أسعار الذهب اليوم الجمعة 17-5-2024 في مصر    سعر السمك البلطي في الأسواق اليوم    «أوستن» يدعو لحماية المدنيين قبل أي عملية في رفح الفلسطينية    الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان وانفجار أخرى في الجليل الغربي    كندا تفرض عقوبات على أربعة مستوطنين    نهائي دوري الأبطال، كولر والشناوي يتحدثان عن مباراة الترجي فى مؤتمر صحفي اليوم    برشلونة فوق صفيح ساخن.. توتر العلاقة بين لابورتا وتشافي    «الأرصاد»: ارتفاع درجات الحرارة اليوم.. والعظمى في القاهرة 35 مئوية    تفاصيل الحالة المرورية اليوم الجمعة 17 مايو 2024    مهرجان كان، عرض فيلم Oh, Canada ضمن فعاليات اليوم الرابع    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17-5-2024 في المنيا    انطلاق امتحانات الفصل الدراسي الثاني لطلاب الشهادة الإعدادية بالجيزة.. غدا    الاغتسال والتطيب الأبرز.. ما هي سنن يوم «الجمعة»؟    حدث ليلا.. أمريكا تتخلى عن إسرائيل وتل أبيب في رعب بسبب مصر وولايات أمريكية مٌعرضة للغرق.. عاجل    الدولار يواصل السقوط ويتجه لتسجيل انخفاض أسبوعي وسط مؤشرات على تباطؤ في أمريكا    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الجمعة 17 مايو 2024    طائرات الاحتلال تطلق النيران بشكل مكثف على مناطق متفرقة في مخيم جباليا    الإثنين.. المركز القومي للسينما يقيم فعاليات نادي سينما المرأة    باسم سمرة يروج لفيلمه الجديد «اللعب مع العيال»: «انتظروني في عيد الاضحى»    استئناف الرحلات والأنشطة البحرية والغطس في الغردقة بعد تحسن الأحوال الجوية    «الأرصاد» تكشف طقس الأيام المقبلة.. موجة حارة وارتفاع درجات الحرارة    دعاء تسهيل الامتحان.. «اللهم أجعل الصعب سهلا وافتح علينا فتوح العارفين»    موعد مباراة ضمك والفيحاء في الدوري السعودي    «قضايا اغتصاب واعتداء».. بسمة وهبة تفضح «أوبر» بالصوت والصورة (فيديو)    بسبب عدم انتظام الدوري| «خناقة» الأندية المصرية على البطولات الإفريقية !    شريف الشوباشي: أرفض الدولة الدينية والخلافة الإسلامية    لبلبة: عادل إمام أحلى إنسان في حياتي (فيديو)    النمسا تتوعد بمكافحة الفساد ومنع إساءة استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي    وقوع زلازل عنيفة بدءا من اليوم: تستمر حتى 23 مايو    بركات: الأهلي أفضل فنيا من الترجي.. والخطيب أسطورة    أضرار السكريات،على الأطفال    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    الذكاء الاصطناعى.. ثورة تكنولوجية في أيدى المجرمين الجدد    ملف يلا كورة.. موقف شيكابالا من النهائي.. رسائل الأهلي.. وشكاوى ضد الحكام    تحرك جديد.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    «رايحة فرح في نص الليل؟».. رد محامي سائق أوبر على واقعة فتاة التجمع    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    أحمد السقا يكشف عن مفاجأة لأول مرة: "عندي أخت بالتبني اسمها ندى"    سيد عبد الحفيظ ل أحمد سليمان: عايزين زيزو وفتوح في الأهلي (فيديو)    بعد اختفائه 12 يومًا.. العثور على جثة الطفل أدهم في بالوعة صرف بالإسكندرية    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» .. موضوع خطبة اليوم الجمعة    محافظ الغربية: تقديم الخدمات الطبية اللائقة للمرضى في مستشفيات المحافظة    تركيب المستوى الأول من وعاء الاحتواء الداخلي بمفاعل محطة الضبعة النووية    الدراسة بجامعة القاهرة والشهادة من هامبورج.. تفاصيل ماجستير القانون والاقتصاد بالمنطقة العربية    براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    كارثة تهدد السودان بسبب سد النهضة.. تفاصيل    شروط الحصول على المعاش المبكر للمتقاعدين 2024    المظهر العصري والأناقة.. هل جرَّبت سيارة hyundai elantra 2024 1.6L Smart Plus؟    