امتهنت صنعة تدر عليها دخلا وفيرا كان يكفيها ويزيد علي احتياجات عائلتها الصغيرة حيث انعم الله عليها بولد وبنت كانت هي بمثابة الأب والأم خاصة بعد وفاة زوجها في سن مبكر فكرست المرأة التي لم تتجاوز عقدها الثالث نفسها لمحل الكوافير الذي تملكه بالمشاركة مع إحدي صديقاتها بمنطقة البساتين.. ذاع صيت فتحية المرأة الثلاثينية صاحبة محل الكوافير بين سيدات منطقة البساتين لحرفيتها الشديدة ومهارتها في استخدام أدوات التجميل وأصبح يتردد عليها العديد من النساء الراغبين في الظهور بطلات تضاهي نجوم الفن فكانت أحوالهم المادية تسير علي أفضل حال إلا أن كثرة تدليل أبنائها انعكس علي صغارها بالفشل في التعليم مما دفعها إلي اصطحابهما للعمل معها داخل محل الكوافير.. زادت أطماع فتحية وشريكتها شيماء المادية فلم يقتنعا بما يدر عليهما المحل من دخلا وفيرا ففكرا في استغلال المعلومات التي يتحصلان عليها من زبائنهما أثناء قيامهما بممارسة عملهما مع المترددين عليهما في تكوين عصابة تتخصص في سرقة مساكن عملائهما.. ترددت السيدتان كثيرا في تنفيذ مخططهما الشيطاني خوفا من انكشاف أمرهما وما يتبعه من فضيحة ولكنهما سريعا ما حددا دور كل شخص في العصابة ووضعا سيناريو محكما استعانا فيه بالشاب والفتاة أبناء فتحية حيث اقتصر دور شريكتها شيماء في استدراج الفريسة والحصول منها علي كل المعلومات التي تفيدهما في ارتكاب جريمتهما أثناء تواجد الضحية داخل المحل بينما تقوم الفتاة بمغافلة الفريسة والاستيلاء علي مفاتيحها واصطناع نسخة منها.. كانت بنود المخطط تعتمد علي توجه فتحية بصحبة أبنائها الصغار إلي الشقة المستهدف سرقة ما بها أثناء انهماك الضحية داخل محل الكوافير في أعمال التجميل بصحبة شيماء, حيث يأتي دور الشاب الذي يقوم بالمراقبة والتأمين أسفل المنزل بينما تصعد فتحية بصحبة ابنتها متسللين الي الشقة وفتحها بالمفاتيح المصطنعة والاستيلاء علي كل ما خف وزنه وغلا ثمنه.. نجح اللصوص الأربعة خلال فترة وجيزة لم تتجاوز عدة أشهر في تنفيذ العديد من جرائم سرقة الشقق كانت اغلب جرائمهم تتركز بشارعي حسن التهامي وفايدة كامل بمنطقة البساتين دون ان تثار حولهم الشبهات متخذين من محل الكوافير ستارا لهم وبمرور الشهور امتلات جيوبهم بالمال الحرام والذي انفقوا منه علي متطلباتهم الشخصية زادت معها في ارتكاب المزيد من الوقائع التي تعدت ال25 واقعة سرقة مسكن.. كانت البلاغات قد تعددت أمام مكتب المقدم علي فيصل رئيس مباحث قسم شرطة البساتين من الأهالي بتعرضهم لسرقة مساكنهم أثناء تغيبهم عنها في فترات مختلفة. برفع البلاغات إلي اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة أمر بتشكيل فريق بحث اشرف عليه اللواءان نبيل سليم مدير المباحث الجنائية ومحمد الشرقاوي رئيس مباحث قطاع الجنوب باشره العقيد محمد العسيلي مفتش الفرقة ضم ضباط مباحث قسم شرطة البساتين بقيادة المقدم علي فيصل ومعاونه الرائد احمد مصلح.. حيث تم وضع خطة اعتمدت علي إعادة فحص البلاغات وتوقيتات ارتكاب الوقائع والتي تبين من خلالها انحصار البلاغات في توقيت تغيب أصحاب الشقق عنها بشارعي فايدة كامل وحسن التهامي.. وخاصة أثناء تردد ربات البيوت من شاغلي تلك الوحدات علي إحدي محال الكوافير. وبتكثيف التحريات تبين ان وراء ارتكاب وقائع السرقة فتحية محمد38 سنة صاحبة كوافير صبايا للسيدات ومقيمة بشارع خالد بن الوليد وأبناءها علي وليد17 سنة طالب ومايا وليد12 سنة طالبة وشيماء محسن23 سنة كوافيرة شريكة الأولي في محل الكوافير.. وأضافت تحريات المقدم علي فيصل رئيس المباحث ان المتهمين يكونون فيما بينهم تشكيلا عصابيا تخصص نشاطه الإجرامي في ارتكاب وقائع سرقات المساكن بأسلوب المفتاح المصط نع عقب قيامهم بمغافلة زبائنهم المترددين عليهم بالمحل واستخراج نسخة منها وجمع المعلومات اللازمة عن ضحاياهم من خلال استدراجهم في الحديث وارتكاب جريمتهم أثناء انشغال الضحية داخل محل الكوافير. وبعرض المعلومات علي النيابة العامة, تم تقنين الإجراءات و استصدار إذن وبإعداد الأكمنة اللازمة الثابتة والمتحركة في الأماكن التي يترددون عليها بإشراف العميد محمد العسيلي مفتش الفرقة تمكن المقدم علي فيصل ومعاونه الرائد احمد مصلح وبصحبتهما قوة من القسم من ضبطهم و بمواجهتهم امام اللواء محمد الشرقاوي رئيس مباحث القطاع اعترفوا بارتكاب26 حادث سرقة مساكن بذات الأسلوب تم بإرشادهم ضبط المسروقات لدي عملائهم من أصحاب محلات المشغولات الذهبية بمنطقة دار السلام كما أضافوا بإنفاقهم المبالغ المالية متحصلات السرقة علي متطلباتهم الشخصية وباستدعاء المجني عليهم تعرفوا علي المضبوطات واتهموهم بالسرقة. تم تحرير محضر للمتهمين وبإخطار مساعد أول الوزير لأمن القاهرة أمر بإحالتهم للنيابة التي قررت حبسهم علي ذمة التحقيقات.