكي الخاص بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بكل صلابة, ضاربة عرض الحائط بتهديدات ترامب وتصريحات مندوبته نيكي هايلي في الأممالمتحدة, ولولا الفيتو الأمريكي لحصل مشروع القرار المصري علي موافقة مجلس الأمن. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل صوتت مصر لصالح فلسطين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة, مما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن مصر أصبحت رقما صحيحا في المعادلة الدولية وأنها تمتلك قرارها وحريتها, وفقا لما يمليه عليها ضميرها, ولم تعد تدور في فلك أي قوة عظمي مهما كانت, وأن مصالح مصر والدول العربية في المقدمة, وفوق أي مصالح أو أهداف أخري, وأن مصر باتت دولة قوية تبني وتعمر بسواعد أبنائها, وأنها تسير علي الطريق الصحيح, وأنها في طريقها إلي الاعتماد علي نفسها, بعيدا عن المساعدات من هنا أو هناك, رافعة شعار, فلتذهب المساعدات إلي الجحيم, طالما أنها ستنال من كرامة وحرية واستقلال قرارها. وثانيها: تقديم الرئيس عبد الفتاح السيسي ابن الشهيد منسي لرفع ستار كوبري والده العائم بقناة السويس, في لفتة إنسانية غير مسبوقة, تقف الكلمات عاجزة عن وصف روعتها, في دلالة واضحة عن أن مصر العظيمة لا ولن تنسي شهداءها الأبرار, وأنها ترعي وتحافظ علي أبناء الشهداء, وإنهم في عقل وقلب وضمير الوطن, وأن هذه المشروعات التي تخلد ذكراهم, لمسة وفاء وعرفان بفضلهم وتضحياتهم العظيمة في سبيل الوطن. وتجلت عظمة مصر في إطلاق اسم الشهيد أبانوب جرجس علي الكوبري الآخر بالإسماعيلية, مما يؤكد أن مصر الحضارة والتاريخ والإنسانية لا تفرق بين أبنائها مسلمين كانوا أو مسيحيين, فكلهم مصريون حتي النخاع, وأن مصر لا تعرف علي مدي تاريخها التعصب الديني أو المذهبي فهي بلد السلام والأمن والتسامح والتعايش بين الأديان والحضارات. ومن بين المشاهد المؤثرة, لحظة خروج ماكينة الحفر العملاقة بعد انتهائها من حفر النفق الرابع أسفل قناة السويس, بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وجه الشكر للقوات المسلحة التي نفذت أنفاق قناة السويس في الوقت المحدد, فكل التحية والتقدير للقوات المسلحة المصرية التي تحارب الإرهاب وتحمي الحدود وتحافظ علي مقدرات الدولة المصرية, وفي الوقت ذاته تشارك مؤسسات الدولة المختلفة من وزارات ومحافظات وشركات قطاع أعمال وخاص في تغيير شكل الحياة علي أرض مصر, بإقامة المشروعات القومية العملاقة التي كان آخرها أنفاق قناة السويس, ناهيك عن إقامة المحاور المرورية الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة, ورصف الآلاف من الكيلومترات التي تربط عواصمالمحافظات والمدن الرئيسية بمدن أخري. وثالثها: تدشين الرئيس السيسي بالإسماعيلية أكبر سفينة للخدمات البترولية علي مستوي الشرق الأوسط السفينة أحمد فاضل, والتي تتميز بقدرتها علي المناورة وسرعة رد الفعل, كما أنها مجهزة لحمل غواصات الكشف والتحكم في خطوط البترولROV تحت سطح البحر لعمق2000 متر, مما يؤكد أن مصر تأخذ بكل أسباب العلم والتكنولوجيا, وأنها تسير بخطي ثابتة نحو التقدم. هذه المشاهد السابقة وغيرها تؤكد أن مصر تسير علي الطريق الصحيح نحو الاستقرار والتقدم الاقتصادي, وأن الرئيس السيسي يدشن مرحلة جديدة من البناء والتنمية من خلال المشروعات القومية العملاقة التي تم تنفيذها, أو تلك التي يجري تنفيذها علي قدم وساق في جميع ربوع المحروسة.