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    عاجل - واشنطن: مقترح القمة العربية قد يضر بجهود هزيمة حماس    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    كلمت طليقى من وراء زوجي.. هل علي ذنب؟ أمين الفتوى يجيب    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    براميل متفجرة.. صحفية فلسطينية تكشف جرائم إسرائيل في غزة    طريقة عمل بيكاتا بالشامبينيون: وصفة شهية لوجبة لذيذة    للحفاظ على مينا الأسنان.. تجنب تناول هذه الفواكه والعصائر    تنظم مستويات السكر وتدعم صحة العظام.. أبرز فوائد بذور البطيخ وطريقة تحميصها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القمامة مشكلة مزمنة تبحث عن حل [3]
ثروة مهدرة.. يجب استغلالها

تعد مشكلة انتشار القمامة بجميع أنحاء الجمهورية من الأزمات المزمنة التي باتت تؤرق شتي فئات المجتمع, بعد أن فشلت جميع الوزارات التي تعاقبت علي حكم مصر علي مدار ال50 عاما الماضية في إيجاد حل جذري لها. وعلي الرغم من أن تلك المشكلة ظلت ملفا أساسيا علي ا طاولة ب اجتماعات المسئولين طوال هذه السنوات إلا أنها لم تجد من ينهيها.
وفيما تعددت الاقتراحات والحلول التي لجأ إليها المسئولون بداية من تكليف المحليات بهذا الملف, مرورا بإسناد المهمة لشركات وطنية, وصولا إلي التعاقد مع شركات نظافة أجنبية, بقيت المشكلة قائمة, وتشهد تلال القمامة المتراكمة بكل شارع وحارة بجميع مدن وقري وأحياء الجمهورية الراقية منها والفقيرة علي فشل جميع تلك الحلول لافتقادها ل ا الآليات ب السليمة التي تقضي علي هذه المشكلة
من جذورها حتي أصبحت تمثل صداعا مزمنا في رأس المواطنين والمسئولين معا.
وجاء إعلان الحكومة مؤخرا عن إنشاء شركة قابضة للنظافة تتولي مسئولية جمع المخلفات بأنواعها يتم خلالها دمج جامعي ومتعهدي القمامة في ا المنظومةب دون إقصاء لأحد وإعطاء جميع العاملين في حقل جمع القمامة حقوقهم كاملة ليمثل بادرة أمل وحلما طال انتظاره ليقضي علي اكابوسب ظل يطارد المواطنين لعقود طويلة, وينزع فتيل ا قنبلةب موقوتة من الحشرات والآفات والميكروبات كادت تنفجر في وجه الجميع, وكارثة بيئية أوشكت أن تهدد بتفشي الأمراض والأوبئة بين المواطنين.. بل وتحويلها من ا نقمةب علي المواطنين إلي انعمةب للدولة والأهالي باعتبارها ثروة مهدرة تبحث عن الاستغلال الأمثل وبما يحقق عائدا اقتصاديا ويوفر فرص العمل وذلك من خلال أوجه عديدة.
الأهرام المسائي تفتح ملف القمامة في محاولة للخروج بحلول جذرية لهذه الأزمة المزمنة.
تلال المخلفات تغلق شوارع أسيوط
الأهالي: الإهمال وراء تفاقم المشكلة.. والحرق المكشوف يهدد بكارثة بيئية وصحية
أسيوط وائل سمير وحمادة السعيد
في الوقت الذي بدأت فيه الدولة التحرك بخطي متسارعة نحو الاستفادة من مخلفات القمامة سواء بتجميعها من المنازل بواسطة الأحياء التابعة لها أو بإسنادها إلي بعض الشركات العاملة في هذا المجال, نجد مسئولي أسيوط يسيرون عكس عقارب الساعة في هذا الملف الحيوي الذي بات يؤرق أهالي المحافظة بعدما تحولت الشوارع الرئيسية والفرعية إلي مقالب عمومية لتجميع القمامة من المنازل في ظل عدم إيجاد الحل المناسب لهذه المشكلة من جانب مسئولي المحافظة, مما دفع البعض إلي اللجوء إلي الحل الأسهل للتخلص منها بإشعال النيران بها وهو ما ينذر بوقوع كارثة بيئية ويؤدي إلي انتشار الأمراض بين الأهالي, الكبار والصغار علي حد سواء, وفي ظل هذه الصورة القاتمة رصدت الأهرام المسائي تجربة متفردة بمحافظات الصعيد تصدرها مجموعة من الشباب قرروا مساعدة أهالي المنطقة التي يعيشون بها للتخلص من هذه المشكلة المزمنة, وقدموا نموذجا يحتذي به أوجب علي المحافظة السعي إلي تعميمه للقضاء علي هذه المشكلة.
