استيقظ من نومه المتقطع علي غير عادته وجلس علي احد المقاعد بشقته يتذكر ما دار بينه وبين أحد معارفه من حديث مثير عن تجارة الآثار التي استطاع من خلالها العديد من معارفهم بمنطقة الجمالية تحقيق أموال طائلة تغنيهم عن السؤال حتي اصبحوا من اصحاب العقارات الشاهقة والسيارات الفارهة وهو علي النقيض يقبع في احد المنازل القديمة بحارة زويلة. خرج ريمون من مسكنه المتواضع متوجها إلي عمله ينظر بعيون زائغة الي حالة غير راض عن معيشته واوضاعه رغم ما يدره عليه عمله من دخل استطاع من ورائه تكوين نفسه والزواج والانفاق علي اسرته وبعد انتهاء يومه عاد إلي منزله منهك القوي وارتمي علي سريره تسيطر علي كل حواسه فكرة التنقيب عن الآثار.. وفجأة التفت حوله وجحظت عيناه واستقرت اسفل قدميه ناظرا إلي حوائط العقار القديم الذي يملكه تسيطر علي جميع حواسه هواجس بانه يعوم علي بركة من الآثار وبدأ يرواده حلم العثور ولوعلي قطعة اثرية واحدة اسفل منزله القابع بمنطقة القاهرة الفاطمية المعروفة بآثارها.. كانت معلومات سرية قد وردت إلي المقدم محمد علوي رئيس مباحث قسم شرطة الجمالية تفيد بقيام شخصين بالتنقيب عن الآثار بإحدي العقارات دائرة القسم وبعرض المعلومات علي اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة أمر بتشكيل فريق بحث اشرف عليه اللواءان أشرف الجندي نائب مدير المباحث باشره اللواء نبيل سليم مدير المباحث الجنائية ضم ضباط مباحث قسم الجمالية, حيث تم توجيه عدة مجموعات بحثية لجمع التحريات اللازمة للتأكد من صحة المعلومات الواردة.. وتبين من التحريات صحة ما ورد من معلومات, حيث تم استهدافهما بمأمورية بقيادة المقدم محمد علوي رئيس المباحث أسفرت عن ضبطهما في أثناء قيامهما بأعمال الحفر داخل العقار وعثر داخله علي حفره قطرها22 مترا بعمق6 أمتار وأدوات تنقيب عبارة عن سلم وفأس ومقطف جل و2 حبل, كوريك وأجنة حديدية وسلك كهربائي.. وتبين أنهما كل من ريمون فريد32 سنة نجار ومقيم60 حارة زويلة وجرجس فريد28 سنة عامل ومقيم بذات العنوان شقيق الأول بمواجهة المتهمين أمام العميد حاتم البيباني رئيس مباحث قطاع الغرب اعترفا بارتكاب الواقعة بقصد التنقيب عن الآثار. تم تحرير محضر للمتهمين وبإخطار اللواء خالد عبد العال مساعد أول الوزير لأمن القاهرة أمر بإحالتهما للنيابة التي تولت التحقيق.