لم أستطع أن أجد لها صفة جديدة تحمل كل الأوصاف التي قيلت عنها.. وبعد فترة حيرتي للوصول إلي وصف جديد لها.. وأنا أردد لذاتي بجملة.. أريد حلا.. أريد حلا.. جاء الحل بوصف لها يجمع كل الأوصاف التي قيلت عنها.. انه اسمها وحده.. هو الذي يحمل بعمق كل الأوصاف!!. انها.. فاتن حمامة!! وهذه حكايتي معها عن فيلم.. أريد حلا!!. بدأت الحكاية بمفاجأة أخبرنا بها أنا وصديقي الطيب الممثل شعبان حسين.. أننا تم ترشيحنا من المنتج والنجم الكبير صلاح ذوالفقار.. لأن نكون أبطالا للفيلم الجديد الذي ستقوم ببطولته.. فاتن حمامة.. النجمة الكبيرة.. وأنها طلبت أن نلقاها في منزلها.. غدا.. وانها تحب المواعيد المضبوطة.. والالتزام.. وعشان كده سوف ندق جرس الباب غدا.. الساعة التاسعة صباح الغد.. إلا دقيقة!!. وجاء الغد.. وثلاثتنا الآن نركب سيارة النجم صلاح.. وأنا.. وصديقي الممثل الطيب.. في طريقنا إلي منزل النجمة الكبيرة.. ووصلنا إلي المنزل.. وفعلا دق النجم الكبير جرس الباب في التاسعة إلا دقيقة تماما.. خلف هذا الباب سنلتقي بالنجمة الكبيرة.. ودقات قلبي كانت أعلي من دقاب قلب صديقي.. الحاج الطيب التي كانت شفتاه تعلن عن قراءة الآيات قرآنية!! فتح الباب.. ظهرت سيدة.. وضح عليها أنها تعمل في المنزل.. صوتها هادئ جدا.. لدرجة أنني لم أسمع منها شيئا.. بالاشارة فهمت أنها تدعونا للدخول.. ودخلنا.. المكان هادئ جدا.. السكون شامل.. اللون الأبيض في كل مكان.. الأثاث.. لونه أبيض هادئ.. تابلوهات رقيقة علي الجدران.. أوان نحاسية لامعة يخرج منها زرع أخضر.. علي الأرض نسير عليها.. بها سجاد أبنوسي اللون.. وباشارة من السيدة بيدها التي لم نسمع خطواتها أو خطواتنا إلي الجلوس.. وسرنا وكأننا نسير علي أطراف الأصابع.. وجلسنا ثلاثتنا.. أنا وصديقي الطيب علي كنبة.. والنجم الكبير صلاح.. جلس علي مقعد في مواجهتنا.. دارت في مخيلتي الاحتمالات.. وحاولت أن أبعد منها ما قد يجعلني مرتبكا علي غير عادتي.. أخذت أتصور أنه مجرد لقاء عادي.. بين نجمة تريد أن تلتقي بمن سيكونان من الأبطال معها في فيلمها الجديد وقلت لنفسي.. عادي جدا!. صباح الخير.. صوت جاء هادئا.. رائعا.. مطمئنا.. انها هي.. النجمة الكبيرة الشهيرة.. فاتن حمامة.. ورأيتها لأول مرة حقيقية.. ليست حلما.. ولا شريطا سينمائيا.. وقفنا ثلاثتنا مرة واحدة.. وأقبلت إلينا.. مادة يدها بالسلام!!. أهلا.. بكم.. وهي تسلم علي كل واحد وجلست وقالت.. طبعا أنا أعرفكم جميعا.. وخصوصا انت.. يا أستاذ.. وقالت اسمي.. واسم النجم صلاح.. ونظرت إلي صديقي وقلت لها اسمه وشهرته الطيب.. وقالت تشربوا ايه.. فطلب من معي.. الشاي.. وأنا طلبت فنجان قهوة.. فقالت بتشرب قهوة سكر ايه.. قلت أشرب قهوة علي الريحة.. وقالت.. أنا كمان بأشرب قهوة علي الريحة زيك.. وكانت السيدة التي تعمل في المنزل.. قد سمعت الطلبات.. وأحسست بأمان كبير.. وبدأت بأسئلة كثيرة عن السينما.. وعن الفن.. وعن الأعمال التي قدمتها أنا.. وكانت توجه معظم الكلام لي.. وأنا بطبيعتي صريح.. ومتحدث جدا.. ومعلوماتي التي أبهرتها من خلال مشواري الصحفي.. والفني.. وكثيرا من جولاتي الصحفية.. ووجدت نفسي منطلقا في حواري معها.. وهي تستمع وتسأل.. وتجيب.. وأحاورها في كثير من الأسئلة.. والآراء.. وهي أيضا تزيد في الحوار بمعلومات.. وثقافة.. جميلة في مجالات العمل الفني والاجتماعي.. والسياسي أيضا.. وفي العالم الخارجي.. وأحداثه.. وسينماها وأنا أجيب بكل ثقة عن كل ما تريد معرفته.. ونحن نشرب القهوة.. والشاي واكتشفت قدرتها في المعرفة.. وقصدها الفني لاكتشاف من سيكون بطلا في فيلمها الجديد.. وانطلقت أنا كعادتي في كل المجالات التي تحدثت فيها.. ومر الوقت سريعا.. وطلبت بهدوء الانصراف حتي لا نحتل مساحة كبيرة من وقتها.. وعلي الرغم من ذوقها كمحاولة عدم الانصراف.. إلا أن النجم صلاح.. وافق علي انتهاء الزيارة علي خير.. ورحبت النجمة بالزيارة.. بكل صدق.. واعجابها لزيارتنا.. انصرفنا!!. وكانت المفاجآت تسبق