القمامة تخنقنا
يقول عاطف علي موظف: سئمنا من الإهمال الشديد الذي يبديه مسئولو الأحياء والمدن تجاه أزمة القمامة التي باتت تحاصر جميع منازلنا ولا نجد مفرا منها, حيث تحول الوضع إلي كابوس مخيف عقب تراكم تلال القمامة بالشوارع واختفاء عمال النظافة وتخمر هذه التراكمات المخيفة وانبعاث رائحة كريهة منها تسبب أزمة للمواطنين المقيمين حولها وحينما نتقدم بالشكاوي يؤكد لنا المسئولون عدم توافر عمال لجمع القمامة.
ويضيف حسام عبد الجليل محاسب أن حي الأربعين تحول إلي مقلب كبير للقمامة بعدما اضطر الأهالي إلي إلقاء مخلفاتهم بالشارع لعدم وجود عمال للحي يمرون علي الوحدات السكنية لتنتشر القمامة بجميع الشوارع حتي إنها تحولت إلي مرتع للكلاب الضالة والقطط والفئران التي بدأت تغزو منازل المواطنين في مشهد مقزز للغاية, فضلا عن انتشار الحشرات الطائرة والزاحفة التي تهدد حياة سكان المنطقة.
الحرق المكشوف يهدد الأهالي
وبلهجة غاضبة قال ياسين محمد عامر مهندس لا نعلم أين تذهب الأموال التي يتم تحصيلها شهريا تحت بند جمع القمامة حيث لا نري شيئا من أعمال النظافة التي لا نشهد فيها تقدما ملحوظا حيث يزداد الحال سوءا يوما بعد يوم ونكاد نفقد الأمل في إصلاح هذه المنظومة الفاشلة علي الرغم من أن المحافظة لديها أسطول من السيارات تم استعراضها في خطط الإنقاذ السريع من قبل المحافظة.
ويشير عبد المحسن خليل طاهر من أهالي البداري إلي أن الكارثة الحقيقية التي تواجه الأهالي حاليا وتهدد صحتهم وربما حياة أطفالهم تتمثل في الحرق المكشوف للقمامة التي تلقي بالشوارع يوميا ونظرا لعدم وجود منظومة لجمعها يلجأ الأهالي للتخلص من هذه التلال عن طريق الحرق المكشوف وهو ما تتصاعد معه الأدخنة المحملة بالميكروبات والأمراض التي تخترق الجهاز التنفسي وتسبب له العديد من المشكلات.
مصانع التدوير لا تعمل بكامل طاقتها
أكد محمود العراقي مدير جهاز المخلفات الصلبة السابق أن محافظة أسيوط قامت بالتنسيق مع البرنامج الوطني لتدوير المخلفات الصلبة بتنشيط العمل بمصنع منقباد لتدوير القمامة والذي يرجع تاريخ إنشائه إلي عام1998 بهدف التخلص من القمامة بطريقة آمنة وصحية والاستفادة من عملية تدوير القمامة في بيع المفروزات من( صفيح, بلاستك, ورق) ولذلك فهو مشروع خدمي للتخلص من القمامة تدعمه وزارة البيئة تتجمع فيه مخلفات مدينة أسيوط, مشيرا إلي أن المصنع أقيم علي مساحة38 فدانا منها14 فدانا تم تحديدها كمزرعة تجريبية جنوب المصنع تتم فيها زراعة محاصيل مثل القمح والسمسم والذرة معتمدة علي السماد العضوي الناتج عن المصنع وقد وصلت إنتاجية الفدان من القمح إلي12 إردبا قابلة للزيادة وتعتبر من إيرادات المصنع والتي تدخل إلي خزينة الدولة.
