من منا لا يعرفه؟... من منا لم يصادفه؟ فهوجارك في المنزل وزميلك في العمل, وصديقك علي الفيس وعضومثلك في النادي ويدرس معك في الجامعة...ويتواجد في الشارع والسوبر ماركت ومحلات الحلاقة...بل قد يكون شقيقك أونجلك, والطامة أن يكون حماك أوحماتك أوزوجك أوزوجتك!! وأبوالعريف ليس وهما أوأسطورة, بل هوحقيقة من لحم ودم وتدب علي الأرض, قد تجده في شخصيات كثيرة, فهومذيع بدرجة منظر سلفي جهادي, رغم انه لم يجاهد بحياته أويري ساحة جهاد, ومع ذلك يعطينا محاضرات عن الولاء والبراء والحاكمية, ويصنف فصائل المجاهدين إلي أصحاب يمين وأصحاب شمال. وقد يكون محاميا فاشلا يتحدث في السياسة والعسكرية وسباقات التسلح, وأجندات وبرامج الرءوساء والدول,ويريد أن يصبح رئيسا للجمهورية رغم انه لم يمارس نشاطا سياسيا محترفا البتة. انه الشخص الذي يفهم في كل الأمور, ويفتي في كل المسائل, ويتحدث في الطب كأنه مجدي يعقوب, وفي التاريخ كأنه الجبرتي, وفي الرياضيات كأنه الخوارزمي وفي الشعوذة ك النخب السياسية والسلفيين, وفي الهرطقة عمال علي بطال كمذيعي الفضائيات,ويتحدث في أمور النساء والعلاقات الزوجية, وفي أمور الرجال والمسائل الشخصية, ويتكلم في هندسة الدش والراديو والتليفزيون, ويقوم بإصلاح الغسالة والتليفون, ويدعبس في الكمبيوتر, وملم بأعمال الزراعة وأسرار البقالة والجزارة وفنون الكرة وتدريب المنتخبات وتشكيل الفرق, وميكانيكا السيارات والتكاتك!!!. وهو أيضا خابور في النجارة ويجرب حظه في الحدادة, ويحضر كل زفاف ويصفق لكل عروسين ويبكي في كل جنازة ويزغرد في كل حفل ويرقص في كل مولد وله ملابس لكل مناسبة, فكأنه ألف إنسان بألف وجه بألف جسم بألف رأي بألف فكر بألف دين بألف إتجاه بألف سليقة بألف هدف بألف حلم بألف أمل وشجن,وهوغير محدد المعالم وغير واضح الملامح ولا تفهم له وجها من قفا, فمعلوماته في جميع القضايا غير دقيقة, حتي إن حاول تطعيم كلامه بألفاظ أجنبية حتي يؤكد للمغرر بهم مدي ثقافته التوسعية وأحلامه العلمية وأطماعه الفنية وتوجهاته الأدبية وسلوكياته الأرستقراطية!!. ومن أسف أن تحول مجتمعنا- إلا من رحم ربي- إلي أبوالعريف..يطالب الناس بوجوب أن تصغي إليه... ويفرض علي أهل الاختصاص والخبرة أن يخرسوا ويتعلموا.!! إن مجتمعا لم يتعلم أدبيات الإختصاص كان لابد أن يكون به عشرات الملايين من فصيلة أبوالعريف ويتم الإستعانة بأحدهم, مثلما فعل التليفزيون المصري وظل يستضيف صاحب مطعم علي أنه خبير ومتخصص في الشئون السياسية بأمريكا والعالم!! وفي مجتمع لم يتعلم أن السكون والسكوت والصمت أفضل مئات المرات من إبداء رأي خائب يضر ولا ينفع, ويؤخر ولا يقدم, ويفسد ولا يصلح, ويهدم ولا يبني, وقديما قالوا إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب وذلك دعما لأن يحكم الإنسان غريزته ويكبح جماح شهوته الكلامية فلا يتحدث في شيء يجهله ولا يبدي رأيا في موضوع لا يعقله..ولقد جاء في الذكر الحكيم قول الله تعالي: ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا. أبوالعريف بشر به النبي صلي الله عليه وسلم حيث قال: سيأتي علي الناس سنوات خدعات, يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق, ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين, وينطق فيها الرويبضة, قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟.. قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة. لذا وجدنا من يتحدثون عن إمام الدعاه الشيخ متولي الشعراوي بهذه الطريقة المستفزة, وبجهل وغباء عن انجازات ملموسة تحققت في الطرق والإسكان والمزارع السمكية وتسليح الجيش, وتطوير الموانيء وغير ذلك من عشرات المشروعات التي لا ينكر وجودها وجدواها إلا جاحد.