في الوقت الذي استعدت فيه المناطق السياحية والمصايف لاستقبال روادها مع قرب انتهاء الامتحانات وبدء الإجازة الصيفية ومحاولة الأسر الهروب من شدة الحرارة إلي المصايف قبل حلول شهر رمضان. نجد أن شبح البلطجة جاء ليهدم كل الخطط ويغير المسارات بسبب ما تشهده الطرق من أعمال سرقة بالاكراه وقطع للطرق وذلك علي مدار الساعة ليلا ونهارا, الأمر الذي أدي إلي قيام العديد من الأسر بتغيير وجهتهم أو إلغاء المصيف هذا العام وخاصة الذين لديهم شاليهات وفيلات خاصة ليس خوفا من الطريق فقط وانما خوفا من اقتحام البلطجية لأماكن اقامتهم ليلا, فمنهم من فضل الذهاب إلي الفنادق والقري السياحية بشرم الشيخ والغردقة لأنها مؤمنة وبها العديد من النزلاء من ناحية ولأن الذهاب إليها بالطائرة من ناحية أخري ولذلك فان هذا الوضع المؤسف قد حرم المواطنين من الاستمتاع باجازاتهم في أماكنهم التي اشتروها ومازالوا يدفعون أقساطها مما أدي إلي زيادة الاقبال علي شرم والغردقة ومطروح شريطة السفر بالطيران. ويؤكد عمرو صدقي نائب رئيس غرفة شركات السياحة والسفر ورئيس احدي شركات السياحة والإدارة الفندقية أن الأمن هو الهاجس الذي يسيطر علي جميع المواطنين وخاصة العاملين في المجال السياحي ولذلك فان تأمين الطرق المؤدية إلي المناطق السياحية بشطيها الخارجية والداخلية أصبح ضرورة عاجلة وتعد علي قائمة أولويات الحكومة الحالية لأن السياحة هي أسرع القطاعات الاقتصادية نموا والقادرة علي دعم الاقتصاد القومي في الظروف الاقتصادية الصعبة التي تتعرض لها البلاد. وقال صدقي إن هناك بعض المناطق تعتمد بصفة أساسية علي السياحة الداخلية مثل العين السخنة والإسماعيلية وبورسعيد ومطروح وتلك الأماكن بالإضافة إلي الساحل الشمالي الذي يجذب غالبية المواطنين لا يوجد بها مطارات ولذلك فان تأمين الطرق يمثل ضرورة قصوي لأن ذلك للأسف يؤثر أيضا علي المناطق السياحية التي بها مطارات لأن غالبية المصريين والعرب وحتي الشركات السياحية تنقل السائحين إلي تلك المناطق عن طريق النقل البري مشيرا إلي أن هناك بعض الفنادق والقري السياحي تعتمد علي نوعية واحدة من السياحة وهي الخارجية ولكن في ظل الأزمة الحالية فقد تم تقسيم المجال للسياحة الداخلية وهناك نوعية تعمل في النوعين وهناك ثالثة تعمل في السياحة الداخلية والخارجية معا وفي النهاية فان السياحة بشقيها الداخلي والخارجي تحتاج إلي دعم من الدولة من خلال تعميق مفهوم الأمن لخدمة اسرع قطاع يعيد مكانة الاقتصاد القومي في تلك الظروف لأنه القطاع الوحيد الذي لا يدخل فيه أية تكلفة وأمواله فورية. وأوضح أن ذلك بالإضافة إلي تأمين المناطق والمزارات السياحية والأثرية لأن ذلك وضع سييء للغاية فكيف الحال إذا وصلت أعمال البلطجة للمزارات مثلما حدث في الأقصر وقام الأهالي بقطع الطريق السياحي فان ذلك سوف يؤدي إلي انتكاسة سياحية تحتاج إلي سنوات لعلاجها. ومن جانبه أكد منير فخري عبدالنور وزير السياحة ضرورة تحقيق الأمن الكامل والقضاء علي كل مظاهر الانفلات الأمني والتصدي لأعمال البلطجة لأنها تؤثر بشكل كبير علي الحجوزات السياحية وذلك علي الرغم من أن المناطق السياحية خاصة شرم الشيخ والغردقة مؤمنة بالكامل مشيرا إلي أن الوزارة نجحت في رفع حظر السفر إلي مصر من جميع الدول. ولكن مثل هذه الحوادث من شأنها أن تجعل السائحين أنفسهم يعزفون عن السفر إلي مصر والتوجه إلي مقاصد سياحية أخري.