ويضيف العراقي أن المصنع يعمل بطريقة بدائية, مشيرا إلي أنه تم إسناد مهمة تشغيله لإحدي الشركات الخاصة والتي لم تهتم بتطويره علي قدر بحثها عن مصلحتها فقط مما أدي إلي توقف المصنع بعد6 أشهر من توليها المسئولية لمدة عامين من2002 إلي2004 ثم لم تجد المحافظة بدا من استلام المصنع والإشراف عليه رغم أن معداته تتميز بأن أعطالها الفنية بسيطة ولا تحتاج إلي تقنية فنية عالية.
ويشاركه الرأي مهندس بشري زخاري المشرف علي تشغيل المصنع قائلا: ومن الصعوبات التي كانت تعوق عملية تطوير المصنع من قبل المسئولين عنه العامل النفسي, حيث إنه كان يعتبر منفي لبعض الشخصيات المغضوب عليهم وهذا كان يؤثر سلبيا علي سير الإنتاج.
قلة العمالة
ويضيف زخاري: يقوم المصنع بتدوير نحو80طنا يوميا من القمامة وذلك بسبب قلة العمالة, مشيرا إلي أن طاقة التشغيل المفروض أن تصل لنحو160 طنا وبالتالي فالمصنع في حاجة إلي مضاعفة العمالة ليعمل بطاقته كاملة خصوصا أن المصنع يستقبل يوميا من150 إلي200 طن من المخلفات مما يؤدي إلي تراكمها بأرض المصنع, كذلك فقد ارتفعت إيرادات المصنع لأن مرفوضات تدوير القمامة مثل الأكياس البلاستيكية وبعض المخلفات التي لا تصلح للتدوير التي تخرج من عملية الفرز أصبحت الآن تباع لمصنع أسمنت أسيوط الذي يقوم بإدخالها ضمن عناصر الوقود البديل الرخيص وتحت إشراف وزارة البيئة في حريق منظم مغلق عند درجة حرارة1200 درجة مئوية, مما يقضي علي أي انبعاثات ضارة, موضحا أن الكمية التي ينتجها مصنع التدوير حاليا لا تمثل سوي ربع احتياجات مصنع الأسمنت.
سماد عضوي آمن
وأشار زخاري إلي أن المصنع ينتج سمادا عضويا آمنا يفيد في إنعاش التربة, لافتا إلي أن كل من تعامل معه أصبح يفضله عن السماد العضوي العادي, موضحا أنه يتميز بخلوه من بذور الحشائش التي تؤذي التربة لكونه يتعرض إلي درجة حرارة تصل إلي80 درجة مئوية خلال عمليات التحويل إلي السماد العضوي وهذه الدرجة كافية لقتل بذور الحشائش وأي مواد مضرة أخري.
مصنع القوصية يطلب الإنقاذ
ولو انتقلنا إلي مصنع تدوير القمامة الثاني والموجود بقرية المنشأة الكبري التابعة لمركز القوصية نجده حتي الآن لا يعمل بكامل طاقته ويعاني قصورا شديدا وبحسب محمد علي أحد الأهالي فإن المصنع خرج للنور في2013 وبدأ في استقبال المخلفات القادمة من مراكز ديروط والقوصية ومنفلوط ونظرا لبعض المعوقات الموجودة فإنه يقتصر حتي كتابة هذه السطور علي المخلفات القادمة من مدينة القوصية.
فيما ذكر أحد مسئولي المصنع فضل عدم ذكر اسمه أن المصنع يستقبل يوميا نحو70 طنا من القمامة ويخرج نحو5 أطنان من السماد العضوي والباقي مفروزات يتم تحويلها لمصنع منقباد لإعادة فرزها من جديد لنقص الإمكانات بالمصنع, مضيفا أن هناك معوقات تحول دون تشغيل المصنع علي الوجه الأكمل بل وتهدد بتوقفه عن العمل منها النقص الحاد في المعدات والأدوات.
محاولات للحل
من جانبها أكدت المهندسة هويدا الشافعي رئيس مركز ومدينة القوصية أنها اجتمعت بالقائمين علي المصنع وتم بحث كل احتياجات المصنع, مشيرة إلي أنه تم رفع مذكرة لمحافظ أسيوط وخلال الفترة المقبلة سيتم تدعيمه من برنامج تدوير المخلفات الصلبة بعدد من المعدات واللوادر بتكلفة تصل لنحو5 ملايين جنيه وأضافت الشافعي أنها التقت وفدا من برنامج تدوير المخلفات الصلبة لبحث كيفية تنفيذ برنامج جمع المخلفات والقمامة من المنازل وتعظيم الفائدة منها, كاشفة لالأهرام المسائي أنه تم اختيار جمعيتين لتطبيق نموذج جمع المخلفات بقريتي فزارة والتتالية علي أن يتم تعميم المشروع علي جميع القري تباعا وهو مشروع سيساعد في حل مشكلة القمامة نهائيا وتوفير فرص عمل للشباب.
