حكايات ومفاجآت مبهرة أحيانا كثيرة, ومزعجة أحيانا قليلة, ولكنها جميعها لها ألف معني.. التي عشتها وكلها رسائل واجبة ذكرها لفائدتها وغرابتها!! منها حكايتي مع النجمة الراحلة العظيمة, فاتن حمامة, في أريد حلا.. ومفاجآتها النجمان صلاح ذو الفقار. والنجم رشدي أباظة ليشارك النجمة في فيلمها أريد حلا.. وتم فعلا لقاؤنا.. أنا وصديقي الطيب.. والنجمان صلاح ذو الفقار ورشدي أباظة والتقينا بها في شقتها البيضاء الجميلة.. وشربنا معها القهوة علي الريحة معا.. وكانت جلستنا رائعة.. ومطمئنة للمشاركة في بطولة فيلمها!! وكانت المفاجآت تسبق الأيام, حيث كانت أول مفاجأة تليفون من الصديق صلاح ذو الفقار يخبرني بأن النجمة لم توافق علي أن أكون أنا وصديقي الطيب أبطالا في فيلمها أريد حلا ولم يشرح الأسباب لأنها لم توضحها بصراحتها!! والأغرب أنني فوجئت. بوجودها في جريدة الأهرام الي أعمل بها وساعدتها علي كل طلباتها لتصوير بعض المشاهد في الأهرام.. ورشحت لها شابا جادا من أعضاء العمل الجاد في الأهرام. وانصرفت وهي تشكرني.. وأنا أرحب بها وبزيارتها!! ومرت الأيام.. وتم عرض الفيلم في عام 1975 واستمر عرضه 16 اسبوعا.. وهو إخراج سعيد مرزوق.. وبطولة رشدي أباظة.. بطل الفيلم.. والنجمة.. أمينة رزق.. تأليف الزميلة بالأخبار.. حسن شاه.. ونجح الفيلم في تغيير اسلوب الطلاق في قانون الأحوال الشخصية!! وجاءت المفاجأة الكبيرة.. وهي حصولي علي جائزة أفضل ممثل في فيلم جديد قدمته.. وفي نفس الفيلم حصل صديقي الطيب. أفضل ممثل دور ثاني!! ونحن نتسلم جوائزنا قال صديقي الطيب هامسا. ياريت النجمة فاتن حمامة تكون ترانا ونحن نتسلم جوائزنا وسط تصفيق حضور المهرجان.. وضحكت وقلت له انت لسه.. فاكر!! وذهبت إلي بيتي.. وجلست علي مكتبي.. ودق جرس تليفوني وأنا لا أرد علي أجراس تليفوني بسرعة كثيرا.. ومع تكرار جرس التليفون اضطريت أن أرفع سماعة التليفون.. وقلت من المتكلم إذا سمحت؟! قالت.. طبعا نسيت صوتي كمان. قلت.. إذا سمحت مين المتكلم؟! قالت قوم دلوقت اعمل لنفسك فنجان قهوة علي الريحة واشربه وأنت تعرفني!! قلت لها بصراحة مفاجأة كبيرة النجمة الشهيرة.. فاتن حمامة؟! انتظري إذا سمحت.. أنا هاعمل ألف فنجان قهوة علي الريحة لاستقبال صوتك الرائع يا رائعة السينما المصرية!! قالت متشكرة قوي وألف شكر علي الألف فنجان قهوة. أنا أريد أن أقول لك حاجة, عندك وقت تسمعني.. اسمعني, أنا حصلت علي تليفونك وأريد أن أقول لك.. إنك نجم قوي متفرد بكل عناصرك الخاصة بالأداء الفني, وخصوصا قوة تعبير عينيك بأسلوب يجعل أي أحد أمامك. يتوه ويفقد توازنه ويؤدي إلي وقف التصوير, أنت مخيف في التثميل.. وأنت البطل المحبب لي.. ولك القوة خاصة.. وهبها الله إليك وتعبر بها بخصوصية ليست عند كثير من الممثلين!!. وأنا في الفيلم المفروض أني متزوجة. وأطلب الطلاق وزوجي يرفض.. وكل ما خشيت منه أنه.. بقدرتك القوية ونظرات عينيك ولا أحبك وأوافق علي حبك.. هذا كان يدمر سير أحداث الفيلم وهدفه.. وهذا الكلام كنت أريد قوله لك من زمان.. وأرجو أن تكون عند حسن ظني كفنان كبير قد فهمت مقصدي!! وأرجو أن ترد علي الآن.. ولكني أرجوك.. تعيش فرحك بجائزة أفضل ممثل التي تستحقها!! ولنا لقاء قريب بعد أن أتمرن علي مقاومة قدراتك.. حتي نتساوي في الإبداع معا.. واسمح لي بالانصراف وإلي لقاء.. وأغلقت التليفون!! وجلست أسمع صوت النجمة الصريحة يتردد أمامي من جديد!!وهذه حكايتي التي كانت.. مع النجمة.. فاتن حمامة في أريد حلا ووداعا.. للدروس الرائعة لنجوم ونجمات السينما التي يعيشها الفنان طوال عمره الفني الصادق. إنها رسالة لا تغيب!!