في غرفة الإنعاش بقايا العمر تتلكأ فوق الشاشات تسقط الذكريات في الأنابيب البلاستيكية مثل فتات من الثلج وكل ليلة فوق شحوب المرض يعبر ظل فاتر هناء عطية إنسانة شديدة الحساسية يتبدي ذلك في كتاباتها سواء قصصها القصيرة أو رواياتها التي تتحول إلي أفلام سينمائية كان آخر يوم للستات الذي مثلته وأنتجته الممثلة إلهام شاهين ونال جوائز عديدة نسبت للمنتجة! ولم أكن أعرف أنها تكتب الشعر لكني كنت أحس أنفاسه في قصصها صامتا كحزنها المبثوث في ديوانها هذا آخر القلب ولعل هذا العنوان الطيب يعني آخر ما تبقي في القلب فالديوان مفعم بالحزن والأسي.. الحزن الإنساني النبيل والذي كما عبرت عنه هناء كدخان فوق الروح. هذا بيتي يا ابنتي افتحي الأبواب للسماء تدخل إليه امنحيه قلبك وادخلي إلي الظلال المتراكمة في الأركان وأحبيني من جديد كي أراني الغربة حتي في وجود الأبناء.. والوحشة داخل البيت وخارجه تشيعان في جو الديوان.. وللموت النصيب الأوفر لا تبدو مكتملة هل تأذن لي أن أغادرك أن أفرح بالقليل بعدك أن أنساك هل تأذن للأنوثة أن تتتسلل إلي جسدي دونك وتسمح للنوارس أن تعبر سقف غرفتي هل تأذن؟ تهيم الظلال في حياتها حيث تبدو الحياة كأن وتتماهي الحقائق في غبشة تلك الظلال أنا من تنام لتغرق في البئر وفي ظلال الحلم الممتد أتعثر في وجهي أنا من تنام لتصحو ومن تصحو لتنام وغثيان ينتعش في الظلال بين شاطئين أي قلب أرسلته إليك يا موتي الشاحب؟! لاشك أن هناء عطية تملك رؤية خاصة لهذا العالم.. رؤية المحدقين فيما بين النور والظلام.. الوضوح والظلال.. السديم.. وهذا هو قدر الإنسان الحساس.. الرائي.. الوحيد هاي.. أنا أمريكي كيف حالك؟ الجو جميل الجو جميل صحتي رائعة ولكني سوف أقتلك آخر النهار..!