أؤمن بأهمية وجود معارضة سياسية في مختلف المجتمعات وفي مصر تحديدا فالمعارضة تبرز الأخطاء وتكشفها للسلطة الحاكمة ويؤدي نقدها المستمر إلي تصحيح مسارات عديدة ولذلك نسميها معارضة وطنية ولذلك أيضا نفرق دائما بين المعارضة والتربص واعتقادنا أن الفرق بينهما كبير وواضح للجميع. ولذلك تسعدنا الأنباء المتداولة كل حين عن السعي الجدي للسيد معصوم مرزوق السفير السابق المنتمي للتيار الشعبي للترشح في انتخابات الرئاسة المقبلة ونري أن ذلك يمنح الانتخابات مصداقية بغض النظر عن قدرة السيد مرزوق علي المنافسة..لكن كل هذا شيء والصمت علي ما قاله السيد مرزوق شيء آخر..فتصريحاته حملت كلاما غريبا عجيبا يؤدي إلي المهالك ويحتاج وقفة ووقفة طويلة. السفير السابق والدبلوماسي المخضرم أو هكذا ينبغي قال كلاما يحتاج كله إلي إجراء تحقيق عاجل معه علي الأقل إن لم يكن لادانته بأي شكل لمعرفة الأخبار التي تحدث عنها..كان العنوان الرئيس لحواره والذي اكتفي به أحد المواقع الالكترونية ونرجو الانتباه له هو المجتمع الدولي يسعي لانهاء حكم السيسي! ثم جاء في تفاصيل الحوار ما يلي حرفيا انه يقول للموقع: ان لديه أخبار قال إنها ذات مصداقية عالية تؤكد أن المجتمع الإقليمي والدولي بدأ إدراك واستشعار خطورة وفداحة استمرار عبد الفتاح السيسي في منصبه أكثر من ذلك مشيرا إلي أن بعض الأطراف الدولية قامت بتحركات قد تحول دون تمرير السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة كما قال.!! ثم اضاف المحاور حرفيا: وأوضح أن الأخبار التي يتحدث عنها وصلت إليه من خلال شخصيات يرتبط بعلاقات معها والتي قال إنها ذات حيثية في الداخل والخارج فضلا عن تأكيده أن حجب جزء من المعونة الأمريكية للقاهرة والتقارير الحقوقية الدولية التي صدرت بشكل متزامن مؤخرا بشأن انتهاكات نظام السيسي تثبت تململ المجتمع الدولي من ممارسات النظام المصري الحالي ويستمر معصوم مرزق في تصريحاته يكيل الاتهامات للرئيس وللحكومة حتي انه اتهمهما في كلام مدهش عن دعم الفساد! وكأنه لا يعيش في مصر ولا يري ولا يسمع ولم يبلغه أحد عن المواجهة غير المسبوقة مع الفساد ويد الرقابة الإدارية التي أطلقت ضد الجميع لأول مرة منذ ألغاها الرئيس السادات عام1980 وكأنه لم ير عدد المتنفذين الكبار الذين طالتهم اجراءات استرداد المنهوب من أموال وأراضي الشعب المصري..لكن مرزوق حر ان يتهم من يريد بما يشاء فالقانون موجود والشعب شاهد علي ما يجري..لكن ما يعنينا هي التصريحات السابقة المذكور في اول المقال وفي اول الحوار المذكور.. اذ ان السفير السابق يعلن صراحة علمه بمؤامرة تجري ضد رئيس البلاد!! او قل ضد البلاد نفسها اذن!!! ويعلن اطلاعه عليها!!! ويعلن بلوغها الي علمه!! ويعلن ابلاغه بها!!!! ويعلن أنها دولية تتم في أكثر من مكان وأن المجتمع الدولي يرحب بها!!! وأمام هذه التصريحات الخطرة التي تحوي في ذاتها العلم بجريمه كبري نكون هنا أمام احتمالين لا ثالث لهما..إما أن المعلومات حقيقية وأننا أمام مؤامرة فعليه يعرف تفاصيلها وعلي المذكور إبلاغ أجهزة الدولة بها فورا.. أو أن الدبلوماسي السابق خانه لسانه..وخانه ذهنه..وخانته تعبيراته..رغم أنه دبلوماسي درس مادة الدبلوماسية أو حصل عليها في دورات التأهيل بالمعهد الدبلوماسي ومارسها طويلا في خدمته الطويلة ويدرك ان لكل حرف معني محددا لا يجوز استخدامه في موضع آخر! معصوم مرزوق أساء استخدام مصطلح المجتمع الدولي فإن كان يقصد به أمريكا والدول الغربية فهو إذن يسير وراء التعريف الأمريكي للمصطلح..رغم أن المستقر الآن أن المجتمع الدولي يعني غالبية دول العالم وتمثلهم الجمعية العامة وليس حتي مجلس الأمن..هذه الإساءة في استخدام المصطلحات تدعو إلي التشكك في قدرات الرجل العملية وإلي أهمية التحقيق معه لمعرفة ما يقصد..حتي لو كنا في غاية التأكد من عدم صحة كل ما قاله بهذا الشأن..لكن قد آن الأوان أن يلزم الجميع حده وهو يتكلم عما يخص أمن الوطن..وإرادة شعبه..فلا يصح أن تكون مثل هذه الأمور عرضة للحوارات والتصريحات ومن من ؟ من دبلوماسي سابق كان عليه اختيار ألفاظه ومصطلحاته وتعبيراته وجمله.. علما أننا انتظرنا ثلاثة أيام كاملة علي أمل أي نفي منه لما نشر علي لسانه وفي موقع يضم كل كتاب الإخوان وحلفائهم وعلي كل لون!