نموذج يستحق التعميم
شباب الوليدية نجحوا في تحويله إلي حي راق.. ووفروا فرص عمل
وسط هذه الصورة القاتمة يظهر شعاع أمل من بعيد علي يد مجموعة من الشباب قدموا نموذجا للعطاء في خدمة الحي الذي يقيمون به حيث نجح مجموعة من الشباب المقيمين بمنطقة الوليدية وسط مدينة أسيوط في القضاء علي أكبر مشكلات الحي التي عجز مسئولو المحافظة السابقون عن حلها وهي مشكلة القمامة التي كانت تؤرق الجميع, وتتسبب في انتشار الأمراض حيث تم استغلال طاقات الشباب السلبية, وتم تحويلها إلي طاقات إيجابية من خلال توفير فرص عمل حقيقية لهم في المشروع الخيري مبادرة خير لجمع القمامة من المنازل الذي حول حي الوليدية الشعبي إلي حي راق بعد اختفاء تلال القمامة من الشوارع وانتهاء معاناة الأهالي مع تلك المشكلة المزمنة.
يقول محمد عبد السميع مهندس ومسئول المبادرة إن الفكرة جاءت منذ ما يزيد علي6 سنوات حينما وجدنا أن مشكلة القمامة باتت أكبر أزمة يعاني منها الأهالي لذا قررت ومعي مجموعة من الشباب الذين تربطنا علاقة صداقة إنشاء مشروع تطوعي لخدمة أهالينا وقررنا العمل تحت مظلة جمعية تنمية المجتمع بالوليدية حتي نأخذ الصفة الرسمية وبالفعل حصلنا علي العضوية بالجمعية وبدأنا العمل بشكل مبدئي من خلال تنظيم حملة توعية في البداية علي المواطنين للتعريف بالمجموعة, مشيرا إلي أنه تم الاتفاق معهم علي مرور العامل بسيارة صندوق كارو علي المنازل ثلاث مرات أسبوعيا في تمام الساعة5 مساء ويطلق صافرته بالشارع فيقوم الأهالي بتسليمه القمامة لضمان عدم إلقائها بالشارع حتي لا تؤذي المارة وذلك مقابل اشتراك رمزي10 جنيهات شهريا وبالفعل بدأت مسيرة العمل ونجحنا في تغطية المنطقة بالكامل وتخلصنا من هذه المشكلة.
ويضيف طارق علي محاسب وأحد مسئولي المبادرة أنه تم الاتفاق مع مسئولي حي شرق علي توفير سيارات لنقل القمامة مباشرة من العربات الصغيرة التي يتم تجميع القمامة بها من المنازل إلي مصنع منقباد دون أن تلقي ورقة بالشارع وهو ما تم بالفعل حيث اختفت تماما القمامة من الشوارع.. وتابع: ساهمنا في تشغيل أكثر من50 شابا وفتاة يحصلون علي مرتبات جيدة إلي حد ما بما يتناسب مع هدف المشروع الخيري. ويوضح مصطفي عبد الله خليل من أهالي المنطقة أن الحي كان يشهد يوميا معارك دامية بسبب قيام الموظفين صباحا أثناء ذهابهم للعمل باصطحاب أكياس القمامة وإلقائها بالشارع أسفل منازل الأهالي وهو ما كان يؤدي بدوره إلي نشوب مشاجرات بين مالك العقار والأهالي الذين يلقون بمخلفاتهم أمام منزله ودائما ما ينتهي الأمر بحمل الموظف لكيس القمامة والبحث عن مكان آخر لإلقاء القمامة به, مشيرا إلي أن هؤلاء الشباب قضوا علي المشكلة وحولوا حي الوليدية الشعبي إلي حي راق يتعامل سكانه برقي تام من حيث وضع أكياس القمامة أمام منازلهم في توقيت محدد وتمر السيارة وتجمع القمامة في مشهد أوربي جديد علي أهالي المناطق الشعبية, فضلا عن أن هؤلاء الشباب يرتدون زيا موحدا يشير إلي نظافة المظهر لهؤلاء الشباب ومدي وعيهم وثقافتهم, وأطالب بتعميم هذه التجربة علي باقي الأحياء.
