سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رسائل مصر للعالم من الأمم المتحدة الرئيس السيسي يطرح5 مبادئ للوصول إلي عالم أفضل
الدولة الحديثة القائمة علي عدم التمييز والمساواة والمواطنة هي المخرج الوحيد من الأزمات
العالم مطالب بتحرك عاجل لحل أزمة المدنيين في ميانمار
وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي من علي منصة الأممالمتحدة رسالة مصر والمصريين من أجل التوصل إلي عالم أفضل يعمه الاستقرار والسلام وينعم سكانه بالأمن. وخلال كلمته أمام الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة, خرج الرئيس السيسي عن نص رسالته ليطلق بالعامية المصرية نداء لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط وإنهاء ما سماه ب أقدم الجروح وهي القضية الفلسطينية عبر توجيه رسائل إلي الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني من أجل تحقيق السلام. وقدم الرئيس رؤية لتحقيق هذا العالم الأفضل اعتمدت علي خمسة مبادئ, أولها: أن المخرج الوحيد للأزمات لن يتحقق إلا بمشروع الدولة الحديثة التي تقوم علي التمييز والمساواة والمواطنة, وثانيها: أن الوقت حان لمعالجة نهائية للقضية الفلسطينية من خلال تسوية نهائية تنشئ دولة فلسطينية علي حدود67, وثالثها: أنه لا تصور لنظام عالمي دون مواجهة حاسمة مع الإرهاب, وتحرير النظام العالمي من الكيل بمكيالين, وأنه لن يتحقق سلام دون القضاء علي التنظيمات الإرهابية ومن يمولها ويدعمها. وذكر الرئيس السيسي أن رابع تلك المبادئ هو القضاء علي جذور ومسببات الأزمات العالمية عبر تفعيل المسئولية المشتركة, وأنهي رسالته بخامس تلك المبادئ وهو ضرورة احترام مبادئ القانون الدولي باعتبارها الطريق الوحيدة لتسوية النزاعات والمشكلات الكبري في العالم. ندافع عن حق الشعوب في السلام والتنمية قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إنه كلما نجتمع في هذا المحفل المهم تتجدد آمال الشعوب التي نشرف بحمل أمانة تمثيلها والدفاع عن مصالحها في الحصول علي حقها العادل في السلام والتنمية وتتطلع إلينا أجيال جديدة, تحلم بفرصة العيش الكريم في ظل منظمة دولية عادلة وقادرة علي مواجهة تحديات فرضتها الطبيعة كتغير المناخ والكوارث الطبيعية والأمراض والأوبئة, وأخري من صنع البشر, كالحروب والإرهاب والتفاوت الصارخ في توزيع الموارد وفرص النمو وثماره. ومن المؤكد أن أهداف ومقاصد الأممالمتحدة لاتزال صالحة لتأسيس عالم يتيح لكل أبنائه فرصة الاستفادة من منجزات التقدم العلمي والاقتصادي وثورة الاتصالات التي ربطت بين مجتمعات العالم علي نحو غير مسبوق في التاريخ الانساني وما تحمله من إمكانات عظيمة لتحقيق حلم النظام الدولي العادل والآمن, والملتزم بحقوق التنمية والحرية والتقدم, والتواصل المفتوح بين البشر. لدينا إيمان بقيم الأممالمتحدة قال الرئيس: إننا في مصر لدينا إيمان عميق بقيم منظمة الأممالمتحدة وأهداف ميثاقها, ولدينا ثقة كبيرة في أن تحقيق هذه القيم أمر ممكن بل وواجب حتمي.. وتشهد تجربة مصر الطويلة مع الأممالمتحدة, كإحدي الدول المؤسسة لهذه المنظمة بذلك حيث تم انتخابها عضوا بمجلس الأمن لست مرات, وتعد سابع أكبر مساهم في عمليات حفظ السلام الأممية حاليا علي مستوي العالم. تشهد هذه التجربة الطويلة.. أننا نسعي طوال الوقت لتحقيق ما نؤمن به من شراكة أممية لبناء عالم يستجيب لطموحات أبنائنا