حدث ما حذر منه العديد من النقاد والسينمائيين, وتم الإعلان عن عرض الفيلم المصري صيف تجريبي في دار سينما زاوية27 سبتمبر الجاري, مما يعني أحقيته في دخول التصويت علي الفيلم الذي يمثل مصر في مسابقة أوسكار أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية هذا العام, حيث تنص لائحة الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون السينما, المنظمة للأوسكار, علي أن يكون الفيلم المرشح قد عرض تجاريا خلال الفترة من1 أكتوبر2016 إلي30 سبتمبر2017, فهل يعاد التصويت علي الفيلم الذي يمثلنا؟ والمعروف أن نقابة المهن السينمائية كانت قد شكلت لجنة من23 سينمائيا وناقدا لاختيار الفيلم المصري, ووقع الاختيار بالأغلبية علي فيلم الشيخ جاكسون, للمخرج عمرو سلامة, علي أساس أنه حصل علي تاريخ عرض تجاري في24 سبتمبر الجاري, والآن باتت نفس المعطيات تنطبق علي فيلم صيف تجريبي الذي لم تفطن اللجنة لوجوده, وربما عرفت موعد عرضه واستبعدته. وكانت القائمة الأولي المتاحة للتصويت قد خلت من أفلام موسم عيد الأضحي الأخير, ثم اتفق أعضاء اللجنة علي إضافتها لأحقيتها في التواجد, كما أضافت الشيخ جاكسون بعد حصوله علي تاريخ العرض المذكور.. وإزاء حقيقة أن أحدا في مصر لم يشاهده بعد, تقرر إقامة عرض خاص يشاهده خلاله أعضاء اللجنة ليتمكنوا من التصويت عليه. وصرح بعض هؤلاء الأعضاء بأنهم استفسروا من الدكتور خالد عبد الجليل, رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية وعضو اللجنة, عما إذا كانت هناك أفلام أخري حصلت علي ترخيص مماثل بالعرض قبل نهاية سبتمبر فأجاب بالنفي.. كما أوضحوا أن الدكتور مسعد فودة, نقيب السينمائيين وجه نفس التساؤل ل جميع شركات الإنتاج في مصر فأجابت بالنفي هي الأخري, ولا يعرف أحد كيف فات علي الجميع وجود فيلم مثل صيف تجريبي, وربما أفلام أخري؟ تكمن المشكلة في موعد التصويت النهائي الذي اختارته نقابة السينمائيين, وهو11 سبتمبر, أي قبل الفرصة الأخيرة لعرض الأفلام ب19 يوما, في حين أن لائحة الأوسكار, التي عدت إليها بطبيعة الحال, تتيح لكل دولة أن ترسل فيلمها المرشح في موعد أقصاه الخامسة من مساء2 أكتوبر المقبل بالتوقيت الغربي للولايات المتحدة, أي في الرابعة من صباح3 أكتوبر بتوقيت القاهرة.. ويعني ذلك أن اللجنة كان بإمكانها أن تجتمع لإجراء التصويت النهائي في الأول أو حتي الثاني من أكتوبر, بعد أن تكون الخريطة النهائية للأفلام المتاحة لذلك التصويت قد اتضحت واكتملت, بما يمنع أي لبس أو خطأ. أما المشكلة الأكبر والحقيقية فتتمثل دائما في العوار وعدم الشفافية الملازمين لعملية اختيار ممثل مصر في تلك المسابقة منذ سنوات, مما يضع السينمائيين في مواجهة بعضهم البعض لسعي كل منهم لفوز فيلمه بالترشيح, وهو حق مشروع للجميع, بينما تتفرج الجهات المسئولة علي الخناقات السنوية دون أن تغير شيئا أو تضع نظاما صحيحا لا يمكن الاختلاف حوله أو الطعن فيه. أما صيف تجريبي فيملك فرصة حقيقية وحقا أصيلا في الترشيح لأنه كان يمثل مصر في مهرجان برلين الماضي بقسم المنتدي الموسع, وهو يدور حول دخول محمود وزينب في رحلة بحث مضنية عن النسخة اصلية من فيلم مصري كلاسيكي صنع خلال حقبة الثمانينات, ويكتشفان أنه تمت مصادرته من قبل الجهة الحكومية المسئولة سباب غير معلومة خلال تلك الفترة الزمنية, وهو مايدخلهما في عالم صناعة افلام. والفيلم من تأليف وا: محمود لطفي, بطولة زينب مجدي, مريم صالح, محمود عيسي, وعمرو وشاحي.