الأيام.. حيث أول مفاجأة.. كانت من خلال اتصال من النجم صلاح ذوالفقار لي تليفونيا.. بأن النجمة.. لم توافق علي أن أكون أنا وصديقي الطيب أبطالا في الفيلم.. ولم يفصح عن الأسباب لأنها لم تخبره بها.. والمهم.. أنني رشحت له زميلا مهندسا في هندسة طباعة الأهرام.. وصديق له.. كان يقدم برنامجا موسيقيات في القنوات الفضائية الأجنبية.. وشكرني علي ذلك.. وأخبرني بعد أيام أنها وافقت علي اشتراكهما في الفيلم.. والمفاجأة الجديدة.. أنها حضرت إلي الأهرام لتصوير بعض المشاهد الصحفية في الجريدة.. والتقيت بها.. لأنني كنت المسئول الثقافي في الأهرام.. واخترت لها حجرة مكتبي في الأهرام.. لتجلس فيها.. وسألتها عن احتياجها لأي شيء.. فطلبت مني بصداقة حقيقية.. انها تريد أن تكوي جزءا من ملابسها.. واتصلت بمن يستطيع القيام بكي الملابس وتم كيها بسرعة.. ونزلت إلي صالة تحرير الأهرام الجديد.. وتم تصوير مشاهدها.. وانصرفت وهي تشكرني.. وأنا أرحب بها وبزيارتها.. ومرت الأيام.. وتم عرض الفيلم في عام..1975 واستمر عرضه ستة عشر أسبوعا.. وهو من إخراج سعيد مرزوق.. وحوار سعدالدين وهبة.. وبطولتها مع النجم رشدي أباظة.. ليلي طاهر.. محمد السبع.. رجاء حسين.. والنجمة الكبيرة أمينة رزق.. وتأليف الصحفية بالأخبار الزميلة.. حسن شاه.. ونجح الفيلم في تغيير أسلوب الطلاق في قانون الأحوال الشخصية!! وجاءت المفاجأة الكبيرة.. وهي.. حصولي علي جائزة أفضل ممثل في فيلم جديد قدمته.. وفي نفس الفيلم حصل صديقي الطيب جائزة أفضل ممثل دور ثاني.. ونحن نستلم جوائزنا.. مال علي صديقي الطيب وقال لي.. هامسا.. ياليت النجمة فاتن حمامة.. تكون تشاهدنا الآن ونحن نستلم جوائزنا وسط تصفيق حضور المهرجان.. الذي تنقل أحداثه القنوات التليفزيونية.. وضحكت وقلت له انت لسه فاكر!! وعدت إلي منزلي.. وجلست علي مكتبي.. وأمامي جائرة المهرجان.. وفجأة دق جرس التليفون الذي علي مكتبي.. وحاولت أن لا أرد مرتين.. ومن تكرار الرنين.. رفعت السماعة.. وقلت آلو مين المتكلم.. وجاء الرد.. أنا أيها النجم العنيد القوي!! قلت.. من المتكلم إذا سمحت؟! قالت.. طبعا نسيت صوتي كمان.. طبعا.. ألف مبروك علي الجائزة.. قلت لها.. أنا آسف.. بس إذا سمحت مين اللي بيتكلم؟ هي.. قالت.. طيب قوم دلوقتي أعمل لنفسك فنجان قهوة علي الريحة واشربه وانت تعرفني!! قلت لها.. بصراحة مفاجأة كبيرة.. النجمة الشهيرة.. فاتن حمامة.. انتظري إذا سمحت.. أنا حاعمل ألف فنجان قهوة علي الريحة لاستقبال صوتك الرائع يا رائعة السينما المصرية.. قالت هي.. متشكرة قوي ألف شكر علي الألف فنجان القهوة.. أنا أريد أن أقولك حاجة.. انت عندك وقت لسماع ما أريده.. قلت لها ارجوكي قولي!! قالت هي.. أنا لم أقول رفضت اشتراكك أنت والطيب في فيلمي الجديد.. اسمع وانصت لكلامي الصادق الهادي للأسباب.. أولا أنت لم تقرأ سيناريو وحوار الفيلم.. وأنا حصلت علي تليفونك من صديقك النجم المنتج.. وأريد أن أقول انك نجم قوي متفرد بكل عناصرك الخاصة بالاداء الفني.. وخصوصا قوة تعبير عيونك المعبرة بأسلوب يجعل أي ممثل أمامك يتوه ويفقد توازنه ويؤدي إلي وقف التصوير.. أنت مخيف في التمثيل.. وأنت البطل المحب لي ولك القوة خاصة وهبها الله إليك.. وتعبر بها بخصوصية ليست عند كثير من الممثلين.. وأنا المفروض اني متزوجة.. وأطلب الطلاق وزوجي يرفض.. وكل ما خشيت منه أنك بقدراتك القوية ونظرات عيونك ولا أحبك وأوافق علي حبك.. وهذا كان يدمر سير أحداث الفيلم وهدفه.. وهذا الكلام كنت أريد قوله لك من زمان.. وارجو أن تكون عند حسن ظني بك كفنان كبير قد فهمت مقصدي.. وارجو أن لا ترد علي الآن.. ولكن أرجوك تعيش فرحك بجائزة أفضل ممثل.. التي تستحقها ولنا لقاء قريب بعد أن أتمرن علي مقاومة قدراتك.. حتي نتساوي في الإبداع.. معا,, واسمح لي بالانصراف.. وإلي لقاء.. وأغلقت التليفون!! وجلست أسمع صوت النجمة الصريحة الشهيرة يتردد أمامي من جديد!!. هذه حكايتي مع.. فاتن حمامة.. في أريد حلا.. ووداعا.. وإلي لقاء!!. س.ع