وأحفادنا في الحرية والكرامة والأمن والرفاهية, ولكن المسئولية التي نتحملها تقتضي منا أن نتصارح بأن هذا العالم المنشود والممكن لايزال بكل أسف بعيدا كل البعد عن التحقق, وإننا لا نزال نعاني من العجز عن احتواء الصراعات المسلحة ومواجهة خطر الإرهاب ونزع السلاح النووي ومعالجة مكامن الخلل الكبيرة في النظام الاقتصادي العالمي والتي أفضت إلي زيادة الفجوة بين العالمين المتقدم والنامي. تجربة تلخص أزمة النظام العالمي تابع الرئيس في كلمته من واقع تجربة المنطقتين العربية والأفريقية, أستطيع أن أقرر بضمير مطمئن أن تلك التجربة تلخص أزمة النظام العالمي وعجزه عن الوفاء بالمقاصد والغايات التي قامت من أجلها الأممالمتحدة. فالمنطقة العربية محيط مصر الحضاري والثقافي, باتت اليوم بؤرة لبعض أشد الحروب الأهلية ضراوة في التاريخ الإنساني الحديث, وأصبحت هذه المنطقة هي الأكثر تعرضا لخطر الإرهاب وبات واحد من كل ثلاثة لاجئين في العالم عربيا. كما أصبح البحر المتوسط مركزا للهجرة غير الشرعية من الدول الأفريقية والآسيوية فرارا من بطش الاقتتال الأهلي من جهة..وبؤس الظروف الاقتصادية والاجتماعية من جهة أخري, والتي رصدها التقرير العربي الإقليمي حول الفقر المتعدد الأبعاد الذي أعدته جامعة الدول العربية بالتنسيق مع الأممالمتحدة والذي سيتم إطلاقه غدا. وتقع إفريقيا موقع القلب في السياسة الخارجية لمصر, هي القارة الأم التي تضرب فيها الجذور المصرية بعمق التاريخ ونستمد منها اعتزازنا بهويتنا وانتماءنا الاصيل لها. وقد باتت افريقيا عرضة لنفس الأخطار الأمنية التي تتعرض لها المنطقة العربية وتظل بدورها شاهدا رئيسيا علي أزمة النظام الاقتصادي العالمي الذي يكرس الفقر والتفاوت ويتحمل مسئولية رئيسية عن إنتاج الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تهدد الاستقرار والسلم الدوليين وتجعل من الحديث عن أهداف التنمية المستدامة مجرد حديث مرسل لا شاهد عليه من الواقع الدولي المؤسف. قدر مصر أن تشق طريقها بثقة في ظل مخاطر غير مسبوقة قال الرئيس: مصر إذن- سيدي الرئيس- تقع علي حافة أخطر بؤر الأزمات في العالم وقدرها أن تشق طريقها بثقة في ظل مخاطر غير مسبوقة متبنية استراتيجية قوية طموحة تقوم علي إصلاحات اقتصادية جذرية وشجاعة تهدف قبل كل شئ لتمكين جيل الشباب الذين يمثلون غالبية السكان ليس في مصر وحدها وإنما في أغلب المجتماعات الفتية في الدول العربية والعالم النامي. خطة المبادئ الخمسة تضمنت كلمة الرئيس السيسي في عالم متشابك ومعقد ومليء بتحديات يصعب أن تواجهها أي دولة منفردة, مهما كان قدراتها ومهما اشتد عزمها, فإنه من الطبيعي أن تقترن خطة مصر التنموية الطموحة بسياسة خارجية نشطة تستلهم المبادئ الأخلاقية الراسخة في تراثنا وثقافتنا, وتلتزم بالمبادئ القانونية للنظام العالمي الذي شاركت مصر في تأسيسه, وتقوم علي رؤية لمواجهة أوجه القصور التي حالت دون تنفيذ مقاصد وغايات الأممالمتحدة, وذلك من خلال خمسة مبادئ وأولويات أسياسية وهي: خروج عن النص من أجل القضية خرج الرئيس عبدالفتاح السيسي, خلال كلمته أمام الجمعية العامة للامم المتحدة, عن النص قائلا اسمح لي فخامة الرئيس أن أخرج عن النص الموجود.. وأتوجه بكلمة ونداء إلي من يهمهم هذا الأمر. أوجه كلمتي أو ندائي الأول إلي الشعب الفلسطيني وأقول له: مهم أوي الاتحاد خلف الهدف وعدم الاختلاف وعدم إضاعة الفرصة