العمال يطلبون تحسين أوضاعهم
قال أحد العمال بمصنع القوصية: إحنا كلنا فاتحين بيوت ومرتباتنا لا تتعدي ال600جنيه يعني اليومية20 جنيها فهل هذا يعقل وبالإضافات نصل لنحو970 جنيها في حالة لو اشتغلنا طوال الشهر بدون راحة, مشيرا إلي أن سير الفرز يحتاج علي الأقل لنحو16 عاملا في الوقت الذي لا يوجد سوي عاملين اثنين فقط مما أدي إلي وجود خطوط إنتاج متوقفة عن العمل, مضيفا: رغم أن مرتباتنا هزيلة فإننا لم نتقاض مرتبات شهر أكتوبر حتي الآن.
تصنيع أغطية البالوعات من القمامة
قال المهندس بشري زخاري المشرف علي تشغيل مصنع منقباد لتدوير المخلفات: إن أحد أساتذة الجامعة الأمريكية عام2005 جاء ليحاضر في ندوة بجامعة أسيوط, ودعا إلي الاستفادة من البلاستيك الموجود في القمامة وخلطه بالرمل ليدخل في تصنيع أغطية البالوعات وأدوات السباكة بدلا من الزهر المكلف والذي يتعرض للسرقات مما يؤدي لوقوع كثير من الحوادث, مشيرا إلي أنه أثبت فعالية كبيرة حيث إنه يتحمل ضغطا حتي40 طنا, وطالب زخاري بدعم رجال الأعمال والمستثمرين لمثل هذه المصانع الصديقة للبيئة والتي تسهم في تشغيل العمالة للحد من البطالة.. كما طالب بتعميم هذه التجربة في كل مكان لكون هذه المصانع يمكن إنشاؤها بالقرب من الكتل السكنية ولا تؤثر عليها لأنها لا تنبعث منها أي روائح كريهة وغير ضارة بالبيئة.
السكرتير العام: منظومة جديدة للنظافة.. وندعم الجمعيات الأهلية
أكد المهندس محمد عبد الجليل سكرتير عام محافظة أسيوط أن المحافظة بصدد تطبيق منظومة جديدة للنظافة لإدارة المخلفات الصلبة وجمع القمامة من المنازل بدعم من وزارة البيئة يتم تنفيذها علي ثلاث مناطق علي مستوي المحافظة هي منطقة قلتة, ومركز الفتح, وقرية منقباد, وتستهدف القضاء جذريا علي مشكلة القمامة هذا فضلا عن الدعم الكبير الذي نقدمه للجمعيات الأهلية مثل ما يحدث بمنطقة الوليدية التي نجح خلالها الشباب بدعم من المحافظة في القضاء علي مشكلة القمامة نهائيا وبدون تكاليف تذكر.. وأبوابنا مفتوحة للجميع للتعاون في هذا المجال.
أمرض عديدة
أكد الدكتور علي حسين زرزور أستاذ الصحة العامة بجامعة أسيوط أن أزمة القمامة تعد من أخطر المشكلات الصحية التي يواجهها المواطنون حيث إن تراكم تلال القمامة يؤدي إلي تخمرها ومن ثم ظهور بكتيريا ضارة تهاجم جسم الإنسان بالكامل وتخترق كامل أجهزته وتصيبه بالعديد من الأمراض بدءا بالتهابات العينين والملتحمة والأمراض الجلدية وتوابعها مثل التينيا وقراع الرأس نتيجة لتفاعل الفطر داخل فروة الرأس مرورا بالنزلات المعوية الحادة والدوزنتارية الأميبية إضافة إلي الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي وذلك عن طريق تطاير الميكروبات الموجود بالمناشف والمناديل الورقية والفوط الصحية التي تلقي في القمامة والتي يقوم البعض بجهل تام بإحراقها حيث يخترق الميكروب الجهاز التنفسي للإنسان ويصيبه بخلل في التنفس والأخطر من كل ذلك إشعال النيران بالقمامة التي تحتوي علي جزيئات كيميائية تتفاعل داخل الجسم وتؤدي إلي الإصابة بالعديد من الأمراض مثل السرطان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.