كانت الأحداث في اليمن تسير في خطي متشابهة الإيقاع منذ أن بدأت الاحتجاجات الثورية والتي دخلت شهرها الخامس الآن ضد الرئيس علي عبدالله صالح... قبل أن تتغير فجأة ودون توقع لتنحرف إلي مسار سياسي آخر بعد اصابة الرئيس صالح ومغادرته اليمن للعلاج في السعودية من إصابات أكدت جميع التقارير شدة خطورتها لدرجة قد تجعله عاجزا عن قيادة البلاد مرة أخري. الشكوك تدور حول مدي صحة هذه الاصابات والمقصود هنا.. هل أصيب صالح أم هي اصابات سياسية للهروب من وطأة الضغوط الدولية والداخلية عليه لنقل السلطة للثوار والدخول في معترك محاكمات ولعائلته. إذا افترضنا أن يتمارض لكسب الوقت والاستمرار في ملعب السلطة مع المعارضة لحين تدبير سيناريو آخر غير المبادرة الخليجية التي استخدم فيها المناورة اكثر من مرة, فآخر الأنباء تشير الي أنه سيعود بعد غد وسنري ما جعبته من جديد. أما إذا كان قد أصيب فعلا ولن تسمح له السعودية بالعودة من جديد, فسيختفي صالح من ساحة المعركة ويظهر أمامنا جنودا جددا لهم نفس الطموح السلطوي والمدافعين عنه إلي الرمق الأخير منهم: الفريق عبدربه منصور هادي: نائب الرئيس اليمني, والمفترض أنه من يدير البلاد حاليا ويبدو أنه المنفذ الوحيد الآن أمام المعارضة للتخلص من صالح وبدء عهد جديد. أحمد علي عبدالله صالح: الابن الاكبر للرئيس اليمني ومن دارت حوله شكوكا عديدة لخلافة أبيه قبل بدء الاحتجاجات, وسرعان ما لجأ صالح لنفي الخطوات كنوع من التهدئة مع بدء الاحتجاجات. انتخب نائبا عن صنعاء في البرلمان في عام1997 وعين قائدا للحرس الجمهوري في عام2000. علي صالح الأحمر: الأخ غير الشقيق للرئيس اليمني من أمه وكان يتولي قيادة الحرس الجمهوري قبل أن يحل ابن صالح الاكبر محله, وشغل بعد ذلك منصب الملحق العسكري للسفارة اليمنية بواشنطن ومدير مكتب رئيس الاركان. طارق ويحيي وعمار محمد عبدالله صالح: أبناء الأخ وقد تولوا قيادات أجهزة الأمن والمخابرات من الذين أعدوا أنفسهم علي رأس التوقعات بنقل السلطة اليهم. وقد تولي يحيي قيادةأجهزة الأمن المركزية وقوات مكافحة الإرهاب, كما تولي طارق قيادة الحرس الجمهورية الخاص بينما تولي عمار قيادات قوات الأمن الوطني. تعاون كلا من عمار ويحيي مع الولايات ا لمتحدة في مجال مكافحة الارهاب ويعتقد كثير من اليمنيين أن وجودهم اساسيا في هذه الفترة الانتقالية, كما أنهم منالمقبولين دوليا واقليميا. كل هؤلاء لاعبون جدد في ملعب السياسة اليمنية, لكن التنافس التاريخي بين الرئيس اليمني وعائلات الأحمر اتخذ منعطفا مغايرا عندما اعتبروا انفسهم منافسين ورئيسيين في عملية نقل السلطة. وكانتالمشاحنات القديمة تتندرج في مجرد دعوات لصالح بالاستقالة, إلا أن التطورات الاخيرة دخلت في اطار مسلح نتج عنه اصابة صالح كما أن حامد الاحمر, رجل الاعمال وصاحب شركة سابا فون لشبكات المحمول يعد من الممولين للاحتجاجات وقيل أنه من بعث برسائل نصية للمستخدمين بتوقيت ومكان الاحتجاجات. المقاييس تظهر الرئيس صالح في ورطة كبيرة فالنزاع الدائر الآن علي السلطة يأتي من صميم بيت العائلة فهل يترك الرئيس اليمني دائرة الصراع علي السلطة لاحتمالاتها الذاتية حسب قوة طرف في اليمن؟ أم حسب التدخلات الدولية لينجو بنفسه من فخ المحاكمات الجنائية والسجن؟ أم لديه من المفاجآت ما لم يطرأ علي أجندات المطبخ السياسي الدولي. القراءات السياسية ترجح ثلاثة عناصر افتراضية قد تمهل الرئيس اليمني فرصة أخري في السلطة: أولها اعتماد الولاياتالمتحدة والسعودية علي نظامه في مواجهة خطر تنظيم القاعدة والثني هو الحاجة لعملية انتقال هادئ للسلطة تفاديا للحرب الأهلية, والثالث هو أن صالح نفسه لم يسمح بظهور بديل له سواء في المؤسسة العسكرية أو في الوسط السياسي لكن الاحتمال الاقرب للواقع الآن هو لجوء العناصر الدولية لنائب الرئيس اليمني للابتعاد عن وتيرة المواجهات المستمرة بين اطراف العائلة ا لواحدة والدخول في مشكلات بين ا لحين والآخر قد تضر بمصالحها في المنطقة سيد حاج