والاستعداد لقبول التعايش مع الآخر مع الإسرائيليين في أمان وسلام وتحقيق الاستقرار والأمن للجميع. وأقول وأوجه ندائي للشعب الإسرائيلي: لدينا في مصر تجربة رائعة وعظيمة في السلام معكم منذ أكثر من40 سنة ويمكن أن نكرر هذه التجربة وهذه الخطوة الرائعة مرة أخري.. وأقول أمن وسلامة المواطن الإسرائيلي جنبا إلي جنب مع أمن وسلامة المواطن الفلسطيني... وندائي لكم أن تقفوا خلف قيادتكم السياسية وتدعموها ولا تترددوا... وأنا هنا أخاطب الرأي العام في إسرائيل بأقول له لا تتردد واطمئن نحن معكم جميعا من أجل إنجاح هذه الخطوة وهذه فرصة قد لا تتكرر مرة أخري. وكلمتي الأخري وندائي الأخير إلي كل الدول المحبة للسلام والاستقرار وإلي كل الدول العربية الشقيقة, أن تساند هذه الخطوة الرائعة, وإلي باقي دول العالم أن تقف خلف هذه الخطوة التي إذا نجحت ستغير وجه التاريخ. إلي القيادة الأمريكية... وإلي الرئيس الأمريكي أننا لدينا فرصة لكتابة صفحة جديدة في تاريخ الإنسانية من أجل تحقيق السلام في هذه المنطقة. مواجهة شاملة وحاسمة مع الإرهاب ووضح الرئيس في ثالث المبادئ أنه لا يمكن تصور وجود مستقبل للنظام الإقليمي أو العالمي بدون مواجهة شاملة وحاسمة مع الإرهاب, تقضي عليه وتستأصل أسبابه وجذوره, وتواجه بلا مواربة كل من يدعمه أو يموله, أو يوفر له منابر سياسية أو إعلامية أو ملاذات آمنة. وبصراحة شديدة, فلا مجال لأي حديث جدي عن مصداقية نظام دولي يكيل بمكيالين, ويحارب الإرهاب في الوقت الذي يتسامح فيه مع داعميه, بل ويشركهم في نقاشات حول سبل مواجهة خطر هم صناعه في الأساس.. ويتعين علي أعضاء التحالفات الدولية المختلفة, الإجابة عن الاسئلة العالقة التي نطرحها من منطلق الإخلاص لشعوبنا, والتي يمتنع عن الاجابة عليها كل من يفضل المواءمة والازدواجية, لتحقيق مصالح سياسية علي أنقاض الدول ودماء الشعوب, التي لن نسمح أن تضيع هدرا تحت أي ظرف كان. كما يجب علينا في العالم الإسلامي أن نواجه الحقائق بصراحة, فنعمل سويا علي تصويب المفاهيم الخاطئة التي باتت منبعا أيديولوجيا للإرهابيين وفكرهم الظلامي الهدام. وكما تتذكرون فقد أطلقت مصر مبادرة لتصويب الخطاب الديني بهدف الرجوع الي القيم الأصيلة والسمحة للإسلام, وهو ما تعكف المؤسسات الدينية المصرية العريقة علي الاضطلاع به في الوقت الراهن, مع تعاونها في هذا الشأن مع كافة الجهات المعنية علي مستوي العالم. إن مصر, التي تخوض حربا ضروسا لاستئصال الإرهاب من أرضها, ملتزمة بمواجهته وتعقبه, والقضاء عليه بشكل نهائي وحاسم حيثما وجد.. وليس بخاف عليكم أن مواجهة الإرهاب كانت علي رأس أولويات مصر خلال فترة عضويتها في مجلس الأمن علي مدار عامي2016 و2017 ورئاستها للجنة مكافحة الارهاب, ليس فقط دفاعا عن مستقبل مصر, بل دفاعا عن مستقبل المجتمع الدولي بأسره. تفعيل مبدأ المسئولية المشتركة أما المبدأ الرابع فقال الرئيس في كلمته: إن القضاء علي جذور ومسببات الأزمات الدولية, ومصادر التهديد للاستقرار العالمي, يمر بالضرورة عبر تفعيل مبدأ المسئولية المشتركة, متفاوتة الأعباء, بين أعضاء المجتمع الدولي, لتضييق الفجوة الاقتصادية والاجتماعية بين الدول المتقدمة والنامية. فأي مصداقية يمكن أن تكون لمنظمة الأممالمتحدة وأجندة2030 وأهداف التنمية المستدامة, عندما يكون النظام الاقتصادي العالمي نفسه مسئولا عن تكريس التفاوت, وبعيدا عن قيم العدل والمساواة؟ وأي فرصة يمكن أن تكون متاحة أمام الدول النامية, مهما صح عزمها علي تبني إصلاحات اقتصادية شاملة تعالج أوجه الخلل في إدارتها لمواردها, بدون معالجة جذرية لأوجه الخلل في الأوضاع الاقتصادية العالمية, وذلك عبر المزيد من اشراك العالم النامي في هيكل الحوكمة الاقتصادية العالمية, وتيسير نفاذه إلي التمويل الميسر والأسواق ونقل التكنولوجيا؟ خامسا: إن احترام مبادئ القانون الدولي, والتفاوض علي أسس المبادئ القانونية والتاريخية والأخلاقية, واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شئونها, هي الطريق الوحيد لتسوية الخلافات في عالمنا.. فلا يمكن, بعد أكثر من سبعة عقود من تأسيس الأممالمتحدة, أن تكون القوة أو المعادلات الصفرية هي الوسيلة لتحقيق المصالح في عالم سمته الأساسية الاعتماد المتبادل, ووجود آفاق كبري للتعاون والتفاهم بما يحقق المصالح المشتركة للجميع. وانطلاقا من هذه المبادئ, كانت مصر من أكثر الدول اهتماما بإطلاق مبادرة حوض النيل عام1999, وسعت للتوصل للاتفاق الثلاثي بين مصر والسودان وإثيوبيا, لمعالجة قضية سد النهضة من منظور تعاوني, ينشئ إطارا قانونيا واضحا لمعالجة هذا الملف وفقا لمبادئ القانون الدولي, والقواعد المستقرة لتنظيم العلاقة بين الدول المتشاركة في أحواض الأنهار العابرة للحدود في مختلف أنحاء العالم.. إن هذا الاتفاق يظل الإطار القانوني القادر علي ترجمة منطق التعاون والتشارك بين الدول الثلاث, متي خلصت النوايا وتم الالتزام بتطبيقه التزاما كاملا ونزيها, خاصة وأن الوقت يدركنا, وبات الإنفاذ السريع لما سبق الاتفاق عليه أمرا شديد الإلحاح, لتجنب ضياع فرصة تقديم نموذج ناجح لإدارة العلاقة بين ثلاث دول شقيقة من دول حوض النيل. إن اجتماعنا اليوم في هذا المحفل الدولي العريق, هو مناسبة لوقفة صادقة مع النفس, نعترف فيها بأوجه قصور النظام الدولي عن تحقيق الغايات والمقاصد السامية التي قام من أجلها, ونجدد الالتزام بإنشاء واقع دولي أكثر إنصافا, باعتبار أن تحقيق العدالة, بأوسع معانيها, علي الصعيد العالمي, هو الشرط الضروري لمواجهة المخاطر الرهيبة التي تعصف بعالمنا اليوم, وتهدد مصداقية النظام الدولي. مأساة الروهينجا.. رسالة إلي العالم قال الرئيس في كلمته: لعل المأساة الانسانية التي تتعرض لها أقلية الروهينجا في ميانمار مناسبة أخري لتذكير المجتمع الدولي بمسئولياته الأخلاقية, قبل القانونية, كما عكسها ميثاق الاممالمتحدة للعمل علي سرعة إيجاد حل دائم, ينهي معاناة المدنيين ويعالج جذور الأزمة التي باتت تهدد الأمن الاقليمي واستقرار دول الجوار. فلنتحرك معا لتمكين الشعوب من استعادة مقدراتها, وفتح آفاق جديدة للتعاون بين كل أعضاء المجتمع الدولي, لنخرج سويا من دائرة المصالح الضيقة وتغليب منطق القوة, إلي رحابة المصالح الإنسانية المشتركة والتعاون بين الجميع.. ولنكن صرحاء مع أنفسنا, إذ يتعين علينا جميعا التخلص من سياسات الاستقطاب, فالعالم اليوم بحاجة ماسة لرحابة المصالح الانسانية المشتركة, وكل دولة ملزمة بالسعي لتطوير مصالحها مع مختلف الشركاء الدوليين, ودون أن يستعدي ذلك أحدا. مخرج الأزمات.. دولة وطنية حديثة بلا طائفية أو عرقية وضع الرئيس في مقدمة المبادئ أن المخرج الوحيد الممكن من الأزمات التي تعاني منها المنطقة العربية هو التمسك بإصرار بمشروع الدولة الوطنية الحديثة التي تقوم علي مبادئ المواطنة والمساواة وسيادة