يعيش العالم حالة من الترقب بعد اعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب نيته نقل السفارة الامريكية من تل أبيب إلي القدسالمحتلة, ورغم الإدانات العربية والعالمية إلا أن الرئيس الأمريكي يبدو مصرا علي رأيه حيث أجري اتصالا هاتفيا بنظيره الفلسطيني محمود عباس ابو مازن, ليبلغه نيته في نقل السفارة وهو ما اعتبره أبو مازن أمرا مرفوضا, محذرا من التداعيات الخطيرة التي ستتبع ذلك. في هذا السياق قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة, إن الرئيس ابومازن حذر من خطورة تداعيات مثل هذا القرار علي عملية السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم, مؤكدا موقف بلاده الثابت والراسخ بأن لا دولة فلسطينية دون القدسالشرقية عاصمة لها وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. ومن المقرر ان يتابع الرئيس الفلسطيني اتصالاته مع قادة وزعماء العالم من أجل الحيلولة دون اتخاذ مثل هذه الخطوة المرفوضة وغير المقبولة, بينما أجري ترامب اتصالات مكثفة مع عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبلغهم بقراره. وذكرت وكالة الأنباء الأردنية, أن الملك عبدالله حذر- خلال الاتصال- من خطورة اتخاذ أي قرار خارج إطار حل شامل يحقق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية, مشددا علي أن القدس هي مفتاح تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم. وأكد أن اتخاذ هذا القرار سيكون له انعكاسات خطيرة علي الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط, وسيقوض جهود الإدارة الأمريكية لاستئناف العملية السلمية, ويؤجج مشاعر المسلمين والمسيحيين. وفي مؤشر علي الرفض الجماعي لهذا القرار حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش من اتخاذ أي إجراء أحادي بشأن القدس يؤدي لحل الدولتين, كما أعربت مصر في اتصال بين وزير الخارجية سامح شكري ونظيره الفرنسي جان إيف لو دريان عن أملها في أن تتروي واشنطن قبل اتخاذ هذا القرار لتداعياته الخطيرة علي الوضع الإقليمي ومستقبل عملية السلام, كما حذرت الإمارات من خطورة الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل. يأتي ذلك فيما اعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي اجري اتصالات امس مع الرئيس ابومازن عن قلقه الشديد من تنفيذ هذا القرار الذي يمس بالوضع القائم في القدسالمحتلة, مؤكدا أن مسألة وضع القدس يجب أن تتم تسويتها في إطار مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين التي تهدف خصوصا إلي إقامة دولتين تعيشان جنبا إلي جنب بسلام وأمن مع القدس عاصمة لهما. كما حذرت الإمارات من خطورة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وأعرب أحمد الجرمن مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشئون حقوق الإنسان والقانون الدولي عن قلق دولة الإمارات البالغ والعميق مما يتردد في وسائل الإعلام بشأن عزم الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها. كما أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تصل هاتفيا مع الرئيس الفلسطيني وأطلعه علي موقف روسيا الداعم لاستئناف المفاوضات بين فلسطين وإسرائيل لمناقشة جميع القضايا العالقة, بما في ذلك وضع القدس.وفي ألمانيا, وإيمانا منه بخطورة الوضع حذر وزير الخارجية الألماني زيجمار جابريل من تطور خطير جدا في حالة اعتراف الولاياتالمتحدة بشكل أحادي بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل. وقال عقب لقاء لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مع نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون في بروكسل ان العديد من الدول عبرت عن قلقها وهذا ما ينطبق علينا أيضا, حيث نري أن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لن يهدئ النزاع بل سيزيده سخونة. مجلس الجامعة العربية: أي اعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل اعتداء صريح علي الأمة العربية أكد البيان الختامي للاجتماع الطارئ للمندوبين الدائمين امس والذي دعت له فلسطين للوقوف علي خطوة الادارة الامريكية لنقل سفارتها لدي اسرائيل إلي القدس ان أي اعتراف بمدينة القدس عاصمة لدولة الاحتلال, أو إنشاء أي بعثة دبلوماسية في القدس أو نقلها إلي المدينة, اعتداء صريح علي الأمة العربية, وحقوق الشعب الفلسطيني وجميع المسلمين والمسيحيين, وانتهاك خطير للقانون الدولي. وتابع البيان من شأن مثل هذا الاعتراف غير القانوني أن يشكل تهديدا جديا للسلم والأمن والاستقرار في المنطقة, علاوة علي نسف فرص السلام وحل الدولتين, وتعزيز التطرف والعنف. وطالب المجلس الولاياتالمتحدةالأمريكية, وجميع الدول, بالالتزام بكافة قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة بمدينة القدس, بما فيها قرارات مجلس الأمن ومبادئ القانون الدولي, التي تعتبر كل الإجراءات والقوانين الإسرائيلية المستهدفة تغيير الوضع القانوني والتاريخي لمدينة القدسالشرقية.ومقدساتها وهويتها وتركيبتها الديمغرافية لاغية وباطلة. نهلة متولي