يقول المعارضون للحد من حمل الأسلحة في الولاياتالمتحدة أن السلاح لا يقتل, الإنسان هو الذي يقتل. وإن كان هناك الكثير من الحقيقة في تلك المقولة, إلا أن سهولة الحصول علي السلاح يساعد هؤلاء الذين علي استعداد نفسيا للقتل, علي القتل. بل وعلي وقوع ضحايا بالعشرات ليس لهم أي ذنب إلا أنهم كانوا في المكان الصح في الوقت الخطأ. وكما أن جائزة نوبل للسلام التي منحت هذا العام للمنظمة التي تناهض وتطالب بوقف الأسلحة النووية لن توقف سباق التسلح ولن تغير من فكر وسياسة الولاياتالمتحدة, فإن كارثة لاس فيجاس التي قتل فيها نحو56 شخصا وأصيب المئات الآخرون بسبب شخص واحد, لن تغير شيئا من قوانين السلاح في الولاياتالمتحدة; وبالرغم من الصدمة والحزن بعد مجزرة لاس فيجاس, الا أن كل شيء سيعود الي ما كان عليه, تماما كما حدث بعد كارثة كولومبين, المدرسة الثانوية التي شهدت مجزرة مماثلة في عام1999 في ولاية كولورادو الامريكية راح ضحيتها12 طالبا ومدرس واحد, وبعدها كارثة ساندي هووك, المدرسة الابتدائية التي وقعت في عام2012 في ولاية كونكتيكات, وراح ضحيتها عشرون طفلا ما بين الستة والسابعة من العمر, وستة مدرسين. ومما يثير الانتباه أن أعداد الضحايا في إزدياد مستمر; وأن الكوارث تتحول الي مجازر, والحزن الي غضب; ولكن بلا نتيجة فعلية لوضع حد لكل ذلك الإجرام. خاصة أن الرئيس الأمريكي الحالي يؤيد حمل السلاح والدستور الامريكي يعطي هذا الحق للمواطن الامريكي. كما أن كل شئ آخر يساعد علي تصاعد العنف خاصة بين الشباب, من الأفلام العنيفة والتي في تزايد مستمر, الي الألعاب الاليكترونية التي تنمي لدي الأطفال الانفعالات القوية نحو الرغبة في القتل; وذلك ينعكس علي العلاقات بين الأطفال والشباب في المدارس التي أصبحت تضع بوابات اليكترونية عند المدخل لرصد الأسلحة التي يدخل بها الطلبة الي المدرسة. كل ذلك يفسر لماذا أصبحت أمريكا أكثر الدول تصديرا للعنف. فحسب الإحصاءات في الولاياتالمتحدة أعلي نسبة حمل سلاح لكل شخص, فهناك112 سلاحا لكل مائة مواطن; وحسب الإحصاءات شهدت الولاياتالمتحدة1500 هجوم بالسلاح منذ عام2012, أي أن هناك اكثر من هجوم مسلح يوميا. وأكثر من أربعة ضحايا يوميا. والآن سوف يبدأ الحوار مرة أخري حول ضرورة تشديد القوانين الخاصة بشراء وحمل السلاح في الولاياتالمتحدة, ومرة أخري سيعرب العالم عن غضبه وسيرتفع الصوت يطالب بمنع حمل السلاح. ولكن مرة أخري, سوف يهدأ الغضب وينسي الناس أن السلاح يقتل تماما مثل الانسان. وأن تشديد العقوبات ضد حمل السلاح هو أحد السبل, وقد لا يكون السبيل الوحيد, نحو خفض نسبة الجرائم المسلحة, وعدد الضحايا. والسبب وراء ذلك هو وجود رئيس في البيت الأبيض في واشنطن العاصمة يؤيد لوبي السلاح, بل ويدعو الي نشر الفوضي وتصدير الحروب, ويعد بالفعل لحرب نووية جديدة ضد كوريا الشمالية وربما أيضا ضد ايران.