القانون وحقوق الإنسان وتتجاوز بحسم محاولات الارتداد للولاءات المذهبية أو الطائفية أو العرقية أو القبلية... إن طريق الإصلاح يمر بالضرورة عبر الدولة الوطنية ولا يمكن أن يتم عبر أنقاضها.. هذا المبدأ هو باختصار جوهر سياسة مصر الخارجية وهو الأساس الذي نبني عليه مواقفنا لمعالجة الأزمات الممتدة في المنطقة, فلا خلاص في سوريا الشقيقة إلا من خلال حل سياسي يتوافق عليه جميع السوريين ويكون جوهره الحفاظ علي وحدة الدولة السورية وصيانة مؤسساتها وتوسيع قاعدتها الاجتماعية والسياسة لتشمل كل أطياف المجتمع السوري ومواجهة الإرهاب بحسم حتي القضاء عليه.. والطريق لتحقيق هذا الحل هو المفاوضات التي تقودها الأممالمتحدة, والتي تدعمها مصر, بنفس القوة التي ترفض بها أي محاولة لاستغلال المحنة التي تعيشيها سوريا لبناء مواطئ نفوذ سياسية إقليمية أو دولية أو تنفيذ سياسات تخريبية لأطراف إقليمية طالما عانت منطقتنا في السنوات الأخيرة من ممارساتها وقد آن الأوان لمواجهة حاسمة ونهائية معها. وبالمثل فلا حل في ليبيا إلا بالتسوية السياسية التي تواجه محاولات تفتيت الدولة وتحويلها مرتعا للصراعات القبلية ومسرح العمليات التنظيمات الإرهابية, وتجار السلاح والبشر, وأؤكد هنا بمنتهي الوضوح أن مصر لن تسمح باستمرار محاولات العبث بوحدة وسلامة الدولة الليبية أو المناورة بمقدارات الشعب الليبي الشقيق, وسنستمر في العمل المكثف مع الأممالمتحدة لتحقيق التسوية السياسية المبنية علي اتفاق الصخيرات, والتي تستلهم المقترحات التي توصل لها الليبيون, خلال اجتماعاتهم في الأشهر الأخيرة في القاهرة للخروج من حالة الانسداد السياسي وإحياء مسار التسوية في هذا البلد الشقيق, وينطبق نفس المنطق علي المقاربة المصرية للأزمات في العراق واليمن. فالدولة الوطنية الحديثة الموحدة والقادرة والعادلة, هي الطريق لتجاوز الأزمات وتحقيق طموحات الشعوب العربية. القضية الفلسطينية الشاهد الأكبر علي قصور النظام العالمي قال الرئيس إن الوقت حان لمعالجة شاملة ونهائية لأقدم الجروح الغائرة في منطقتنا العربية وهي القضية الفلسطينية التي باتت الشاهد الأكبر علي قصور النظام العالمي, عن تطبيق سلسلة طويلة من قرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن. إن إغلاق هذا الملف من خلال تسوية عادلة تقوم علي الأسس والمرجعيات الدولية وتنشئ الدولة الفلسطينية المستقلة علي حدود عام67 وعاصمتها القدسالشرقية, هو الشرط الضروري للانتقال بالمنطقة كلها إلي مرحلة الاستقرار والتنمية, والمحك الاساسي لاستعادة مصدقية الأممالمتحدة والنظام العالمي. ولاشك أن تحقيق السلام من شأنه أن ينزع عن الإرهاب إحدي الذرائع الرئيسية التي طالما استغلها كي يبرر تفشيه في المنطقة, وبما يضمن لكافة شعوب المنطقة العيش في سلام وأمان. فقد آن الأوان لكسر ما تبقي من جدار الكراهية والحقد للأبد, ويهمني هنا أن أؤكد أن يد العرب مازالت ممدودة بالسلام وأن تجربة مصر تثبت أن هذا السلام ممكن, وأنه يعد هدفا واقعيا يجب علينا جميعا مواصلة السعي بجدية لتحقيقه. تحيا مصر في ختام كلمته قال الرئيس السيسي: هذه, سيدي الرئيس, رسالة مصر, أنقلها لكم اليوم.. جلية وواضحة, وكلي أمل في أن تنجح جهودنا المشتركة خلال الفترة المقبلة في الوصول إلي عالم أفضل وأكثر أمانا يعمه الاستقرار والازدهار. وشكرا.. وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.